السياسية ||  كتب: المحرر السياسي

الضرورة الوطنية حتّمت القيام بعملية جذرية لتصحيح الاختلالات ومكافحة الفساد في البلاد لتأمين مسار سليم ومدروس لعملية بناء الدولة اليمنية واسعة النطاق في مختلف المجالات تواكب الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة في معركتها الوطنية.

كانت التغييرات الجذرية وعملية تصحيح الاختلالات مرحّلة بسبب التركيز على مواجهة العدوان الذي كان يهدد البلاد من أقصاها إلى أقصاها، مما استوجب تأجيل عملية التصحيح الهيكلي في الجهاز الإداري للدولة ومعالجة الاختلالات فيه إلى أن جاءت اللحظة المناسبة والمتمثلة في دخول مسار الهدن بوساطة الأشقاء في سلطنة عمان بعد الانتصار الساحق الذي حققته القوات المسلحة في المواجهة العسكرية مع دول العدوان، ما حتم بعد ذلك النظر إلى الواقع المدني الذي عانى كثيراً من اختلالات أفقدت الحكومة توازنها وأعاقت مسارها وأخّرت كثيراً عملية البناء والتنمية بسبب التركيز على اقتصاد الحرب خلال سنوات المواجهة العسكرية.

إن واقع الحال يشير إلى أن البلاد قد دخلت معركة أشد ضراوة من المعركة العسكرية نظراً لتغلغل ثقافة الفساد في مختلف مفاصل الدولة ما خلف تشوهاً كبيراً في بنية الجهاز الإداري للدولة، وجعلها تسير في منحى غير الذي رسمت له القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى بعد انتصار ثورة 21 سبتمبر.

لقد أشار قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في كلمة له موجهة لأبناء الشعب اليمني الثلاثاء الماضي بمناسبة ذكرى مولد نبي الرحمة، إلى أن تأخير عملية التغيير الجذري كانت ناجمة عن مواجهة العدوان والمخاطر التي كانت محدقة بالشعب اليمني من قبل دول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.

يوضح واقع الحال أن الفساد ليس وليد اليوم بل هو عملية متوارثة منذ عقود تغلغل في بنية الجهاز الإداري للدولة ما يتطلب معركة شديدة الضراوة لمكافحة وتصحيح الاختلالات وإعادة التوازن للجهاز الإداري، وهذه المسألة تتطلب تظافر جهود الجميع لمحاصرة الفساد وإزالته والشروع في تنفيذ عملية تنموية في مختلف المجالات يلمس أثرها الإيجابي المواطن في حياته اليومية خاصة وأن القيادة الثورية عازمة على خوض المواجهة مع الفساد وتخليص المواطن اليمني من استشرائه والبيروقراطية في الجهاز الإداري للدولة.

 

سبأ