بقلم د. يوسف الحاضري*

أستوعبت الصهيونية منذ امد بعيد سنن القران الكريم وتوصيفات للنفوس البشرية أكثر مما استوعبها كثير من المسلمين لذا تحرك الصهاينة ممثلون ببريطانيا الى توجيه السلاح القرآني الى صدورنا التائهين عند الإخفاء والإظهار والغنة والصوت الجميل وربط الضرب والكهرباء بالقران عند العلاج وغيرها ، فوجود عنصر هام من عناصر العرب سيكونون اشد كفرا ونفاقا من غيرهم واكثر خدمة ومنفعة لمشروعهم الاحتلالي والتدميري للإسلام والمسلمين وللامة العربية وهذا العنصر هو ( الاعراب) والذين يمثلون شريحة من المجتمع العربي ويقطنون المناطق البعيدة عن الحضر والحضارة والحياة التنموية البشرية فيكتسبون غلاظة وقسوة الحياة التي يتأقلمون معها وصفات النهب والسرقة والقرصنة والقتل بدم بارد وغيرها من صفات هدفها الأخير مصالحهم الشخصية الذاتية دون الاهتمام الى الإنسان والإنسانية والمسئولية البشرية في الحياة فأدرك البريطاني الصهيوني منذ اكثر من قرن من الزمن هذه الجزئية والى صفاتها المثبتة في القران الكريم والتي تتفق وتنسجم مع نفسية اليهود الصهاينة ونذكر منها التالي :-
– الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا، عندما كانوا كافرين بالله وليسوا مسلمين كانوا اشد الناس غلظة وقسوة في كفرهم وعندما تحولوا للإسلام (بالقوة او بالخوف من البطش او للسعي لأهدافهم الخاصة التي ستتحقق عبر ادعاءهم الاسلام) لا يكونون مؤمنين ايمانا حقيقيا ووفقا لنفسية وفطرة سوية انسجمت مع القران وتوجيهاته لذا يتحولون الى منافقين بنفس النفسية التي كانوا عليها من الغلظة والبغض والحنق ضد الاسلام والمسلمين وهدفهم الاول والاخير مصالحهم الشخصية والتي سيتعاونون حتى مع الشيطان لتحقيقها ولا يعتبر الدين الاسلامي وشعائره الا مجرد طقوس يحمون بها نفاقهم ووجودهم في المجتمع الاسلامي (اول جانب اتفاق مع نفسية اليهود الاشد عداوة للذين آمنوا).

– وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَـمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ ، لا تؤثر فيهم منهجية القران الكريم الذي لو انزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا غير ان قلوب هؤلاء اشد قسوة ولا يتأثرون بتوجيهات الله وتخويفه وتحفيزه وغيرها لذا تتحول وتنحرف ممارساتهم الى الباطل (ثاني إتفاق وتوافق مع نفسية اليهود الذين لم يتأثروا بأنبيائهم والكتب السماوية بل قالوا قلوبنا غلف)

– وَجَاءَ الْـمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ . دائما ما يتنصلون من مسئوليتهم الجهادية في سبيل الله منطلقين من حبهم للحياة وخوفهم من الموت وهذا ناتج عن عدم ايمانهم الحقيقي بالله وباليوم الاخر وبجزاءه وبوعوده للعبادة المجاهدين (ثالث انسجام نفسي مع نفسية اليهود الذين هم اشد الناس حبا للحياة ورعبهم من الجهاد في سبيل الله بقولهم (اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون) وايضا عدم ايمانهم الحقيقي بالله واليوم الاخر)

– وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ، عندما يمتلكون المال والقوة والمناصب والتمكين فهم لا ينفقون اموالهم على اي مشروع او على أي جهة إلا لأهداف ايجابية خاصة تنعكس عليهم وعلى مخططاتهم واهدافهم لذا نراهم كيف يفرض اعراب اليوم (انظمة السعودي والاماراتي وغيرهما) الشروط الكارثية على انظمة عربية اخرى تدعمها كالسلطة الفلسطينية والحكومة اللبنانية ونظام اليمن السابق ومرتزقته الحاليين وغيرهم وفقا لشروط عديده اهمها خدمة الكيان الصهيوني والتبعية لأمريكا ويضعون الشروط المدمرة للعالم الاسلامي والعربي (ويتربص بكم الدوائر) وهذه نفسية رابعة تنسجم مع نفسية اليهود اصحاب المنظمات التي تتحرك وفقا للشروط الصهيونية في العالم .

– سَيَقُولُ لَكَ الْـمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ، نفسية البحث عن التبريرات الهشة التي لا تعكس امتلاكهم الرجولة والقوة وتلاشي عن نفسيتهم وجدول حياتهم القضية الكبرى والمسئولية البشرية العظمى لمن يدعي إيمانه وثقته بالله تعالى لذا يقدمون تبريرات واهية وهي تبريرات غير حقيقية فالحقيقة انهم غلاظ خبثاء جبناء يعشقون الحياة ورفاهيتها ويخضعون لكل جهة توفر لهم هذا وبطبيعة الحال فالدين الاسلامي لا يهدف للرفاهية وانما للجهاد والحركة والانفاق والتعب في سبيل المسئولية الكبرى وهذه نفسية خامسة تنسجم مع نفسية اليهود جملة وتفصيلا

– قُلْ لِلْـمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِـمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ، نفسية ارتفاع الرعب والخوف من الاقوام الاقوى منهم مهما كانت نتيجة التخاذل من الاذلال لهم والقتل فيهم والتي تكون اشد من ضريبة وكلفة التحرك ضدهم (ستدعون الى قوم أولي بأس شديد) وهذا الحال نتيجة التخاذل السابق عن قتالهم ومازالوا في حالة اضعف مما هم عليه الان (وان تتولوا كما توليتم من قبل) وهذه نفسية صهيونية يهودية اخرى .

– قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَـمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَـمْنَا وَلَـمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا، نفسية عدم الايمان الحقيقي بالله وثقتهم بالقران والذي يؤدي للتحرك الجهادي العملي في سبيل الله وهي نفسية يهودية ايضا (لن نؤمن لك) لأنه تلاشى عن قلوب الاعراب الاية اللاحقة لهذه الاية ( إِنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَـمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) والاعراب اليوم مرتابين جبناء خائفين لا يثقون بالله ولا بوعوده لذا لا يجاهدون الاعداء ولا يتحركون الا عندما يرون الطرف الاخر اضعف منهم حتى لو كانوا مؤمنين وهذه صفات تجسد عدم الصدق الحقيقي في ايمانهم .

بهذه الرؤية القرآنية التفصيلية لنفسية الاعراب تحركت الصهيونية ممثلة ببريطانيا للبحث عن اشد الناس اعرابا وقساوة فوجدوا أسرة آل سعود وأسرة آل نهيان قراصنة الخليج ودرسوهم دراسة دقيقة فوجدوا انه لا يوجد أخبث واقسى من قلوبهم وانهم من سينفذ لهم اجندتهم في الوطن العربي والاسلامي فجعلوهم حكاما على الأراضي العربية والمقدسات الاسلامية ودعموهم بشرط بقاءهم عبيدا وتابعين لهم، وهذا ما حصل ويحصل حتى يومنا هذا لذا نرى صفاتهم النفاقية الاجرامية التدميرية للامة الاسلامية والخدمية للصهاينة اليهود حتى هذه اللحظة، وكلما تمر الامة الاسلامية والعربية بمحنة شديدة تظهر صفاتهم ونفسياتهم وحقيقتهم الاعرابية واخرها في عملية طوفان الاقصى في الاراضي الفلسطينية المحتلة التي يقوم بها المجاهدون في فلسطين وكيف كان تفاعلهم وتوجههم بكثير من الكفر والنفاق تفصيلا لما وصفهم الله بأنهم اكثر النفسيات بعدا عن فهم لتوجيهات الله وتشريعاته وسننه وبهذا تحصد الصهيونية نتاج هذه التخطيطات التي ارتكزت على المنهجية القرآنية ، لذا لابد من انتزاع الاعراب من التسلط على الارض والثروة والمقدسات الدينية كي نستطيع ان نقف على اقدامنا لمواجهة اعداء الامة من الصهاينة وأعوانهم في الغرب .

* كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية