هكذا حال من يمتص خيراته المستعمرون الجدد..!
السياسية || بقلم : صادق سريع
لفت نظري وأثار فضولي صوره فوتوغرافية إلتقطتها عدسة مصور ذو ملكه إبداعية واحساس مرهف ولمسة فنيه ومهارة تقنية وضمير أنساني أبيض يقف في صف المدافعون عن حقوق الشعوب وثرواتها ولا شك عندي أنه يمتلك مخزوناً هائلاً في حب الوطن ومن حب الوطن حبه الله.
اللقطة الفوتوغرافية المثيرة إلتقطت لطفل أفريقي يمشي في ظهيرة يوم صيفي مشمس حافي القدمين مكشوف الرأس تكسو جسده العلوي ملابس تبدو رثه، على نهر نفطي يجري داخل أنابيب فولاذية عملاقة شُكلت من أقوى خامات الحديد الصلب يُصعب اختراقها بوسائل تقليدية، وعيناه ترمق ذات الشمال وذات اليمين الممر النفطي العملاق المغذي لحكام شعبه والمتسلطين والمصاصين خيرات بلده من دول الشرق والغرب، يبحث عن كسرة عيش يسكت بها ألم الجوع.
تلك اللحظات التي عاشها الطفل الأسمر في وقائع المشهد الدراماتيكي الحزين كانت بمثابة موقفٍ إلهم مخيلته استحضار مقولة شعبية يمنية التاريخ والمنشأ رددت كلماتها لسانه العطشى للماء دونما شعور وإدراك، مردداً : “أبسر بعينك والشيء لغيرك..”، وكإن لسان حاله تقول: “نحن الشعوب التي صنع منها الغرب حكاماً لنهب ثرواتها، فلا خير لها في خيراتها ولا خيراتها كفتها شرور أشرارها ولا سدت رمق جوع بطون شعوبها”.
يقال إن الصورة تعبر عن ألف حرف وكلمة، لكنني أرى أكثر من ذلك، فهي “أي الصورة” تعبر عن الواقع المَعيش للشعوب الكادحة مثل شعبي، إذاً هي الواقع ذاته والواقع مليء بالوقائع المحزنة.
فلو أن خبيراً اقتصادياً نظر وشاهد وتمعن وتأمل في زوايا وإنعكاسات الصورة الإلكترونية لذاك الطفل الفقير وتعمق في الحيثيات والمعطيات والأسباب الخفية والظاهرة التي تقف خلف مشهدها التراجيدي وكميه المعاناة في ملامحها الملتقطة بيد الانسانية والتي يميزها الأعمى دون المبصر، حينها سيكتب عنها أروع الحكايات والقصص الحزينة التي تحاك فصولها من بؤس الواقع المعاش في حياة الشعوب المحسوبة ضمن دائرة العدو الأخضر لدول الغرب كما سماها مستشرقوها انذاك.
كذلك هو حال شعبي في اليمن تتضور بطون أبنائه جوعاً بينما ينهب ويسرق ويمنع ثرواته النفطية والسمكية والأثرية (….)، المستعمرون الجدد المسمون أنفسهم ما يسمى دول تحالف الشر والعدوان ومصاصي الدماء بقيادة الحية الأليفة أمارة آل سعود والوزغة الرقطاء دويلة الامارات ومرتزقتهم متقلبوا الألوان كالحرباء ومن يقفون ورائهم من المستعمرون القدامى والمعاصرون أمثال الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكيان بني صهيون الطامع، من وصفت مكرهم الحكمة اليمانية الشعبية في مقولة: “خرج من الباب ورجع من الطاقة”.
هكذا هو حال الأوطان العربية والاسلامية تُنهب ثرواتها من أمام أعينها في حين تُفني أعمار مواطنيها في مهمة البحث اليومي عن لقمه العيش التي تبدو أشبه بحال أعمى أضاع عكازه والواقع لا يحتاج إلى برهان وحسبنا الله ونعم الوكيل..