السياسية || استطلاع : منى المؤيد

قرابة تسع سنوات من العدوان على اليمن، أرضاً وإنساناً ومع هذا لم يتوان أهل الإيمان والحكمة عن الاحتفال بخير البشرية محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أشد وأحرج الظروف بصورة تعكس قوة ارتباط اليمنيين بالرسول الأعظم وتمسكهم به وحبهم العظيم له.

ما يعبر أيضا على أن اليمنيين هم الانموذج الإيماني بكل أنحاء العالم في إحياء هذه المناسبة الجليلة.

يحق لليمنيين الافتخار والاعتزاز والتشرف بأنفسهم، لأنهم من أوائل من آمن ودخل الإسلام وناصر وآوى الرسول محمد عليه وعلى آله أفضل الصلوات والتسليم.

موقع “السياسية نت” أجرى استطلاع حول هذه المناسبة الدينية العظيمة:

 

رداً لمن يقول لماذا نحتفل بالمولد النبوي….؟

البداية مع وكيلة وزارة التربية والتعليم لقطاع الفتاة بشرى المحطوري حيث قالت إن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن لماذا يصوم يوم الاثنين؟ قال: ذلك يوم ولد فيه.

وأشارت إلى أن هذه الاجابة كانت بمثابة رد كبير على المشككين والمرجفين حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف على صاحبه واله افضل الصلاة والتسليم.

وذكرت المحطوري أن بيننا وبين رسول الله أكثر من ألف وأربعمائة سنة لهذا يجب ذكره، ونعلم أبنائنا من هو هذا الرسول العظيم، وإلا فستكون النتيجة إذا لما نذكره ونحتفل به هو النسيان لهذه الشخصية الموقرة.

 وتابعت المحطوري بالقول: يقول الله في محكم كتابه «وذكرهم بأيام الله» فالهجرة يوم والبعثة يوم ويوم ميلاد النبي يوم. كلها أيام الله، وعندما نشاهد بأن من يغتاظ من الاحتفال بالمولد النبوي هم اليهود والنصارى والحركة الوهابية التكفيرية؛ فلماذا لا نغيظهم؟

 وحول الشبهات التي تتردد فوق الباصات والمقايل والمدارس الذين نسميهم المرجفون، والذين يعملون على تثبيط المجتمعات في ترك الاحتفال بالمولد تحت عدة مسميات خبيثة قالت المحطوري “إن أعظم النعم التي منها الله علينا نحن المسلمين هو محمد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور”.

علاقة اهل اليمن برسول الله واحتفالهم به….

 بدورها وصفت عضو المكتب السياسي لأنصار الله أمين عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أخلاق الشامي علاقة أهل اليمن برسول الله صلوات الله عليه وآله رجالا ونساء بالعلاقة المميزة التي بدأت من قبل مولده الشريف كيف لا وهم الذين هاجروا وسكنوا يثرب وأقاموا فيها لهفة وشوقا لخاتم المرسلين.

وقالت الشامي “هذه العلاقة التي تجلت في الأنصار وعظيم إيمانهم ومحبتهم وتوليهم لرسول الله صلوات الله عليه وآله واستقبالهم له حين أخرجه أهل الشرك في مكة، فظهرت مساهمتهم الواضحة في بناء الدولة الإسلامية تحت لواء رسول الله – ذلك اللواء الذي حمله الأنصار حينها وأحفاد الأنصار منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا بفضل الله وببركة دعوات رسول الله”.

وأضافت “فكما ناصر الأنصار محمدا في بداية دعوته – ناصر أحفادهم من أهل يمن الإيمان والحكمة رسول الله وأعلام الهدى من أحفاده في وجه كل من يحاولون الإساءة إليه، وإلى مقدسات الأمة الإسلامية، وفي وجه كل من يحاولون ظلم هذه الأمة وسلب كرامتها ومقومات عزتها”.

 وأشارت إلى أن الأنصار ذادوا عن هذا الدين حينها بالغالي والنفيس، حيث وقف أحفادهم اليوم في مواجهة كل قوى الطغيان والاستكبار لا يملكون إلا ثقتهم بالله وتوكلهم عليه وإيمانهم وتوليهم لرسول الله وأعلام الهدى من أهل بيته.

 وتابعت حديثها بالقول “كما هي عادة أهل اليمن منذ فجر الإسلام كانوا هم الأكثر تميزا وتألقا في علاقتهم برسول الله وأهل بيته فما أن تحل عليهم نسمات ربيع الأول حتى تتزين اليمن بثوبها الأخضر الجميل، وتصدح قلوب أهلها وبيوتهم ومآذنهم بالصلوات على محمد وآله، مجددين العهد أن يكون محمدا هو الأسوة الحسنة الذي يسيرون على سيرته، ويستنون بسنته، ويتولون أعلام الهدى من أبنائه الأطهار”.

وأكدت عضو المكتب السياسي أن المرأة اليمنية جعلت من ذكرى المولد الشريف فرصة لاستلهام دروس التربية، والوعي والبصيرة لكي تربي عليها الأجيال وتجدد في كل عام العهد لرسول الله أن تكون هي آية الله في هذا الزمان بوعيها، ودينها ، وصبرها ، وجهادها ، وبذلها ، والتزامها وتمسكها بنهج رسول الله صلوات الله عليه وآله في الوقت الذي ظل فيه الكثير من الرجال والنساء وتفرقت بهم السبل عن منهج رسول الله.

ولفتت إلى أن الخروج النسائي المليوني كل عام للمرأة اليمنية ابتهاجا واحتفاء بمولد سيد الكونين يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن رسول الله حي بيننا بمنهجه وسيرته، على الرغم من كل سنوات العدوان والحصار واختلاق الأزمات من قبل دول العدوان وأدواتهم في الداخل قبل المولد النبوي مباشرة إلا أن ارتباط الشعب اليمني يظهر جليا في الحضور المشرف أمام سيد المرسلين صلوات الله عليه وآله – ذلك الحضور الذي يليق بشعب الأنصار أهل الإيمان والحكمة…. ولعل هذا الارتباط الوثيق هو أبرز أسباب النصر الذي يلمسه شعبنا الذين تخلى عنهم العالم ليواجهوا أعتى وأبشع عدوان عرفته البشرية للأسف.

في كل ذكرى لمولد الرسول تحتفل اليمنيات….

من جانبها تحدثت الأستاذة إشراق المأخذي مديرة الإدارة العامة لتعليم وتدريب الفتاة بوزارة التعليم الفني والتدريب المهني عن مناسبة المولد النبوي الشريف وقالت” يأتي مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، كل عام حيث تحتفل اليمنيات بهذا المولد العظيم الذي بمولده تغير الكون كله إلى يومنا هذا وتم نشر دين الله وهدى الله بالقرآن الكريم الكتاب السماوي الذي أنزله الله على نبيه”.

 وتابعت المأخذي أن “القرآن الكريم الذي هو كتاب هداية ونور يضيئ في الظلمات، لو مشينا عليه واستقمنا بنهجه وهدايته لاستطعنا أن نبني حضارة إنسانية إسلامية عالمية.. لكنا للأسف الشديد نحن لم نستوعب آيات الله ولا نطبقها في واقعنا العملي كما يريد الله عز وجل”.

 وأكدت مديرة الإدارة لتعليم وتدريب الفتاة أن اليمنيات والشعب اليمني قاطبة ومنذ عهد رسول الله وهو محب لرسول الله وناصر هذا النبي العظيم كما ينصر القرآن الكريم، وكما ينصر المظلومين.

 ونوهت بأن الشعب اليمني هو الشعب المتفاعل بشكل كبير جداً في استنكاره وغضبه لحرق القرآن الكريم، والإساءة لرسول الله صلى الله عليه وآله سلم، فعندما نرى ذلك الشعب وهو يحتفل بالمولد النبوي بشكل ملفت ما هو إلا أحد الردود على أعداء الأمة الإسلامية أن الشعب اليمني هو من سيقف ضدكم حتى قيام الساعة. 

 

وعن ما هو الدافع الذي يجعل المرأة اليمنية متمسكة برسولها؟

 بدورها تحدثت وكيلة وزارة الشباب والرياضة لقطاع المرأة هناء باعلوي عن الدوافع التي تجعل المرأة اليمنية متمسكة بالنبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، والتي تتجسد وتزداد جراء الوعي المتزايد لديها بأهمية الارتباط برسولها والفرح بهذا اليوم المبارك الذي ولد فيه الرسول الذي غير مسار الأمة، وجاء الإسلام متمثلا بقيادة خير البشرية ورفع من مكانتها وأعزها واصطفى منها سيدات نساء العالمين.

 وأضافت أن ارتباطنا برسول الله يمثل ارتباطا بالدين وبمنهج القرآن الكريم وبالله سبحانه وتعالى الذي نثق به ونتوكل عليه ونجاهد في سبيله لكي نجسد قوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس).

 وأوضحت العلوي نرتبط به لنجسد لدينا القيم والمبادئ والتربية الإيمانية لنكون كما قال الرسول عنا “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، ونرتبط به لكي نوجه رسالة للعالم بأكمله أن منهجنا القرآن وقدوتنا هو رسول الله وأننا شعب متماسك يدافع عن قضيته المحقة والمشروعة بكل صمود وصبر متجاوزا كل التحديات والمؤامرات التي استخدمتها دول الكفر والطغيان وبعض حكام الدول العربية المطبعين والمتأسلمين وأن قربنا من رسول الله وحبنا وطاعتنا له ستمثل لنا المخرج والانتصار من عدوانهم الغاشم الظالم.

 

عندما نتحدث عن شخصية رسول الله…

 فيما تحدثت الناشطة الاجتماعية أم علي الحاكم عن شخصية رسول الله عليه واله أفضل الصلاة والسلام وقالت هو شخصية عظيمة لا نظير لها في الدنيا- شخصية ملئت الدنيا نوراً.

وأضافت “بعد أن كانت المرأة تدفن، وبعد أن كان الظلم والإجرام والوحشية تملأ النفوس البشرية في ذلك الزمان، أتى لنا خيار من خيار من خيار هذه البشرية اسمه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – ليخرج البشرية من الظلمات إلى النور ومن الظلم والاضطهاد إلى الحياة الكريمة والعزيزة، والمكانة العظيمة”.

 وتابعت أم علي الحاكم “عندما يأتي الاحتفال برسول الله نسمع أدوات النفاق هنا وهناك بأن الاحتفال بالمولد بدعة وما شابه من تلك المسميات الحمقاء التي تخرج من نفوس شيطانية- لنؤكد لهم أنهم مهما حاولوا منع إقامة الاحتفال، ومهما جمعوا لتثبيط المجتمع على أن الاهتمام بالفقراء والمساكين أولى من الاحتفال بالمولد النبوي- نقول لهم: لم ولن تستطيعوا إيقاف أحباب وأنصار رسول الله في الاحتفال بهذه المناسبة الجليلة، وسيحيوها في كل عام وبشكل أوسع وأكبر بإذن الله”. 

 واختمت حديثها بالقول “عندما يرى العالم اليمنيون يحتفلون بالمولد النبوي في كل عام، وفي ظل حصار وعدوان، وظلم وقهر عليه، يلمس العالم مدى عظمة وقوة وعزة وكرامة هذا الشعب العظيم”.

الخروج المليوني في ساحات الاحتفال…..

الدكتورة ريما عبدالمجيد الحوثي بدورها اعتبرت أن تلك الحشود المليونية تأتي امتثالا لقول الله سبحانه وتعالى “قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ” وخروجنا هو جزء بسيط من التعبير عن فرحتنا بالنعمة التي أنعم الله بها علينا وهو دليل على حبنا لرسول الله بفطرتنا التي ورثناها عن أجدادنا الأنصار الذين ناصروا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.

 وأضافت أن خروجنا بهذه الحشود التي لا نظير لها في كل الدنيا يدل على تمسكنا بنبينا، والسير على نهجه والاقتداء بأثره وهو من قال في أهل اليمن صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين (الإيمان يمان والحكمة يمانية) (اليمنيون أرق قلوبا وألين أفئدة) وأيضاً هو خروج من منطلق قول الله تعالى (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).

 واعتبرت الدكتورة ريما الحوثي حديثها أن الخروج المليوني لساحات الاحتفال في كل عام وعلى أرض الحكمة والإيمان رسالة لأعداء الله وأعداء الأمة الإسلامية – أن هذا الدين باقٍ على أصله المحمدي وأنه مهما حاولوا أن يشوهوا الإسلام وصورة النبي محمد صلوات الله عليه وآله وسلم سواء كانوا من المتأسلمين أو من الكفار المشركين، أنكم لن تجدونا إلا حيث تكرهون.