لم يخطئ نبي الرحمة ولم تخطئ دولة الشر في تعاملهم مع اليمن
بقلم د. يوسف الحاضري
ما نراه هذه الفترة في اليمن خاصة منذ ٢٠٠٢ وصولا الى ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ ثم صمود أبناء اليمن منذ عدوان ٢٦ مارس٢٠١٣ وصولا الى ٧ اكتوبر٢٠٢٣ وطوفان الأقصى الفلسطيني وتحرك أبناء اليمن الثابت المستقر علي منهجية القران يؤيد ويؤكد ان نبي الرحمة محمد صلى الله عليه واله وسلم لم يخطئ فهو الذي لا ينطق عن الهوى بل ينطق بما ينطقه الله عبر وحيه الأمين عندما وصف أهل اليمن بأوصاف متجذرة وثابتة فيهم جيلا بعد جيل الى يوم القيامة بأنهم أهل الايمان ومنبع الحكمة ومضمون الايمان والحكمة، يشير لترجمة كلما ذكره الله في القران الكريم ترجمة عملية فعلية في واقعهم وواقع البشرية اجمع ومن هذه الترجمات ما ذكره أيضا نبي الرحمة عندما قال لبقية الأمم الإسلامية وغير الإسلامية ايضا (اذا هاجت بكم الفتن فعليكم باليمن) اي عليكم بمنهجية وتحرك ورؤية أهل اليمن في التصدي لهذه الفتن وتجاوزها ولا طريقة كطريقتهم يمكن لكم ان تستخدموها فتنتصروا وتستقروا خاصة عندما قال (اني لأجد نفس الرحمن من اليمن) اي يأتي التنفيس والرحمة والمدد والنصر لبقية الشعوب من أهل اليمن.
وهذا ما يظهره يوميا اهل اليمن في مشاعرهم وأحاديثهم وتحركهم وارتباطهم بكل قضايا امتهم وعلى رأسها قضية الأقصى وفلسطين فخلال ١٤ يوم من طوفان الأقصى وعدوان الصهاينة والامريكان على غزة وبقية الفلسطينيين خرج الشعب اليمني عن بكرة ابيه ففي العاصمة صنعاء خرجت الحشود المليونية اربع مرات بشكل منقطع النظير وكذلك بمئات وعشرات الالاف بنفس العدد في بقية المحافظات الحرة ال١٧ وايضا في بعض المحافظات المحتلة كالمهرة وتعز وشبوة وحضرموت أيضا خرج الشعب اليمني في تجمعات ومظاهرات في كل عزلها البالغ عددها اكثر من ٢٠٠٠ عزلة حرة وفي آلاف المدارس الحكومية والخاصة تحرك طلابها في نفس المسار وفي الالاف المستشفيات والهيئات والوزارات ومكاتبها الحكومية وغيرها من حشود وتجمعات مختلفة في صحاريها وجبالها ووديانها وسواحلها وهضابها ومدنها وقراها وعزلها ومديرياتها منسجمين انسجاما كاملا بين الحاكم والشعب في أفكارهم وألسنتهم وتصريحاتهم وتوجهاتهم ، ليثبتوا للجميع ان المجاهد الأعظم النبي محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى اله لم يخطئ في كلما قاله عن اليمن ارضا وانسانا.
كذلك نقولها بصراحه ان أمريكا أيضا لم تخطئ في تعاملها وتوجهاتها مع اليمن منذ عقود من الزمن خاصة عندما حركت أدواتها العميلة في المنطقة بقيادة السعودية والامارات وبقية الجيوش العربية والغربية للعدوان على اليمن وتدمير اليمن وقتل أبناء اليمن وحصار اليمن في حرب عالمية كبرى شنيعة إجرامية كبرى كونها أي أمريكا فهمت النبي صلى الله عليه واله اكثر مما فهمه كثير من العرب والمسلمين فأدركوا ان الخطورة على الصهاينة ومشروعهم الشيطاني في المنطقة المسمى اسرائيل يواجه عدة مخاطر من عدة محاور أهمها محور اليمن ، فلم تخطئ امريكا عندما جعلت السعودية والامارات تفتح خزائنها الثرية بالنفط لتحارب اليمن وتشن عليه مئات الالاف من الغارات الجوية وترمي فوق رؤوسهم مئات الالاف من الصواريخ وملايين من القنابل بتنوعها وشدتها ، لم تخطئ أمريكا عندما أمرت عبيدها السعودية والامارات لتحاصر اليمن وتضيق عليهم العيش وتقطع عنهم الرواتب وتجعل اليمن أسوأ كارثة إنسانية على الأرض ومازالت مستمرة حتى هذه اللحظة في صراعها الشيطاني ضد الله ونبيه واهل الحق في هذه الأرض.
غير ان الذي لم تفهمه أمريكا ان عدوانها على اليمن لم يزد ابناء اليمن الا تعلقا وارتباطا بقضيتهم الأم والاولى والاساسية وهي قضية المسجد الاقصى وفلسطين ومناصرتهم فقد وجدت أمريكا كيف ان اليمني يخرج من تحت الأرض والانقاض ليرفع شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود وعينيه مصوبة نحو فلسطين فيمنع احيانا ابناءه من وجبات الغذاء البسيطة لكي يستخدم هذا المال ليتنقل به الى مكان الاحتشاد والتجمع نصرة لفلسطين واثقا ان الله سيلقيه وابناءه نضرة وسرورا ويقيهم شر ذلك الجوع وانهم اصبحوا اشد بأسا واكثر قوة بنفحات بركة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وبقيادة حفيده السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي الذي استطاع ان يستثمر نفسية الانسان اليمني النقية الطاهرة الراقية بتوجيهات القران ورؤية النبي توجيها سديدا وسليما فكان نعم القائد وكنا نعم التابعين، فحتى لولم تخطئ أمريكا في عدوانها حماية لمشروعها في المنطقة الا انها أخطأت في وضع الحسابات والنتائج التي لم ولن يتحقق منها الا حسابات الله في القران التي تسمى سنن ولن تجد لسنة الله تبديلا .
* كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية