بقلم: جاريد مالسين—————-

ترجمة: خالد النظاري-سبأ:————–

 

ظل المتمردون الذين يقاتلون التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن يزيدون من هجماتهم مع تصاعد المواجهة الأمريكية الإيرانية

 

القاهرة ـ سارع المتمردون الحوثيون في اليمن من الهجمات الصاروخية وطائرات بدون طيار على المملكة العربية السعودية في الأسابيع الأخيرة، مسلطين الضوء على مواطن الضعف العسكرية للمملكة في الدفاع عن نفسها ضد حليف إيراني وسط أزمة في العلاقات الأمريكية الإيرانية.

لقد نفذ الحوثيون 10 هجمات ما بين صواريخ وطائرات بدون طيار منذ شهر أبريل على مطارات سعودية ومحطة لتحلية المياه وخط أنابيب رئيسي للنفط وأهداف أخرى، مما أدى إلى تصعيد القتال على جبهة رئيسية في مواجهة على مستوى المنطقة ككل بين الولايات المتحدة وإيران. وكانت هجمات الحوثيين قد وقعت في نفس الوقت الذي وقعت فيه الهجمات على ناقلات النفط في خليج عمان والتي ألقت الولايات المتحدة باللوم فيها على إيران.

 

ويقول مسؤولون ومحللون أمريكيون إن إيران عمقت تعاونها مع الحوثيين في الوقت الذي تبحث فيه البلد عن سبل لمضايقة خصومها الأمريكيين والسعوديين. وتنفي إيران أنها توجه الحوثيين وتقول إنها ليست مسؤولة عن هجمات الناقلات في خليج عمان.

تصاعد العنف

الهجمات الأخيرة على المملكة العربية السعودية من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن:

2 أبريل: هجوم بطائرة بدون طيار

14 مايو: الهجوم على محطات ضخ النفط

20 مايو: هجوم بصاروخ باليستي

21 مايو: هجوم بطائرة بدون طيار على مطار

11 يونيو: هجوم بطائرة بدون طيار

12 يونيو: هجوم بصاروخ كروز على مطار

19 يونيو: هجوم بصاروخ كروز على محطة البحر الأحمر للتحلية

20 يونيو: هجوم بطائرة بدون طيار على مطار

23 يونيو: هجوم بطائرة بدون طيار على مطار

لقد سلطت هجمات الحوثيين الضوء على الدفاعات الصاروخية في المملكة العربية السعودية. إذ يُعد جيش البلد من بين أفضل الجيش المُعدة على مستوى العالم بفضل ثالث أكبر ميزانية عسكرية في العالم، حيث يتم إنفاق مئات المليارات من الدولارات على الطائرات المقاتلة والدبابات وغيرها من المعدات العسكرية. لكن نظام الدفاع الصاروخي باتريوت الأمريكي الصنع الخاص بالمملكة له سجل مختلط عندما يتعلق الأمر باعتراض المقذوفات من اليمن كما أنه لم يتم تصميمه بشكل أساسي لصد الطائرات بدون طيار.

 

 

 

ولقد قال مسؤول سعودي غير مصرح له بالتحدث لوسائل الإعلام “إن الأحداث الأخيرة تظهر أننا كـُشفنا فيما يتعلق بقوتنا الدفاعية.”

ولم يرد متحدث باسم التحالف العسكري السعودي ضد الحوثيين على طلب للتعليق على الضربات.

ظلت الحكومة السعودية تزعم أن دفاعاتها كانت ناجحة في الماضي،على سبيل المثال في مارس 2018 عندما قالت المملكة إن صواريخ باتريوت اعترضت بنجاح سبعة صواريخ سكود كان قد أطلقها الحوثيون.

ومع ذلك، أظهرت مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أنظمة باتريوت في السعودية وهي تخطئ الهدف أثناء الحادث،بما في ذلك واحد منها عاد مرتدا وهبط على الأرض.

إن قدرة الحوثيين فيما يبدو على ضرب الإرادة في المملكة العربية السعودية تسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها السعوديون(أحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة)في صراع مكلف منذ أربع سنوات لا يمكن فيه تحقيق فوز صريح.

لقد أظهر الحوثيون المزيد من التعقيد في الهجمات الصاروخية، وشنوا المزيد من الطائرات المسلحة بلا طيار وصواريخ كروز على الرغم من الحصار السعودي على اليمن لمنع هذه الأسلحة من الوصول إلى البلد.

إن أحدث هجوم للحوثيين بطائرة بدون طيار يوم الأحد على مطار مدينة أبها بالقرب من الحدود اليمنية كان قد أسفر عن مقتل شخص وجرح 21 آخرين،وفقًا للجيش السعودي. في حين أن ضربتين أخريين في الأسبوعين الأخيرين استخدم فيهما صواريخ كروز، وهي المرة الأولى التي يطلق فيها الحوثيون هذه الأسلحة منذ عام 2017.

وتشير التكتيكات إلى استعداد المتمردين لاستهداف البنية التحتية المدنية الرئيسية. وكان متحدث عسكري حوثي قد قال في 20 يونيو على أحد حسابات تويتر الرسمية للمجموعة: “صواريخنا البالستية والطائرات المجنحة من جميع الأنواع يمكنها ضرب أي هدف في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية.”

وكان مسؤولون سعوديون قد ألقوا باللوم مباشرة على طهران في بعض الهجمات. وظل مسؤولون سعوديون وأمريكيون يتهمون إيران بتزويد الحوثيين بالتدريب والتصميمات اللازمة لإنشاء طائراتهم بدون طيار،بينما أظهرت طائرات بدون طيار تم العثور عليها من قبل الإمارات العربية المتحدة في اليمن التكنولوجيا مستوردة من إيران،وفقاً لما ذكرته منظمةConflict Armament Research الخبيرة في مجال الأسلحة التي تعمل مع الحكومات حول العالم.

وبحسب فابيان هينز، المحلل المستقل المقيم في ألمانيا والذي يقوم بمراقبة الضربات اليمنية الأخيرة، فإن: “كل شيء يشير إلى القول بأن إيران والحوثي متعاونا من أجل مصلحتهم المتبادلة في زيادة هجمات الصواريخ وطائرات بدون طيار ضد أهداف في الأيام والأسابيع الأخيرة.”

وكانت المملكة العربية السعودية قد دعت إلى اتخاذ إجراء مهم وحاسم ضد إيران، مستشهدةً بهجمات الحوثيون وناقلات الوقود،بينما عجزت عن الدعوة إلى حرب شاملة.

فعل الرغم من أن جيش المملكة العربية السعودية مجهز تجهيزا جيدا، إلا أن الحرب مع إيران ستكون مدمرة وربما لا يمكن كسبها. أما إيران فلديها جيش تقليدي كبير،وتتخصص في الق الحرس الثوري القوية في الحروب غير المتكافئة كما أنها قادرة على التحكم بعلاقاتها مع الجماعات المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

لقد اختبر السعوديون قدرتهم على استخدام الأسلحة الغربية في حربهم ضد الحوثيين،حيث تولوا قيادة  حملة قصف لدعم القوات البرية التي قدمتها دول أخرى مثل السودان والإمارات العربية المتحدة وحكومة اليمن المعترف بها دولياً.

بيد أن الحرب،التي تُعد رمزاً للسياسة الخارجية العدوانية الجديدة للمملكة بقيادة ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان،قد أسفرت عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص وخلق أزمة إنسانية.

وقد فشلت الحملة في هزيمة المتمردين المتحالفين مع إيران وتركت المملكة عرضة لهجمات الحوثيين الانتقامية. والدفاع الصاروخي بشكل عام يمثل تحدياً تقنيا – حتى أن القبة الحديدية الإسرائيلية تفشل في إيقاف بعض الصواريخ التي يطلقها المقاتلون الفلسطينيون في قطاع غزة -فقد استخدم الحوثيون مزيجا من الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز لإيجاد نقاط ضعف في دفاعات السعوديين.

وكان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية قد قال إنه شن المزيد من الغارات الجوية على مدينة الحديدة الساحلية اليمنية في 21 يونيو في رد واضح على الهجمات الأخيرة.

بدأ التحالف الذي تقودها لسعودية هجومه على اليمن في عام 2014 بعد أن أطاح الحوثيون بالحكومة المعترف بها من قبل السعودية والولايات المتحدة الأميركية وطردها من العاصمة صنعاء.

وقام التحالف بقيادة السعودية بفرض الحصار لفترة وجيزة على اليمن في عام 2017، وحذرت منظمات إغاثة من أن الحرب دفعت الملايين إلى حافة المجاعة.

كما أن حرب المملكة العربية السعودية في اليمن تمثل محور النقاش حول خطة من قبل إدارة ترامب لبيع أسلحة بحوالي 8 مليارات دولار للمملكة وحلفاء آخرين في الشرق لأوسط. وأشار الرئيس ترامب إلى ضرورة مواجهة النفوذ الإيراني في اليمن عندما اعترض على قرار للكونجرس لإنهاء دور الولايات المتحدة في الحرب. وتدعم الولايات المتحدة التحالف العسكري السعودي في اليمن بدعم لوجستي ومخابراتي.

(صحيفة”وول ستريت جورنال” الأمريكية)