جبران سهيل

استقبالُ أبناء اليمن لذكرى المولد النبوي الشريف واهتمامهم الكبير بها ليس إلا واحدًا من تلك المواقف الكثيرة وَالمشرفة لهذا الشعب في ظل قيادته الحالية، فاهتمام اليمنيين بنبيهم في زمن يشهد فيه الإسلام الخذلان من أُمَّـة تحمل هذا الاسم قبل غيرها من الشعوب المعادية للنبي وللقرآن والرسالة المحمدية.

كيف لا يحتفي الشعب بالرسول الأعظم وهم من استمدوا منه صبرهم حين حاصرهم الأعداء، وتخلى عنهم الجميع، كما حاصرت قريش نبي الرحمة والإنسانية منذ علمت بالأمر الإلهي في شعب أبي طالب، ولم يخنع الرسول -صلاة الله عليه وعلى آله- أَو يستسلم أَو يتخلى عن إبلاغ أمر ربه حتى أظهره الله، ومنه استمد اليمنيون البسالة والثبات حين واجه جموع الأحزاب بثقةٍ وإيمانٍ وواجه شعبنا تحالف العدوان بكل شجاعة وعنفوان رغم فارق الإمْكَانيات والظروف الصعبة، إلا أن الله كان لهم ناصراً ومعيناً، كما كان كذلك لخاتم الأنبياء والمرسلين.

ما شاهدناه في مدن ومناطق الوطن خَاصَّة التي لم تخضع لقوى الغزو والعمالة من اهتمام وتزيين وإنارات؛ ابتهاجا بقدوم مناسبة المولد النبوي الشريف -على صاحبها وَآله الصلاة والسلام-، بالتأكيد لها أثرها وواقعها العظيم في وجدان الأُمَّــة، فهذا الاهتمام الرهيب يصيب أعداء الإسلام والمنافقين بالرعب والألم الشديد من هذا الولاء الصحيح والحب المتجدد لنبي الإسلام في الزمن الذي ظنوا فيه أن مخطّطاتهم فشلت في تغييب شخصية هذا الرسول العظيم.

اليمن وفي الوقت الذي ظن أعداؤه أن أبناءه كحال الكثير من أبناء الأُمَّــة لم يعد هناك أهميّة كبيرة لهذا النبي الأمين في نفوسهم، إذ بهم يستيقظون في كُـلّ عام تحل مناسبة المولد النبوي الشريف على مفاجأة أُخرى وحشود مليونية أعظم عاشقة للحبيب محمد -صلاة الله عليه وعلى آله- شعب يتمسك بأصالته وهُــوِيَّته المستمدة من رسول الله وأعلام آل بيته مهما كان حجم المؤامرات عليه، رغم ما يشهد العالم من حداثة وتكنولوجيا وحرب مفاهيم وتغريب لكل شيء إلَّا أن اليمن قد يكون هو الشعب الوحيد الذي لم ينهزم أمام ثورة المعلومات والإعلام الموجه والغزو الفكري والحرب الناعمة؛ لذا لا عجب إن تحالف العالم أجمع عليه وليس فقط الخونة وأصحاب المصالح والأعداء المعروفين، فشعبنا اليمني يمثل نموذجًا راقيًا يجسد أسمى معاني العشق والولاء لله ولرسوله.

أخيرًا وَفي الزمن الذي لم يعد هناك للأُمَّـة ما تفخر به لم تجد بعض شعوبها الحرة للرد على المسيئين لرسول الله والكتاب الكريم، سوى مواقف اليمنيين وحشودهم المليونية التي تخرج محتفلة بنبيها من عاصمة الأحرار صنعاء وبقية المحافظات في مولد النور والهدى الذي خرج فيه الشعب اليمني أمواجًا هادرة من البشر الوفية؛ حُبًّا لله ولرسوله ولقائد ثورتهم السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله-.

اليمن وحسب هي العلامة الفارقة في تأريخ الأُمَّــة الإسلامية حديثاً في زمنٍ أصابها وأبنائها الخونة والأعداء بانتكاسات وذل وهوان لا مثيل له.

  • المصدر : صحيفة المسيرة