بقلم د.يوسف الحاضري*

 

لماذا انتصرت عملية #طوفان_الأقصى ؟
ينظر بعض الخاويين من الرؤية الإلهية للنصر بأن معدل الدماء والدمار الذي خلفه #الكيان_الصهيوني في #غزة أن ذلك أجهض النصر كون مقاييسهم كمقاييس الصهاينة ان النصر بعدد القتلى والدمار هنا وهناك غير ان سنن الله وقوانينه وهدفه من استخلاف الانسان في الأرض يوضح لنا عكس ذلك تماما فقد سرد لنا الله قصصا كثيرة في القران يوضح ذلك أهمها أصحاب الاخدود فقد انتصر المؤمنون على الطاغية الذي احرقهم جميعا وبقى هو ومن كفر معه في الأرض ولان المؤمنين انتصروا سرد الله الحادثة في القران في سورة كاملة ليبين لنا ان التمسك بالحق ومشروع الله في الأرض والتحرك في ذلك والتضحية لأجله هو النصر المبين لذلك بين الله في السورة ذلك بقوله (الذي له ملك السماوات والأرض) أي ان الأرض والحكم والملك هو لله وليس لهؤلاء وان مكثوا احياء فترة أطول ممن قتلوهم بعشر او حتى خمسين سنة فالجميع قد ذهبوا من الحياة غير ان هناك تأثير احدثه الطرفان في بعضهما البعض.
الطرف الأول وهم المؤمنون والذين احدثوا رعبا وخوفا في نفس الملك والذي لم ير بدا من اسكاتهم واخماد تحركهم بعد ان عجز امامهم بالحجة والكلمة والمنطق والعقل مما يظهر هشاشته وضعفه وبالعكس اظهر قوة المؤمنين وعظمتهم وأيضا تضحيتهم بأرواحهم وبالألم الشديد الذي سيواجهونه عند الحرق كل ذلك حبا لله وايمانا به كما ان محاولة الطاغية لإخماد حركتهم لم تنجح فخلدها الله حتى اخر الزمن في القران الكريم ، اما الطاغية فلم يؤثر على المؤمنين أي تأثير قد يمكن ان نضعه في خانة الانتصار فرغم انه أظهر كل جبروته وقوته وبطشه الشديد على النساء والأطفال وكبار السن والرجال أيضا الا ان ذلك لم يحرك في نفسيتهم ادنى خوف او تردد او قلق او تراجع عن موقفهم .
هذا ما نشاهده اليوم جملة وتفصيلا في فلسطين المحتلة، فهل بطش الصهاينة وامريكا على ابناءها خلال نصف شهر من القتل والتدمير على مدار الساعة أثر فيهم شيئا؟ لم يؤثر اطلاقا ولم نر ملاجئ او خنادق يهربون اليها بل ان كل بيت يستهدف فيه اطفال ونساء ورجال مرابطون لم تتغير منهجيتهم ولا ايمانهم ولا تمسكهم بقضيتهم وحقهم وحتى لو ابادوهم جميعا فلن ينتصروا اطلاقا بل سيبقى المنتصر هم اصحاب الحق لتمسكهم بحقهم وايضا بما احدثوه في من هم مغتصبون لا يملكون حقا ولا ارضا ولا انسانية على الاطلاق.
انتصرت غزة على الصهاينة لأنها حركت كل شعوب الارض باختلاف جغرافيتهم وتوجهاتهم واديانهم والسنتهم والوانهم ضد الصهاينة وعرتهم واوضحت نفسيتهم الدموية الاجرامية الانهزامية.
انتصرت غزة لأنها بينت لهم وللأمريكان قبل غيرهم النتائج الحقيقية لعقود من الزمن من العمل التضليلي في اطار حربهم الناعمة لتجهيل الشعوب خاصة العربية والاسلامية عن حقيقة ومصداقية عداوتهم وعن سعيهم للسلام رغم ما انفقوه من جهد ومال وصناعة اعلام وتلاعب بمناهج دراسية ومنابر دينية وافلام تلفزيونية وبرامج قنوات وغيرها وفي لحظة واحدة تتحد شعوب الارض خاصة العرب والمسلمين ضدهم خاصة في دول التطبيع التي لم يكن ليتوقعها الصهيوني على الاطلاق كمصر والمغرب والاردن وتركيا بل حتى داخل امريكا وبريطانيا صانعتا الشر في الارض متمثلا بالكيان الصهيوني.

انتصرت غزة بأنها ترجمت السنن الإلهية في حقيقة الصهاينة اليهود الذين وضحها الله لنا في القران ترجمة عملية فعلية فأصبحت غزة قران إلهي يتحرك في الأرض بكل الآيات العظيمة الراقية ليتحول الصهيوني الى نتيجة لهذا التحرك.
الحديث يطول جدا في توصيف بقية الانتصارات العسكرية والأمنية والاقتصادية والاستخباراتية والمجتمعية والسياسية وغيرها والتي تحتاج الى مؤلفات كاملة للحديث عنها ويجب ان نكتب تلك المؤلفات لتبقى مراجع للأمم قاطبة في كيفية التعامل مع الصهاينة في كل زمان ومكان.

* كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية