بقلم/ عادل شلي

كانت فعالية المولد النبوي الشريف هذا العام هي الأكثر حشدا والأفضل تنظيما .
وكانت الاستعدادات والتجهيزات هي الاروع وكانت اليقظة الأمنية على اعلى مستوى.
حيث بدأت رحلتنا في الصباح الباكر من مدينة حجة الى ساحة الاحتفال بمولد خير الانام صلى الله عليه وسلم.
وعلي هبات نسيم الصبح ومناظر الخضرة والنعمة والصلاة علي رسول الرحمة صلوات الله عليه واله..
انطلقنا وعندما وصلنا الى الخشم اتصل بنا احد المؤمنين فعرجنا عليه فعبا لنا بترول وعزمنا لتناول الغداء والح واقسم … فوعدناه باننا سنعود لتناول الغداء، وذهبنا للتنزه على ضفاف وادي موار وصعدنا لأعلى الوادي حيث حاجز وادي مور الذي يعتبر تحفة هندسية بديعة، حيث أقيم الحاجز في الجزء الشمالي من الوادي بمساحة تصل لحوالي 40 ـ 50 متر من مساحة عرض مجرى الوادي الذي تتراوح بين 150ـ 200 متر تقريبا، وتتفرع المياه من الحاجز إلى قناتين تتجهان لمسافة طويلة لتروي الأراضي الزراعية على طرفي الوادي.
استمتعنا برؤية المزارع على شاطئ الوادي، وتمنينا لو كان هناك حاجز أخر أعلى من هذا الحاجز ليقوم بحجز المياه في الجانب الجنوبي من الوادي وحفر قنوات طويلة لسقي الأراضي الزراعية حتى تصل إلى الأراضي الزراعية في بني قيس.
اخذنا الوقت واقترب وقت الغداء فعدنا إلى مضيفنا الكريم ووجدنا العشرات غيرنا في ضيافته، وقد اكرمنا نحن وكل ضيوف المصطفى صلوات الله عليه وعلى أله، وعلمنا ان هناك العديد من المضافات الأخرى لإطعام واكرام ضيوف المصطفى صلوات الله عليه واله وسلم.
ـ توجهنا الى ساحة الاحتفال ووصلناها في وقت مبكر واخذنا لنا مكان فيه شيء من الظل وجلسنا فيه وبسبب حرارة الشمس ظهر التعب على وجوه الناس والضيق في تصرفاتهم، ولكن ما ان بدأ السيد القائد كلمته حتى هدأت نفوسهم.
وكأن ظهوره سكينة وكلماته دواء لأوجاعهم ومعاناتهم.
وما ان صرح ببدأ المرحلة الأولى للتغيير، حتى تعالت أصوات الناس والسنتهم فوضناااك فوضناااك.
ـ أشار لي احدهم بان هناك من قاموا لمغادرة الساحة قبل ان يكمل السيد القائد كلمته فقلت له مستحيل يغادروا لان قلوبهم وافئدتهم منجذبة اليه وانما قاموا ليعلنوا تفويضهم له ولم تمر سوى لحظات حتى عادوا إلى أماكنهم.
فنظرا إلى متعجبا ولسان حاله يقول كيف ادركت انهم سيعودون لأماكنهم فقلت له من عرف عظمة السيد القائد عرف سر انجذاب قلوب وافئدة الناس اليه.
ـ انتهت الكلمة وغادرت الحشود البشرية الهائلة بانسيابية عجيبة دون أي حوادث تذكر، وهذا بفضل جهود الجنود المجهولين في اللجنة التنظيمية ورجال المرور، ومررنا بجوار عدد من الجنود الذي تسمرت اقدامهم في باطن الأرض ولوحت الشمس وجوههم وغطى الغبار على ملابسهم ووجوههم، فلم تعد ترى منهم سوى عيونهم وابتسامتهم التي تلمع عزما ويقظة، فحييناهم بكل فخر واعتزاز على دورهم الكبير والعظيم وحيينا عبرهم كل رجال الامن البواسل والعيون الساهرة علي امن وسلامة المجتمع.
ـ توجهنا في طريق العودة الى حجة وأمامنا قوافل لا تعد ولا تحصى بامتداد البصر للمركبات التي تحمل ضيوف المصطفى صلوات الله عليه واله.
سلسلة طويلة تجاوزنا في طريقنا اكثر من 200 سيارة ولكن سلسلة السيارات لم تنقطع ابدا ..
فحيينا دور المسئولين عن الحشد في مربعات المحافظة عامة ومربع حجة خاصة لما شاهدنا على جهودهم العظيمة.. وتمنينا لو وجد تقييم منصف لهؤلاء المخلصين.
ـ وقبل ان اصل إلى البيت اتصل بي أحدهم ليسألني عن التغييرات التي تحدث السيد القائد عنها وما رأيي فيها.. فقلت له كل ما يأتي من السيد خير وستثبت لكم الأيام ذلك.
وكانه كان يتوقع مني إجابة غير تلك، فرتفع صوته وصاح لقد اعلن الغاء الدستور وأن المرجعية القران..
فقاطعته لا تخاف على الدستور والمرجعية الجامعة لنا كيمنيين ومسلمين هي القران..
فسمع ضحكات من معي على حوارنا.. فقال من عندك..!
فقلت له مؤمنين مطمئنين مسلمين واثقين في عدالة قضيتهم وعظمة قيادتهم .
ـ فصاح كيف.. كيف .. والله ما نسلم الا لله.. والسلطة القضائية سوف يقوموا بتغييرها .. والبرلمان ومجلس الشورى سوف يغيروهما ويأتي بجماعة الحل والعقد والشوكة.. وووالخ.
ـ فقلت له اطمئن يا صاحبي وثق ان القيادة احرص مني ومنك على هذا الشعب، ولن تجازي صموده وثباته وشجاعته وتضحياته بما تتوهم.
فقال : خاطرك شكلهم مسخوا عقلك وعملوا لك غسيل مخ .. أو وعدوك بمتاع زائل وووالخ.. وانهى الاتصال.
فضحك رفاق الرحلة على هذا الحوار الطريف واللطيف.
وعدنا الى بيوتنا بعد رحلة تمنينا الا تنتهي ويوم في رحاب المصطفى صلوات الله عليه واله.
ـ واقترح الشيخ محمد علي القيسي ضرورة الكتابة عن خطاب السيد القائد وما تضمنه من البشارات حتى لا يؤثر عليهم القلقين والمتوترين.
فقلت لهم ثقوا أن الناس اصبحوا أكثر وعيا وثقة في قيادتهم، وأن أحاديث القلقين والمتوترين لن تزيدهم إلا بصيرة وتسليما وثقة وطمأنينة.
واكد الشيخ درهم سفيان على ضرورة الكتابة عن مضامين التغيير الجذري الذي تطرق له السيد القائد في كلمته.
ـ فقلت لهم بإذن الله سأكتب تحت عنوان عريض بعنوان: #فوضناك.
وإلى هنا نصل إلى الختام ومسكه صلوات الله على من ابتدأت رحلتنا به وانتهت اليه وعلى اله الطيبين الطاهرين.