في حضرة المصطفى بذكرى مولده
بقلم : صادق سريع
في عرسٍ محمدي مُهيب ، يحتفل اليمنيون، اليوم الأربعاء، الذي يوافق 12 ربيع أول من كل عام هجري بمناسبة ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، في حشود مليونية تملأ ساحات الأفراح والبهجة المحمدية في كل محافظات الجمهورية اليمنية من صنعاء العاصمة إلى عدن وتعز وحضرموت والمهرة وإب وأبين ولحج والضالع وذمار وشبوه وسقطرى وصعدة وحجة وعمران وريمه والمحويت والبيضاء ومأرب والجوف .
في حضرة المصطفى وربيعه المحمدي وذكرى مولده، أخضرت الاضواء ملء الأفق والانوار تشعشع أفئدة اليمانيون وتزين المنازل والمباني والشوارع والطرقات والسيارات في عموم قرى ومدن محافظات اليمن ، وتحتشد الأمة اليمانية المحمدية عصر اليوم ، في ساحات اليمن، إحتفاءً واحتفالا وإبتهاجاً وفرحاً وسروراً بحلول ذكرى مولد النبي عليه الصلاة والسلام.
أنها لمناسبة عظيمه لكل محبي النبي، فمن لا يريد أن يُصلي عليه الله ويذكره في عرشه ويباهي به في حضرة النبي عليه وآله الصلاة والسلام وأمام ملائكته الكرام من حملة وحفظه العرش وملائكة الوحي وخزنة الجنة والنار ونافخي وقابضي الارواح وحفظه البشر وكُتاب أعمالهم ومن يحفون قارئي القرآن والمصلون على النبي والموكلون بتقسيم الارزاق ومسيري السحاب والرياح ومثبتي الجبال والمكلفون على البحار والنبات والدواب والطيور والسيّاحين في مجالس الذكر وحلقات العلم … ، اللهم صلي على محمد رسول الله وآله ، صلوا عليه تزدادوا نورا وتسعد قلوبكم وتغادر احزانكم وتُبارك أعماركم ، اللهم صلي على محمد وآله.
ماذا لو شاركت منشوراً واتسياً أو تيليغرامياً أو فيسبوكياً…الخ، تذّكر به نفسك والمسلمون عن رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام، وعظمة معجزاته وحُسن صفاته وشمائل سيرته وصحيح أحاديثه، وعن ذكرى مولده وهجرته ودعوته ودعائه وصلاته وزوجاته وبناته ومعراجه وأقواله ومواقفه وغزواته وفتوحاته وانتصاراته ووفاته (….).. يا ترى كم سيكلفك مثل هكذا منشور؛ مائة ريال أو أكثر أم أقل .. وربما بضع دقائق يستغرق منك وقتاً ؟ أليس كذلك.. نعم كذلك..!
والآن تخيل كم سيكون المقابل والآجر ومكانتك عند رسول الله صلى الله عليه وآله ، حيث قال من سُميّ الصادق الأمين :” مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرً” .. صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام ؛ وليس ذلك فحسب ، بل ستنال أجر كل من رآى و قرأ ونشر وشارك منشورك وصلى على محمد وآله ، وربما قد تنال شفاعه النبي يوم الحساب جزاء منشورك ، وتستمر بشائر الصلاة على النبي ببشرى الفوز بالجنة.
ونحن في حضرة النبي المصطفى، ماذا لو رأينا رسول عليه وآله الصلاة والسلام، في المنام مقترباً منا شيئاً فشيئاً حتى أحسسنا رائحة مسك الجنة تفوح من روحه الشريفة المعطرة التي نفذت إلى شعاب وشعيرات رئاتنا، وهمس إلى مسامعنا سؤالا واحداً لا ثاني له بصوته الحنون ، ما الذي يشغلك عن الصلاة عليّ وأحياء ذكرى مولدي ، كما يفعل الآخرون في شتى بقاع الأرض ، وكما تحييون أعياد ميلادكم وصغاركم .. ماذا سيكون جوابكم !؟
تخيل أيضاً لو أن رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام، دعاك للخروج في ذكرى مولده لتذكير العالم الاسلامي وعوالم الأديان الآخرى والملحدون واللادينيون ومن يعبدون الأبقار والماعز والتمثاثيل وعُباد الشيطان الرجيم ، بعظمة سيرته وعظمة مناسبة ذكرى مولده ، كما يدعو زعماء السياسة ومرشحو الرئاسة، شعوبهم وأنصارهم في عصرنا الراهن .. هل ستلبي دعوة نبيك وتخرج مع من لبى دعوته؟
ماذا لو أن كل مستخدمو شبكة الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المسلمون أتفقوا على تغيير خليفات حساباتهم الإلكترونية بخلفيات محمدية تؤيد وتناصر نبيهم محمد عليه الصلاة والسلام.. برأيكم ، كيف سيكون مظهر العالم الالكتروني المسلم على الشبكه العنكبوتية وأسطح أجهزة الحواسيب وشاشات الجوالات ؟ توقعوا كيف وكم سيتباهى بهم نبيهم محمد رسول الله ؟ وكيف ستكون أصداء رسائلهم المحمدية في ذهنيات الشعوب المعادية للاسلام وشخصية النبي العظيم ؟ وكيف ستكون ردود فعل تلك الشعوب وقادتها شياطين البشرية !؟
بالطبع سيرتعد الملحدون والمشركون وأعداء الاسلام ومحرقوا نسخ القرآن الشريف والمسيئون لأسم النبي محمد عليه الصلاة والسلام ورسالته العظيمة ومنهجه القويم والدستور الشامل لحياة البشرية؟ وكيف ستتغير نمطية صورة الاسلام ومكانة قرأنه وعظمة نبيه في نظر الشعوب المختلفه أيدلوجياتها ؟ وكم وكم ستهتدي وتدخل دين الأسلام أعداداً لا تعد من البشر ، بلسمة أصبع واحدة على شاشه جوالك المطورة بحاسة اللمس.
ليس ذلك فحسب، بل توقعوا كم ستزيد أعداد الصلوات والدعوات والذاكرون والمصلون على النبي ؟ وكم وكم ستتضاعف الأجور وترتفع أسهم الحسنات لكل من ناصر نبيه عبر بوابات الجهاد الالكترونية الغير مُكلفة .
في هذا اليوم المبارك والمناسبة العظيمة أرفع آيات التهاني والتبريكات للمسلمون في شتى أصقاع الأرض وكل عام والجميع بخير والصلاة والسلام على محمد وآله.