السياسية:

قال رئيس صندوق النقد الدولي، إن الحرب المستعرة منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع بين كيان إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة ألقت بظلالها بالفعل على اقتصادات الدول المجاورة.

ومن جانبها, قالت كريستالينا جورجيفا في منتدى للمستثمرين في العاصمة السعودية الرياض «انظر إلى الدول المجاورة: مصر ولبنان والأردن حيث الآثار واضحة بالفعل».
يشن الجيش الصهيوني ضربات على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الجاري، وذلك ردا على الهجمات التي شنتها قوات الكوماندوز التابعة لحركة حماس على الأراضي المحتلة، وهي الأشد منذ إنشاء كيان إسرائيل في العام 1948.

وبحسب التقارير الصادرة عن الجاني الصهيوني ، قُتل في هذه الهجمات أكثر من 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، وسُجل حوالي 220 رهينة صهيوني أو أجنبي أو ثنائي الجنسية.

في قطاع غزة، استشهد أكثر من 7028 شهيدا منهم 2913 طفلا و1709 امرأة و397 مسناً إضافة إلى إصابة 18484 مواطناً فلسطينيا بجراح مختلفة منذ بداية الحرب، وذلك بحسب التقارير الصادرة عن حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على هذه الأراضي الفلسطينية منذ العام 2007.

يأتي تصريح جورجيفا في أعقاب تحذير في افتتاح منتدى الرياض من قبل كبار المسؤولين الماليين بشأن ضربة محتملة سببتها هذه الحرب على الاقتصاد العالمي ككل.

وقال رئيس صندوق النقد الدولي «ما نراه هو مزيد من التوتر في عالم يشوبه القلق بالفعل، هناك دول تعتمد على السياحة وهذا الوضع يضر بالتدفقات السياحية».

وأشارت، في معرض وصفها للمخاطر المحددة التي تهدد المنطقة، إلى الأخطار التي تهدد الاستثمار والتأمين وقدرة الدول على استيعاب المزيد من اللاجئين.

عادة ما يكون مؤتمر مبادرة الاستثمار المستقبلي (FFI)، المسمى «دافوس الصحراء»، فرصة للمملكة العربية السعودية لتسليط الضوء على الإصلاحات الاقتصادية التي يعتمد نجاحها، بحسب مسؤولين سعوديين، على الاستقرار الإقليمي.

إعاقة عملية التطبيع

هذا العام، جددت الرياض علاقاتها مع النظام الإيراني والسوري، كما تسعى الى التوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في اليمن بينما تناقش التطبيع المحتمل مع كيان إسرائيل.

لكن المملكة العربية السعودية علقت هذه المحادثات بعد بدء الحرب بين كيان إسرائيل وحركة حماس.

قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان «قبل 7 أكتوبر، كان هناك الكثير من خفض التصعيد، مما جلب الكثير من الأمل للمنطقة، ولا نريد أن تعرقل الأحداث الأخيرة كل هذا».

كما دعا نظيره من مملكة البحرين، التي سبق وان قامت بتطبيع العلاقات مع كيان إسرائيل وذلك من خلال التوقيع على اتفاقيات أبراهيم لعام 2020، إلى مزيد من التعاون الإقليمي.

وأكد الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة أن «الذين يسعون للتدمير» يجب ألا «يشاركوا في كتابة المستقبل».

قال جاريد كوشنر، مستشار البيت الأبيض خلال رئاسة دونالد ترامب ومهندس اتفاقيات أبراهيم، إن هجوم حماس كان يهدف إلى تعطيل التطبيع.

وقال إن المحادثات بين المملكة العربية السعودية وكيان إسرائيل «كانت تسير بشكل جيد وبشكل لا يصدق وأعتقد أن هذا يمثل تهديدا كبيرا لقوى الشر».

الرياض قادرة على تحمل الصدمات

سلط العديد من المتحدثين الضوء على قوة اقتصاد المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، والتي يعتقدون أنها تستطيع تحمل الصدمات وتمويل الإصلاحات من خلال صندوق الاستثمار العام الغني.

تشرع المملكة في برنامج إصلاحي واسع عرف باسم رؤية 2030 والمستوحى من ولي العهد والزعيم الفعلي للمملكة الامير محمد بن سلمان، والذي يهدف إلى الحد من اعتماد المملكة العربية السعودية على الاقتصاد النفطي.

قال ناصر التميمي، المتخصص في شؤون منطقة الشرق الأوسط في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية: «في المملكة العربية السعودية نفسها، سوف يمضي كل شيء الى الامام ولن تتخلى شركات من الدول الغربية والهند والصين عن السوق السعودية، باعتبارها أكبر اقتصاد وسوق بناء في منطقة الشرق الأوسط».

حضر منتدى الرياض أكثر من 6000 شخص، بمن فيهم ممولون ورجال أعمال ورؤساء من كوريا الجنوبية وكينيا ورواندا، وذلك بحسب المنظمين.

* تاهيتي، 11 ربيع الثاني ١٤٤٥، الموافق 26 اكتوبر ٢٠٢٣(موقع “tahiti-infos ” الفرنسي- ترجمة: اسماء بجاش، الادارة العامة للترجمة والتحرير الاجنبي “سبأ”)
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع