بقلم: مجيب حفظ الله*

حينما قلنا ان الصراع السعودي الاماراتي وصل حد اللا عودة فذاك لم يكن سوى ترجماناً للكثير مما يعتمل في وسائل اعلام الطرفين التي تحاول كل جهة ان تشيطن الأخرى فيما الحقائق تؤكد ان جميعهم شياطين وكلٌّ يريد ان يغنّي على ليلاه في بلادنا.
يستمر اعلام السعوديين والاماراتيين في ممارسة دور التحليل لمثالب الآخر وسقطاته ويحاول كل طرفٍ ان يبرأ ساحته ويتناسون ان عدوانهم لم يرفع بعد عن الشعب اليمني حتى يسعى كل منهما لمحاولة تبييض صفحاته من دماء اليمنيين وتدمير بلادهم.
يشعرك هؤلاء اما بأنهم يصيبهم الخرف المبكر او أنهم يعتقدون أن اليمنيين سيغفرون لهم إجرامهم بحق هذه الأمة بمجرد ان يطلبوا العفو عن ذلك.
تسع سنوات من العدوان والحصار والقتل والتدمير الممنهج لكل ما هو يمني ثم تأتي صحيفة ممولة سعودياً أو اماراتياً لتقول لنا الرياض أو ابوظبي كانت أحدهما المسئولة كليةً عن كل ما جرى في هذا البلد من قتل وتدمير وحصار..

قالت صحيفة “العرب” الإماراتية أن السعودية تحاول تقديم نفسها كراعٍ للسلام” في اليمن من خلال تحركاتها الأخيرة في التواصل مع حكومة صنعاء الهادفة للوصول الى توافق بشأن عدد من ملفات هذه الحرب..
وقبل الحديث عن المسار المتجمد لعملية سلام حقيقية في اليمن علينا أولا أن ننسف هذه السياق برمته..
من يتهم الرياض بأنه لا يجوز ان تكون راعية سلام في بلادنا هو المجرم الاماراتي الذي يتشارك مع النظام السعودي المسئولية عن كل ما جرى ويجري في هذا البلد.
استهداف الإعلام الاماراتي للسعودية في بلادنا يفضحها اكثر فهو يرسخ في الاذهان ان افاعي العدوان ستلتهم بعضها وأن النار التي أرادوا ان يحرقونا بها ستحرقهم جميعاً.
ليس ذاك فحسب بل ان الرياض وابوظبي هما المسئولتان عن كل ما جرى ويجري في العالم العربي برمته لذا فإن ارتداء الاماراتي لثوب الحمل لا يمنحه على الإطلاق صكّ براءة من كل جرائمه بحق اليمن وشعبه واجياله القادمة.
تضيف الصحيفة الممولة اماراتياً ان السعودية التي تريد ان تسّوق نفسها كراعٍ للسلام لا تزال تريد تحقيق مصالحها الخاصة في اليمن.
وفي استهداف أكثر وضوحاً للشريك السعودي تقول الصحيفة الإماراتية التي تصدر من لندن أن “تقديم السعودية لنفسها كمجرّد راعية للسلام لا يعني أنّها ستكون طرفا محايدا بالفعل.
كلامٌ يدق ناقوس الحقيقة لكنه أيضا يتخفّى خلف الزوايا المظلمة لها فكما ان السعودي هو المعتدي على بلادنا فإن الاماراتي هو الاخر يتشارك معه كل مراحل وكوارث وجرائم الحرب التي عصفت باليمن.
ان الصراع السعودي الاماراتي الواضح في اليمن والذي تترجمه وسائل الاعلام التي يمولها البلدين تشير الى ان العلاقة بين الرياض وابوظبي وصلتا الى منعطف طرقٍ في بلادنا يصعب معه العودة الى ما قبله.
الايادي الإماراتية والسعودية في اليمن ملطخةٌ بدماء الأبرياء وحصار شعب بأكمله ولن يغسلها الإعلام الممول من البلدين ولا تنجح ابواقهما ولا معسول الكلام في ثني اليمنيين عن المضي قدماً في مشروعهم التحرري من المستعمرين الجدد وكلاء الأمريكي والصهيوني.
تشير الصحيفة الإماراتية ان المصالح هي المحرك الرئيسي في كل ما تقوم به السعودي سلماً وحرباً وتقول ان الرياض تسعى هذا الأيام لامساك العصا من منتصفها وتعمل على الإبقاء على خيوط اللعبة بيدها.
يتحدث الاعلام الاماراتي عن الرغبة السعودية في التوسع شرقاً لا سيما باتجاه وادي حضرموت والمهرة لكن بالمقابل فإنه يؤكد بان الرياض لن تنجح على هذا الصعيد.
لهؤلاء المجرمين نقول لن تنجح لا الرياض ولا ابوظبي في استثمار الأرض اليمنية التي تعتقد انها أممتها عبر هذا العدوان ولن يتنازل اليمنيون عن شبر واحد من هذا الوطن من أقصاه الى أقصاه.
أن صراع الافاعي الدائر بين محمد بن زايد ومحمد بن سلمان يعري ويكشف حقيقة طبائعهم التي جُبِلت على الغدر والخيانة.

أن النيران التي أشعلوها في بلادنا ستلتهم جميعاً وتحرق مشاريعهم الانفصالية، لأن اليمنيون مهما تفرقت بهم السبل لن يتركوا المحتل ساعة من نهار لينعم بالراحة والأمن والاستقرار الذي أراد ان يحرمهم منه.

* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع