خمس سنوات من الحرب في اليمن بكفالة غربية
بقلم: انطوان شاربيتييه
( موقع ” ألجيري باتريوتيك” الناطق بالفرنسية – ترجمة: وائل حزام – سبأ)
منذ خمسة أعوام وحرب دموية تدمر اليمن دون قلق من قبل أي دولة من دول القوى العظمى، حتى الأكثر تطورا من حيث الديمقراطية وحقوق الانسان, بل على العكس من ذلك، فان بعض من هذه الدول العظمى، خاصة الدول الغربية، تدعم التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في هجومها على الشعب اليمني.
ومع ذلك، وبالرغم من الدعم المقدم من قبل الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وإسرائيل والعديد من الدول العربية، إلا ان المملكة العربية السعودية لم تتمكن من هزيمة المقاومة اليمنية, ويرجع فشل التحالف في اليمن الى المقاومة الشرسة للشعب اليمني، وكذلك عجز السعوديين وحلفائهم الحصول على قراءة سياسية وإستراتيجية حقيقية قابلة للتطبيق في اليمن, كما لا يكفي التقليل من شأن الشعب والحصول على معدات عسكرية لكسب الحرب ضدهم، فاليمن هو الدليل على التميز.
في الـ 25 من مارس 2019، نشرت جريدة “الاخبار” اللبنانية، مقابلة لرئيس المجلس السياسي الاعلى اليمني، مهدي المشاط، اكد فيها ان الجيش والمقاومة اليمنية مازالوا دائما على استعداد لإيجاد حل سياسي للحرب في اليمن واستعادة السلام, ومع ذلك تواصل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا عرقلة جميع الحلول السياسية, وعلى سبيل المثال، كانت محادثات ستوكهولم محاولة للتوصل الى حل سياسي في اليمن، لكن البلدان المذكورة طالبت بأشياء في وقت لاحق لم تكن موجودة في البداية في نص اتفاق ستوكهولم، ووضعت حد لعملية التفاوض .
يوما بعد يوم، نكتشف المشاركة المباشرة للدول الغربية مثل الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا في الحرب ضد اليمن.
وفي حين اقر الكونجرس الاميركي قانونا يحظر جميع مبيعات الاسلحة الاميركية للسعودية، اعترض الرئيس “دونالد ترامب” على ذلك القانون, ومع قرار الكونجرس هذا، اكد الرئيس الاميركي ترامب، مرة أخرى عدم احترامه لجميع الاتفاقيات الدولية والقيم الإنسانية, ومرة اخرى، يفضل الرئيس ترامب مبيعات الأسلحة والمصالح الاقتصادية على حقوق الإنسان.
ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يخشى اضعاف سلطاته الدستورية وتعريض حياة المواطنين الاميركيين الذين يعيشون في دول الخليج للخطر.
ومع ذلك، فان السؤال الذي يتوجب علينا طرحه هو: كيف يتم حماية الموطنين الاميركيين الذين يعيشون في دول الخليج من خلال الهجوم الدموي ضد الشعب اليمني ؟
تورط فرنسا في الحرب ضد اليمن لم يكن ليثبت لو لا تم الافصاح عنه بعدما نشر موقع ” Disclose” تقريرا في 15 ابريل، يتضمن مذكرة سرية من جهاز المخابرات العسكرية (D.R.M)، التابعة لوزارة الدفاع، والتي كشفت عن ضعف خطاب المسؤولين الفرنسيين حول مبيعات الاسلحة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة, حيث كشف الموقع في للجمهور ان 48 سلاحا من طراز سيزار يتم نشرها على طول الحدود السعودية مع اليمن والتي ستهدد حوالي (450) الف مدني يمني, بالإضافة إلى وجود نحو 70 دبابة من طراز لوكليرك يتم تعبئتها كجزء من الهجمات المختلفة ضد مدينة الحديدة، بالإضافة الى سفينتين فرنسيتين ستشاركان في الحصار البحري على اليمن.
في المقابل، تجدر الإشارة الى ان نحو 23 ناقلة نفط وقوارب تموين منعت من الوصول الى الساحل اليمني لعدة اشهر, وكانت فرنسا قد صرحت، مؤخرا، من خلال وزيرة الدفاع الفرنسي فلورنس بارلي، بأنه يجب توجيه المساعدات الانسانية الى اليمن. والسؤال هو : كيف يكون هذا ممكنا في ظل هذا الوضع ؟
ويؤكد المسؤولين الفرنسيين، بصوت عالي، ان المعدات العسكرية الفرنسية قد تم بيعها للسعودية قبل الحرب الحالية التي تشهده اليمن, ومع ذلك، بيني “Disclose” في تقريرها الاستقصائي ان المعدات العسكرية الفرنسية تم بيعها الى المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة بعد بدء الهجوم على اليمن.
يجد السياسيين الفرنسيين في المقابل صعوبة في تبرير عقود الصيانة للمعدات التي تم بيعها للسعودية والامارات، مما يثبت، في الوقت نفسه، عدم رغبة فرنسا في وضع نهاية للحرب في اليمن.
كما ان الاقرار بان فرنسا لم تعد تبيع الاسلحة الفرنسية للسعودية والامارات، من دبابات وفرقاطات وغيرها من الاسلحة التي تم بيعها لهذين البلدين، ما هي إلا كذبة لا اسم لها من جانب الطبقة السياسية الفرنسية .
نتيجة لذلك، نستنتج ان فرنسا، مثلها مثل الرئيس دونالد ترامب، تفضل المصالح الاقتصادية على القيم الانسانية.
ووفقا لما نشره ” “Discloseفان الفرنسيين ليسوا الاوروبيين الوحيدين الذين يبيعون الاسلحة الى دول التحالف التي تقودها المملكة العربية السعودية، فالبريطانيون والايطاليين والالمان حققوا مبيعات من الاسلحة دون أي ازعاج كبير.
اما بالنسبة للأمم المتحدة، فهي تتصرف بفشل مثالي في الحرب ضد اليمن . فقد فقدت الامم المتحدة كل مصداقيتها وشرعيتها على الساحة الدولية. ويمكن القول ان الامم المتحدة اصبحت اداة حرب في خدمة الولايات المتحدة الاميركية, إذ أن الملفات اليمنية والسورية والفلسطينية هي الدليل على ذلك.
في الاخير، هناك حولي 10 مليون شخص على وشك المجاعة في اليمن، في حين توفى نحو 30 الف يمني نتيجة الاغلاق القصري لمطار صنعاء، علاوة على ان هناك عدة ملايين من الاشخاص معرضون لخطر الموت جوعاً.