د. زكريا حمودان*

 

تكثّفت في الآونة الأخيرة الخروقات المتزايدة للعدو الإسرائيلي عند الحدود البريّة بين لبنان وفلسطين المحتلة، وإذا أردنا التدقيق أكثر لوجدنا أن الخروقات تصاعدت بعد المناورة التي أجرتها المقاومة الإسلامية تحت شعار “سنعبر” في مايو الفائت، والتي أخذت بعدًا دوليًا غير مسبوق وحملت رسائل عدّة.

حرّكت المناورة العدو الإسرائيلي برًّا ليجد بالمرصاد آلة عسكرية قديمة جديدة تتصدى لتحركاته ألا وهي آليات وضباط وجنود الجيش اللبناني.

بسالة الجيش تقدمت على التوازن المفقود بين الميركافا وقاذف الـB7 أو الـB10 الذي جسد صورة “العين لا تقاوم المخرز فقط بل تذيبه”. مشهد الضابط اللبناني يهدد العدو والجندي اللبناني يوجه آلته العسكرية تجاه الميركافا، بمظلّة خلفيّة من المقاومة، أعاد الى الأذهان معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

رسالة المقاومة العابرة للحدود أصابت العدو فتحرك على الحدود البرية ليصطدم بالجيش اللبناني، فكان الخبر: الجيش اللبناني يرد على خروقات برية للعدو الإسرائيلي عبر إطلاق قنابل دخانية. وإذا ربطنا فرحة المواطنين بقنابل الجيش الذي يعي أنه يستند على مقاومة جاهزة لتدمير أي حماقة يقدم عليها العدو، فإننا نعود هنا أيضًا تلقائيًا إلى معادلة جيش-شعب-مقاومة.

المعادلة غير قابلة للتعديل

بالتزامن مع حماقات العدو الإسرائيلي نجد أننا أمام تحركات مشبوهة في الداخل اللبناني مفادها وضع سلاح المقاومة على طاولة مفاوضات ربما من القريب والبعيد، الأمر الذي يطرح تساؤلًا واضحًا: أين تكمن مصلحة من يتناولون سلاح المقاومة؟ ليأتي الجواب الأوضح: لدى العدو الإسرائيلي.

المعادلات المطروحة استراتيجيًا هي الأزمة التي تضرب كيان العدو من الضفة الغربية في عمق فلسطين المحتلة إلى جنوب لبنان.

الداخل اللبناني بات يعج اليوم بخدم العدو الإسرائيلي الذي يريدون إخراجه من مأزقه، ورهان العدو على بعض مرتزقته سيعمّق أزمته لأنه قد يعجّل في نهايته.

اليوم كل شيء قابل للتفاوض في لبنان إلا معادلة واحدة غير قابلة للتعديل لا بالشكل ولا بالمضمون وهي معادلة جيش يقف في مواجهة العدو، شعب يتنفس حريةً وبغضًا للعدو الإسرائيلي، ومقاومة تزداد كل يوم قوة وعزيمة وعنفوان.

* المصدر: موقع العهد الاخباري

* المقالة تعبر عن رأي الكاتب