40 عاما على تفجيرين تسببا في مقتل أكبر عدد من العسكريين الأمريكيين والفرنسيين
السياسية:
تحت ظلال قاتمة لحرب مدمرة في غزة، تمر الذكرى الـ 40 لتفجير مقري القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت بعمليتين انتحاريتين أوديتا بحية 231 عسكريا أمريكيا و56 فرنسا.
قوات أمريكية وفرنسية كانت ضمن قوات متعددة الجنسيات شاركت فيها إيطاليا وبريطانيا، أرسلت إلى لبنان في أعقاب الغزو الصهيوني في عام 1982، وكان الهدف عمليا، تسوية الأوضاع الجديدة في هذا البلد بعد إجلاء القيادة الفلسطينية ومقاتليها منه.
800 من مشاة البحرية الأمريكية كانوا وصلوا على بيروت في 25 أغسطس عام 1982، تبعتهم قوات فرنسية بنفس العدد، وقوات إيطالية ضمت 400 عسكري، وانضمت لاحقا وحدة عسكرية بريطانية.
اللافت أن الولايات المتحدة كانت قد تعرضت لضربة موجعة في لبنان في 18 أبريل 1983، حين فجر انتحاري كان يقود سيارة مفخخة مبنى السفارة الامريكية في بيروت، ما تسبب في مقتل 63 شخصا من بينهم 17 أمريكيا، تقول تقارير إن نحو نصفهم يعمل في وكالة الاستخبارات المركزية.
مع ذلك، في الصباح الباكر يوم 23 أكتوبر 1983، نجح انتحاري كان يقود شاحنة مليئة بالمتفجرات قدرت بما يعادل 9500 كيلو غرام من مادة “تي إن تي”، في اقتحام ثكنة لمشاة البحرية الأمريكية في مطار بيروت، ولم يفتح الحراس النار إلا متأخرا.
الانفجار دمر المبنى وقتل من بين 400 من مشاة البحرية الأمريكية المتمركزين هناك، وكانوا حينها نياما، أكثر من النصف، وهم بالتفصيل، 220 من مشاة البحرية الأمريكية، و18 بحارا، و3 جنود، علاوة على إصابة أكثر من مئة آخرين. هذا العدد من القتلى يعد الأكبر بالنسبة للولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
بعد 20 دقيقة من الانفجار الأول، ضرب بنفس الطريقة مبنى تقيم فيه وحدة المظليين الفرنسية في منطقة الرملة البيضاء في بيروت، ما أودى بحياة 58 عسكريا فرنسيا، وهو ما يعد الخسارة البشرية الأكبر منذ انتهاء حرب التحرير الشعبية في الجزائر.
على الرغم من إعلان واشنطن وباريس عقب التفجيرين الانتحاريين الكبيرين تصميمهما على البقاء، إلا ان القوات الأمريكية خرجت من لبنان في فبراير 1984، والأمر ذاته فعلته القوات الفرنسية والإيطالية والبريطانية.
التحقيقات الامريكية في تفجير مقر مشاة البحرية الأمريكية في بيروت، أفضت إلى إدانة قائد كتيبة مشاة البحرية بحشر 350 شخصا في مبنى واحد، وإعطاء أمر للحرس بإبقاء أسلحتهم فارغة من الذخيرة.
أما قائد مجموعة مشاة البحرية، العقيد تيموثي غيراتي، فقد دافع خلال جلسة استماع بالكونغرس بأنه كان من الصعب جدا تأمين الثكنات، نظرا لأن المكان مفتوح، والسيارات تمر باستمرار إلى المطار.
الولايات المتحدة كانت أرسلت مشاة بحريتها للتمركز في لبنان لإعادة ترتيب الأمور هناك، عقب الغزو الصهيونية للبنان في عام 1982، فهل سيتكرر مثل هذا السيناريو، إذا نجحت كيان إسرائيل في اجتاح قطاع غزة واحتلاله؟
* المصدر: موقع روسيا اليوم
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر