العملية البرية لجيش الاحتلال الصهيوني في غزة بين الممكن واللاممكن
يحي الدايخ*
بعد تضارب آراء النخب والمختصين من سياسيين وعسكريين وأمنيين في الكيان المؤقت، و النصائح الموجهة من رعاة الاحتلال وخاصةً الأمريكي حول عزم جيش العدو القيام بعملية عسكرية في قطاع غزة وبهدف معلن وواضح وهو القضاء النهائي على حماس، ومع عدم وجود حتى الآن رؤية واضحة لدى المستويات السياسية والأمنية والعسكرية عن كيفية القيام بالعملية وعدم وجود خطط لما بعد حماس، يبرز ثلاثة سيناريوهات أمام صناع القرار الصهيو ـ أمريكي هذا باعتبار ان لأمريكا دور بارز الآن في صناعة القرار الصهيوني وإدارة الحرب الدائرة، ولكل سيناريو عدة موجبات وملاحظات يجب عليهم أخذها بعين الاعتبار.
أولاً- اجتياح غزة بين المردود الإيجابي والسلبي على الكيان المؤقت.
أهم المردودات الإيجابية:
1- قدرة حكومة الكيان المؤقت على استعادة زمام المبادرة أمام محور المقاومة عامةً وأمام إيران وحزب الله خاصةً.
2- الحاجة الملحة إلى إنجاز ينعكس على محاولة ترميم صورة الهزيمة التي منيت بها في ٧ أكتوبر.
3- ارجاع الثقة للمستوطنين بالعودة إلى المغتصبات في غلاف غزة.
4- انعكاس فقدان الأمن واستعادة الشعور به على المستوطنين في الشمال الفلسطيني المحتل.
5- استعادة هيبة الجيش والردع المفقودين ضد فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان.
6- التخلص من حماس والجهاد في غزة نهائيا تمهيداً لعملية ترانسفير جديدة لتتخلص(حكومة العدو) من نزعة المقاومة عند من بقي من سكان غزة.
7- محاولة تسليم إدارة ما بقي في غزة إلى حكومة السلطة الفلسطينية المتعاملة مع العدو.
وغيرها من المردودات الإيجابية والتي تُعتبر حاجة ملحة للعدو الصهيوني.
أهم المردودات السلبية:
1- عدم وجود قرار واضح وصريح من المستوى السياسي بتبني العملية البرية مما ينعكس سلباً سياسياً وقضائياً على نتنياهو بالذات.
2- الخسائر البشرية الفادحة التي سوف تلحق بالقوات المهاجمة وأثرها على الرأي العام الصهيوني .
3- المظاهرات التي تقوم بها عوائل الأسرى الصهاينة وتأثيرها على صناعة القرار.
4- جهل مصير الأسرى والمفقودين الصهاينة عند فصائل المقاومة الفلسطينية في حال التوغل البري.
5- عدم إمكانية ضمان سلامة الأسرى الأمريكيين مما سيسبب إرباكاً ومشكلة للحزب الديمقراطي الأمريكي وخاصةً وهم على أبواب التهيؤ للانتخابات الرئاسية.
6- آخر الإحصاءات التي قامت بها صحيفة معاريف الصهيونية في استطلاع للرأي والتي تفيد أن:
49% من الصهاينة يعتقدون أنه يجب التروي قبل إقرار الدخول البري لغزة. و 29% فقط يؤيدون الدخول الفوري – هذا بعد استطلاع الأسبوع الماضي الذي أعرب فيه 65% عن تأييدهم لعملية برية واسعة النطاق فورا مما يعني تراجع في الرأي العام الصهيوني عن تأييد القيام بعملية برية.
7- تراجع التأييد لحكومة العدو في بعض الدول الغربية والمظاهرات الشعبية في الكثير من العالم الغربي والعربي بسبب ما تقوم به حكومة الاحتلال الفاشي من مجازر ضد الشعب الفلسطيني من أطفال ونساء وشيوخ. وغيرها الكثير من المردودات السلبية والتي تمنع التوغل البري في غزة.
ثانياً- القيام بعمليات خاصة ونوعية برية تقوم بها وحدات خاصة في جيش العدو (بمشاركة لقوات خاصة أمريكية وفرنسية وهذه أخبار تناقلتها بعض وسائل إعلام العدو)، بحيث تعمل على ضرب واغتيال أفراد وعناصر قيادات نشطة في فصائل المقاومة، وتعمل على تدمير أنفاق وتحصينات، وكل ذلك يُوثق بصور وفيديوهات مما يتسبب في الآتي باعتقادهم:
1- ضرب الروح المعنوية للمقاومين وسلب رغبة القتال لديهم.
2- أخذ أسرى منهم (المقاومين) ممكن ان يحصلوا على معلومات من خلالهم عن الأسرى لدى فصائل المقاومة وأماكن تواجدهم.
3- محاولة تظهير إنجاز معين تستفيد منه حكومة العدو ولو بنسب معينة وخاصةً نتنياهو.
4- التقليل من الخسائر البشرية بجيش العدو في مثل تلك العمليات، وإمكانية عدم الإفصاح عن خسائره كالعادة في حال وقوعها.
5- امتصاص غضب الرأي العام في الداخل والخارج.
6- ضمان سلامة الأسرى الصهاينة لدى فصائل المقاومة.
7- ضمان بايدن لسلامة الأسرى الأمريكيين وبالتالي خوض الانتخابات لحزبه وهو مطمئن.
8- عدم إغلاق الباب مع إمكانية التفاوض لاحقاً على الأسرى ضمن شروط وسياقات تخضع حينها للظروف والنتائج التي ترتبت على تلك العمليات والمستجدات السياسية.
وغيرها الكثير من المردودات التي يمكن أن يستفيد منها العدو الصهيو ـ أمريكي.
ثالثاً- هذا السيناريو هو باختصار يمكن ان يقوم العدو بالسيناريو الثاني ويتبعه مباشرةً بالسيناريو الأول.
* المصدر: موقع الخنادق الاخباري
* المقالة تعبر عن وجهة نظر الكاتب