بقلم : د. يوسف الحاضري

قد يظن الكثيرون ان أمريكا هي الداعم الأكبر للكيان الصهيوني خاصة عندما يسمع التصريحات المكثفة من القيادات الامريكية بلا استثناء والزيارات الإعلامية أيضا المتلاحقة من قبلهم للكيان الصهيوني ان ذلك مؤشر ان أمريكا هي الداعم الأكبر للكيان الصهيوني غير ان ذلك ليس سليما بشكل كبير فهناك نظام اخر يضاهي أمريكا في مساندة الصهاينة وهو النظام السعودي الذي يطلق على نفسه نظاما مسلما وعربيا والإسلام والعروبة تتأفف من يكون هذا النظام الدنيء نظاما ينتمي اليهما وسنسرد جوانبا مما قدمه السعوديون للصهاينة فقط خلال فترة عملية طوفان الأقصى وذلك كالتالي:-
١ ـ شكلت السعودية الحامية الكاملة والشاملة للكيان الصهيوني من جهة الجنوب برا وبحرا وجوا وشكلت سياجا مانعا للتحرك المليوني للشعب اليمني الراغب للقتال والجهاد مع اخواته في فلسطين وهذا امر لم تستطع ولن تستطيع ان يقوم به أمريكا .

٢ ـ أجهضت واخمدت السعودية منبري النور الديني الأعظم في الأرض وهما منبر الكعبة المشرفة (أول الحرمين ثاني القبلتين) ومنبر مسجد رسول الله في المدينة (ثاني الحرمين) والذي كان من المفترض ان يحرك هذان الحرمان مئات الملايين من المسلمين فلم نسمع فتوى جهادية ولم نسمع ندوات ومحاضرات وخطب تلزم المسلمين بذلك كما كنا نسمعها عندما يكون الهدف دولة إسلامية وعربية وهذا امر لا تستطيع القيام به أمريكا فعطل نظام ال سعود دورهما الأساسي الذي يريده الله ( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْـمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِـمِينَ ) فالدور الاسمى له هو الجهاد.

٣ ـ قام ويقوم النظام السعودي بتشغيل نظامه الصاروخي الاعتراضي لاعتراض طائرات اليمن المسيرة وصواريخه البالستية التي يتم قصفها من اليمن ضد الكيان الصهيوني وهذا باعتراف وشهادة أمريكا نفسها التي عجزت هي عن ذلك وبطبيعة الحال فنظام الباتريوت يكلف ال سعود مئات الملايين من الدولارات وهذا خدمة للكيان الصهيوني ودفاعا وذودا عنهم.

٤ ـ فتحت أراضيها وبحارها وسماها للبوارج الامريكية وللقواعد والطيران الحربي الأمريكي وفتحت أيضا نفطها لهم لكي تزود هذه المعدات العسكرية الامريكية والتي هي هنا لكي تدافع وتحمي الكيان الصهيوني ولم يكن للأمريكان ان يقوموا بهذا دون أرض وثروات السعودية.

٥ ـ أخرست افواه عشرات الملايين من الشعب السعودي ومنعتهم بحد السيف من ان يتنفسوا حتى مجرد تنفس للتضامن مع شهداء فلسطين وليس حتى للتضامن مع المجاهدين في فلسطين عوضا عن ضغطها الشديد على حكام بعض الدول العربية الأخرى للتعامل مع شعوبها بالمثل وهذا امر لم ولن تستطيع القيام به أمريكا على الاطلاق .

٦ـ أوعزت لأعلامها الكبير جدا عن التعاطي بحيادية واضحة وانحياز فاضح مع الكيان الصهيوني وجيشه ضد فلسطين وأبناء فلسطين لدرجة انها ستزج في السجون وتفصل من الاعمال أي مراسل او مذيع يصف قتلى فلسطين سواء كانوا مدنيين او مجاهدين ب(الشهداء) عوضا عن وصفها لأسرى الصهاينة بالمختطفين وحركة حماس والجهاد الإسلامي بالإرهابيين وغيرها من رسائل إعلامية تضليلية خبيثة عجزت أمريكا ان تتحكم هي في اعلامها كاملا كما عملت وتحكمت في اعلامها السعودية.

٧ ـ قامت وتقوم بالدعم المالي للكيان الصهيوني اللازم للحفاظ على عملتها المنهارة نتيجة عملية طوفان الأقصى عبر الأمريكان بعد ان عجزت أمريكا عن القيام بذلك بسبي مشاكلها المالية الداخلية الأخيرة التي أطاحت مؤخرا برئيس مجلس النواب الأمريكي كما يعرف الجميع.

٨ ـ حركت كل علماء البلاط الوهابيين للحديث ضد حركات المقاومة في فلسطين وتحميلهم الأسباب وحرف الأنظار عن الخطر اليهودي وهذا امر عجزت عنه أمريكا والتي عجزت عن التحكم بساستها واحبارها ورهبانها جميعا

٩ ـ .أماتت السعودية الشعب السعودي والذي لم نسمع لهم حتى همسا في مظاهرات بيد اننا رأينا معظم ولايات أمريكا يخرج العشرات من الالاف تضامنا مع فلسطين.

١٠ـ استنفرت كل مرتزقتها في دول محور المقاومة في اليمن والعراق ولبنان وسوريا ليكونوا على أهبة الاستعداد أولا للضغط الإعلامي والنفاق السياسي كي لا يتحركون ضد الصهاينة ثم اذا ما تحركوا ليكون لهم دور في اثارة المشاكل داخليا ليعرقلوا التحرك ضد الصهاينة بالانشغال بالحروب الداخلية وهذا امر لا تستطيع القيام به أمريكا بنفس القوة والجودة التي تقوم به السعودية.
هذه وغيرها من اعمال عبودية كالأعمال الاستخباراتية وغيرها من أمور لا نعلمها الله يعلمها يتحرك بها جواري الصهاينة مما يطلقون على انفسهم ملوك وامراء السعودية تفوقوا بها عما تقوم به أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في دعم الكيان الصهيوني اليهودي ضد أبناء العرب والمسلمين وضد المسجد الأقصى وضد الدين والمعتقدات يضعها على شفا جرف هار لينهار عرشهم قريبا قبل ان ينهاروا الى نار جهنم فقد اذن الله بذلك وما عملية طوفان الأقصى وجرائم الصهاينة في غزة الا اخر حبل لعلهم يتعلقون به لينجو غير انهم تعلقوا بحبل بيت العنكبوت الصهيوني وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت.

* كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع