السياسية:

في توقيت شديد الحساسية، ينتظر فيها كيان الاحتلال إشارة من إيران يتنبأ بها عما تختزنه من نوايا تجاه الحرب الهمجية التي يشنها على قطاع غزة، أجرى الجيش الإيراني مناورة برية في منطقة نصر آباد في أصفهان، كشف فيها عن أسلحة جديدة.

ترفع طهران جهوزية قواتها استعداداً للمواجهة التي قد تتورط الولايات المتحدة بفتحها لجبهات عدة. اذ أن التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وسقف الخطاب المرتفع، ينذر بأنها تتخوف من تدخل إيران إلى جانب الشعب الفلسطيني. وقد كان ذلك واضحاً من إعلان وزارة الدفاع الأميركية قصفها لما ادعت أنه منشآت لحرس الثورة الإسلامية في سوريا، والذي أرفقه بأنهم “تأكدوا بأنها خالية من الأفراد”. وعلى الرغم من ذلك، تم استهداف القاعدة العسكرية الأميركية في حقل العمر بـ 10 صواريخ. ونقلاً عن مصادر مطلعة للخنادق، فإن “الهجوم أسفر عن وقوع خسائر بشرية ومالية كبيرة نظراً لتواجد عدد كبير من القوات الأمريكية في هذه القاعدة”.

وتابعت المصادر بأن “القوات الأمريكية تفاجأت وارتبكت من الاستهداف وهو ما جعلها تبعث برسالة مفادها “أننا لا ننوي الاشتباك وفتح جبهة جديدة”.

وبدأت القوات البرية التابعة للجيش الإيراني بمناورات الاقتدار 1402 بحضور نائب مقر خاتم الأنبياء اللواء حسين حسن سعدي، والقائد العام للجيش الإيراني اللواء سيد عبد الرحيم موسوي، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد عزيز نصير زادة، والمساعد التنسيقي لمقر خاتم الأنبياء العميد علي شادماني.

وتشارك في المناورات المدرعات والصواريخ والمدفعية والطائرات المروحية والطائرات المسيرة، وقوات الهندسة والحرب الإلكترونية والحرب الحديثة والسيبرانية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وطائرات النقل والدعم الجوي للقوات الجوية للجيش الإيراني.

وتركز المناورة تؤكد على 4 ميزات هي المسافة والدقة والاستخبارات والأتمتة والمعدات الموجهة نحو الشبكة، وسيتم وضع تقييم ميداني لهذه الميزات الأربع في مراحل مختلفة من هذه المناورات.

وعن أهداف هذه المناورات، أشار المتحدث باسم مناورات الاقتدار 1402 لقوات الجيش الإيراني البرية العميد كريم جشك الى أنه “في هذه المناورات سيتم تقييم مستوى قدرة الوحدات القتالية واسناد القوات البرية للجيش، ومراجعة تكتيكات القتال البرية، والتقييم التشغيلي للأسلحة الجديدة، تحسين الردع في مواجهة التهديدات الجديدة وكذلك تطوير الأمن المستدام”.

وتستمر المناورات ليومين، وتجرى على عدة مراحل:

– في المرحلة الأولى: نقل بري وجوي لأربعة ألوية قتالية، ومجموعة هندسة قتالية، ومجموعة مدفعية، وقوات أخرى في وقت واحد من مناطق مختلفة من البلاد، تحت قيادة مقر الشمال الشرقي.

– في المرحلة الثانية: تنفيذ عمليات تحديد وجمع الأخبار والمعلومات باستخدام الطائرات دون طيار وأنظمة التنصت الإلكترونية التابعة لقوات المخابرات.

– المرحلة الثالثة: تخطيط وتنفيذ عمليات الدفاع الساحلي، وتخطيط وتنفيذ العمليات الجوية الليلية.

– المرحلة الرابعة: تخطيط وتنفيذ عمليات هجومية من أجل تدمير القوات الغازية في منطقة سربل.

وخلال المناورة تم إزاحة الستار عن عدد من الأسلحة:

– القنابل المتجولة وهي أنظمة طائرات مسيرة خفيفة الوزن محلية الصنع، “سينا” و”فاتح”، وتستخدم هذه الأنظمة، التي تحتوي على رأس حربي يتراوح من 300 إلى 1000 غرام، ضد مجموعات وأهداف مختلفة في القتال البري. كما أن القنابل المتجولة لها مدة تشغيلية تتراوح من 10 الى 15 دقيقة.

تمكّنت الوحدات الهجومية لقوات الجيش الإيراني البرية خلال هذه المناورات من إصابة أهداف ثابتة ومتحركة ضمن دائرة نصف قطرها 10 كيلومترات باستخدام قنبلتي “سينا” و”فاتح” المتجولتين.

كما تتمتع القنابل المتجولة بنظام توجيه ذكي ولديها القدرة على تتبع الأهداف منذ لحظة إطلاقها وحتى إصابتها بالهدف، والتي تم اختبارها وتقييمها ميدانياً لأول مرة.

وقال العميد قرباني في تصريح صحفي على هامش مناورات ” الاقتدار 1402″ إن اسطول المروحيات التابع للجيش يتمتع بالجاهزية الكاملة خلال هذه المناورات، مضيفاً بأن “المروحيات المشاركة بالمناورات زودت بمنظومات التشويش والرؤية الليلية والصواريخ بعيدة المدى والصواريخ النقطوية (دقيقة الإصابة) لرفع قدراتها القتالية، وسيتم استخدام هذه المنظومات خلال عمليات القتال الليلي للدفاع الساحلي”.

كما أشار إلى مشاركة مروحيات من طراز شينوك (ذات محركين) في عمليات الإسعاف الطبي في ساحة المناورات وتحويلها إلى مستشفى صغير عبر تجهيزها بمعدات طبية لازمة.

واعتبر العميد قرباني ان طيران الجيش الإيراني هي اقوى سلاح مروحيات بدون منازع في منطقة غرب آسيا، مضيفا بأن تجهيز هذا العدد الكبير من المروحيات للتحليق في مناورات اليوم كان بحاجة الى اسناد تقني وهندسي كبير، ولا شك بأن تجهيز هذا العدد الكبير من أنواع المروحيات المختلفة، يعتبر امرا غير مسبوق.

وأردف “أن المروحيات القتالية ومروحيات النقل التابعة للجيش تم تجهيزها بصواريخ محمولة جوا وبعيدة المدى وذات قدرة تدميرية مضاعفة، وان بعض أنواع هذه الصواريخ تطلق لأول مرة خلال هذه المناورات. كما أعلن عن وضع خطة مناسبة لإنتاج هذه الصواريخ بأعداد كبيرة.

* المصدر: موقع الخنادق اللبناني

* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر