تحت شعار “الشهداء بشائر النصر”.. حركة الجهاد الإسلامي تحيي ذكرى انطلاقتها
السياسية – تقرير : مرزاح العسل
تحت شعار “الشهداء بشائر النصر” وعلى أرض الكتيبة في مدينة غزة المُناضلة.. تحيي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الجمعة، ذكرى انطلاقتها الـ36 بمهرجان مركزي كبير وعدد من الفعاليات الوطنية المختلفة، والتي كان من أبرزها المسير والعرض العسكري لسرايا القدس.
ففي مثل هذا اليوم السادس من أكتوبر من العام 1987م، تأسست الحركة على يد مجموعة من الطلبة الفلسطينيين أثناء تواجدهم في مصر للدراسة الجامعية، وهم: “فتحي الشقاقي، رمضان شلح، عبد الله الشامي وعبدالعزيز عودة”.
وجاء تأسيس الحركة نتيجةً لحوار فكري وتدافع سياسي شهدته الحركة الإسلامية الفلسطينية في تلك الفترة، وبسبب الحالة التي كانت تعيشها الحركة الإسلامية في ذلك الوقت من إهمال للقضية الفلسطينية كقضية مركزية للعالم الإسلامي، حيث تم تقديم حركة الجهاد الإسلامي كفكرة وكمشروع في ذهن مؤسسيها حلاً لهذا الإشكال.
وفي مطلع الثمانينات وبعد عودة الدكتور الشقاقي وعدد من رفاقه إلى فلسطين تم بناء القاعدة التنظيمية لحركة الجهاد وبدأ التنظيم خوض غمار التعبئة الشعبية والسياسية في الشارع الفلسطيني، وأبعد العدو الصهيوني الدكتور الشقاقي سنة 1988 لدوره في الانتفاضة.
وفي كلمة مركزية له في المهرجان المركزي لانطلاقة حركة الجهاد الإسلامي، الذي يُقام بالتزامن في غزة ومخيم نور شمس في طولكرم ودمشق وبيروت، جدد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة اليوم، تأكيده على خيار حركة الجهاد الإسلامي الذي لن يتغير ولن يتراجع بالحرية وطرد العدو الصهيوني من فلسطين.
وحيا القائد النخالة أرواح شهداء فلسطين كلهم، والجرحى الذين يحملون أوسمة حضورهم الدائم في الحياة والجهاد، والأسرى الشجعان الذين ما زالوا يقبضون على مسيرة الجهاد بأيديهم وقلوبهم وجفون عيونهم، والشعب الفلسطيني العظيم الذي أعطى ويعطي بلا توقف من أجل يوم تكون فيه فلسطين حرة، وتكون فيه القدس عاصمة لفلسطين.
وبهذه المناسبة هنأت مختلف القوى والفصائل الفلسطينية، اليوم الجمعة، حركة الجهاد الإسلامي بذكرى انطلاقتها الجهادية الـ36، وعبرت في بيانات متعددة عن اعتزازها وفخرها في حركة الجهاد الإسلامي ودورها على الصعيدين الوطني والمقاوم.
وأطلقت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم، الموقع الرسمي للانطلاقة الجهادية الــ36 “الشهداء بشائر النصر”، وأنهت استعداداتها لانطلاق المهرجان، والتي حملت بانوراما منصة الانطلاقة الـ36 لحركة الجهاد الإسلامي عدد من الألواح الفنية والأبواب والصور التي زينت المنصة حاملة في طياتها جملة من الرسائل والدلالات.
كما زينت منصة الانطلاقة الجهادية مجسم للدبابة التي فجرها أبطال كتيبة جنين خلال الاجتياح الكبير للمخيم والتي أدت لإصابة عدد من جنود العدو الصهيوني في دلالة واضحة لأهميتها.
ويأتي ذلك في ظل الهجمة الصهيونية التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، من اقتحامات وتدنيس وتقسيم زماني ومكاني، إلى جانب اشتداد العدوان على المقدسيين وأهالي الضفة الغربية المحتلة بشكل عام.
وتؤمن الحركة بفكرة “تحرير فلسطين من البحر إلى النهر” وإلى الدعوة إلى الإسلام بعقيدته وشريعته وآدابه وتعتمد على القرآن مبدأ والإسلام هو الحل” إلى جانب الجهاد المسلح ضد العدو الصهيوني الغاشم كحل وحيد لتحرير فلسطين، ولا تؤمن الحركة باتفاقيات السلام التي وقعت ما بين منظمة التحرير الفلسطينية وكيان العدو والتي تنص على عودة الأراضي التي احتلت عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية عليها.
واغتال الموساد الصهيوني أمينها العام الأسبق فتحي الشقاقي في مالطا عام 1995، وتولى بعده رمضان عبدالله شلح قيادة الحركة، وتوفي قبل ثلاثة أعوام ليخلفه في القيادة زياد النخالة أمين عام الحركة الحالي.
وكانت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قد نظمت الأربعاء، مسيراً عسكرياً بالتزامن مع إحياء ذكرى الانطلاقة الجهادية الـ 36، كشفت خلاله ولأول مرة عن ثلاث طائرات مسيرة من صناعتها العسكرية، كما كشفت عن أسلحة نوعية جديدة، وصواريخ جديدة بمديات واسعة دخلت الخدمة بعد معركة “ثأر الأحرار” قبل شهور، كما كشفت عن صواريخ تدخل الخدمة لأولِ مرة.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين خالد البطش في في حوار مع وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية الأربعاء، أن مهرجان انطلاقة حركة الجهاد الـ36 “الشهداء بشائر النصر” يحمل رسائل عدة، أبرزها للعدو الصهيوني أن حركة الجهاد مازالت قوية وأن الضربات لن تزيدها إلا قوة وصلابة، ولن تفلح محاولات الاستنزاف التي يمارسها العدو ضد قياداتها مهما كلف ذلك من ثمن.
ولفت إلى أن العرض العسكري لسرايا القدس كان مهيباً ومنظماً يليق بالسرايا كقوة عسكرية فاعلة في المواجهة مع العدو.. واصفاً إياه بالمهيب والمنظم الذي يليق بسرايا القدس كقوة عسكرية فاعلة في المواجهة مع العدو الصهيوني، وسنداً رئيسياً لكل فصائل المقاومة على أرض فلسطين.
وأضاف البطش: “كما أرسل العرض العسكري للحلفاء رسائل طمأنة بأن جهادنا ومقدراتنا وحاضنتنا وسيفنا مازال مُشرعاً في مواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وحسم الصراع وتهويد القدس والمقدسات”.
وتابع: “كما أنه رسالة واضحة للعرب والمسلمين وخاصة للذين سكن اليأس قلوبهم وأوهن نفوسهم في تحقيق النصر على العدو والقدرة على مواجهته، وهي ألا تستعجلوا وتريثوا فلا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة وراهنوا على شعبنا ومقاومته الباسلة بل أن المطلوب منكم هو دعم المقاومة على أرض فلسطين حتى تقاتل فصائل المقاومة وسرايا القدس ومعها كتائب القسام والأقصى المحتل البغيض”.
وشدد البطش، على أن العرض كان رسالته الهامة لشعب فلسطين في الشتات وفي الأراضي المحتلة عام 1948، ولمخيمات اللجوء أن النصر آت، وأن هناك مقاومة لا تعترف بكيان العدو الصهيوني ومصممة على مواجهته واجتثاثه.
أما الرسالة الرابعة، فأكد القيادي البطش، أنها موجهة لأنصار التسوية السياسية والتطبيع والاعتراف بالعدو.. مشدداً على أن الخيارات البديلة عن خيار التطبيع والدمج الصهيوني هو خيار المقاومة والفداء من أجل استرجاع فلسطين وتحريرها، وأن الخيار الأصوب هو المقاومة، وأنها رسالة المهرجان هي وطنية واضحة لكل الذين يؤمنون بالمقاومة، أن الجهاد ماضٍ في معركة التحرير، ولن يتوقف.
الجدير ذكره أنه في السادس من أكتوبر للعام 1987، كانت فلسطين المحتلة قبل 36 عاماً على موعد مع نقطة تحول كبرى في مسيرة العمل الجهادي، حيث قرر ثُلةٌ من المقاومين الأبطال، من أقمار حركة الجهاد تنفيذ “معركة الشجاعية” لتكون شعلة الانتفاضة الأولى، والإعلان رسمياً عن يوم ولادة حركة الجهاد الإسلامي، حيث تُعتبر معركة الشجاعية، شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى “انتفاضة الحجارة”، ومفجرة الثورة العسكرية الإسلامية ضد العدو الصهيوني.