إيناس عبدالوهاب

وعد ونصر رباني مش إحنا، كلام خرج من أفواه أمهات الشهداء، شهداء سقطوا إلى السماء بعد أن هستر العدو الإسرائيلي لعظيم ما حل به من هزيمة نكراء على كل المستويات الاستخباراتية والأمنية والعسكرية والمعنوية، ليكون أمام هذا الحدث الجلل لا يمتلك إلا ضربه العشوائي على غزة وإطلاقه الصواريخ لتتهدم البيوت على رؤوس سكانها ما يدل على تخبطه وانهياره، بعد عملية الشرف والعزة (طوفان الأقصى) ليكن رد الأمهات هو الرد المدوي على كل من راهن على خنوع أو استهانه أو استسلام للشعب الفلسطيني .

كلامات عفوية عبرت عن مدى القوة التي تمتلكها أمهات تربى في أحضانهن مثل هكذا رجال يمتلكون قوة حديدة وإيمان تنهد له الجبال، ورثوه عن أمهات وأباء هم بالله أقوى، وبكل عز وجهت إحدى الأمهات أنظارها لكاميرا التصوير لتتحدث بكل بسالة وعنفوان قائلة : هذا نصر من عند الله، هذه قوة الله، وكلنا فداء للمقاومة، ورفعت قبضتها للشاشة متحدية كل الألام والصعوبات، لتقول مرددة: إلى الأمام يا جند الله، فأجسادنا وابناءنا وبيوتنا وكل ما نملك فداء للنصر، قالتها بكل شجاعة، فأي قوة يمتلكون هؤلاء الأمهات، ليتحقق القول وراء كل رجل عظيم إمرأة، لتعبر الأمهات أنهن راضيات كل الرضى.

فمثل هكذا نصر انتظروا له سنين، لن يثنيهن أمامه شيء لمواصلة الثبات والاستبسال، لأنهن يعلمن حجم هذا الانتصار الكبير الذي أوقف العالم بأكمله إنبهارًا، ليصبح هو الحدث لا غيره، الذي يستحق أن تقف الأخبار والبرامج والمحللين السياسيين لنقله، لتحتار كل قناة بأي مشهد تبدأ وأي منها يجب أن يكون هو الأبرز لتصل إلى قناعة أن كل مشهد هو أعظم من الأخر، لتكون هي السباقة لعرض الصور والمشاهد الناطقة عن ما عجز عنه التعبير لعظيم ما تحقق من نصر عجز أكبر الكتاب عن وصفه.

وما يسعنا إلا أن نضم أصواتنا إلى أمهات الفلسطينيين، لنقول : “وعود ونصر رباني مش إحنا”، لأنها بحق قوة ومعجزة تحققت فيها وعود ونصر الله القائل في محكم كتابه: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ).