تراجع الثقة بالقادة الدينيين في العالم العربي
بقلم: غوتييه فيلانت
( صحيفة ” لا كروا- la-croix” الفرنسية, ترجمة: وائل حزام– سبأ )
أظهرت دراسة اجرتها شبكة البارومتر العربي البحثية المستقلة ونشرتها هيئة الاذاعة البريطانية الـ بي بي سي، يوم الاثنين 24 يونيو من الشهر الجاري، وشملت عشرات الدول في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ، تآكلا قويا للثقة بالقادة الدينيين وزيادة في عدد من هم ” غير متدينين ” الدين يديرون ظهرهم للدين والتدين.
وخلصت الدراسة إلى انه في العالم العربي، في الفترة ما بين 2013 و 2019، ارتفعت نسبة السكان الذين يعلنون انهم “غير متدينين” من 8 بالمائة إلى 13 بالمائة. وأكدت الدراسة التي اجرتها شبكة البارومتر العربي، المرتبطة بجامعة برنستون -هي جامعة بحثية خاصة تقع في مدينة برنستون في ولاية نيوجيرسي الأميركية- أن النسبة سترتفع إلى 18 بالمائة ممن تقل اعمارهم عن 30 عاما .
” هل يدير العرب ظهورهم للدين؟ “، كان عنوان هذه الدراسة الذي تم تقديمه كأكبر استطلاع تم اجراءه على الاطلاق في منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط وشارك فيه اكثر من 25 الفا من سكان عشر دول ( الجزائر، تونس، المغرب، مصر، العراق، الاردن، لبنان، ليبيا، السودان واليمن )، بالإضافة إلى الأراضي الفلسطينية .
في الواقع ، بالإضافة إلى صعود نسبة من هم ” غير متدينين “، الذين يتزايدون بالرغم من أقليتهم، إلا ان الثقة بالقادة الدينيين تفككت بشكل كبير في جميع البلدان الذي تم فيها الاستطلاع، باستثناء اليمن.
ففي العراق، على سبيل المثال، تجاوزت من 40 بالمائة إلى اقل من 15 بالمائة من السكان بين عامي 2014 و 2019.
كما ان الثقة في مختلف الأحزاب السياسية الإسلامية الموجودة في هذه البلدان: حزب الله في لبنان، النهضة في تونس، حماس في الاراضي الفلسطينية ….)، هي أيضا في حالة سقوط حر.
آراء مجتمعية محافظة للغاية :
مع ذلك، لا تزال هذه البلدان مشبعة بشدة بالثقافة الإسلامية وذلك كما يتضح من التشدد الاجتماعي المعبر عن نفسه، بحسب ما نشرته الدراسة..
فعلى سبيل المثال، في جميع البلدان، تقريبا، تعتبر “جرائم الشرف” القتل من قبل احد الوالدين لشخص متهم بفضح العائلة (غسلا للعار)، اكثر قبولا من الشذود الجنسي, وهذه الاخيرة منخفضة جدا في عموم المنطقة، وتتراوح بين 5 بالمائة في الاراضي الفلسطينية إلى 26 بالمائة في الجزائر.
وفي الغالبية العظمى من هذه البلدان، يعتقد اكثر من النصف من الذين شاركوا في الدراسة، معظم من النساء، انه ينبغي على الزوج ان يكون له الكلمة الفصل في اتخاذ جميع القرارات فيما يخص الاسرة.
بل انه وعلى العكس، يساند معظم المشاركين في الدراسة في عموم المنطقة انه ليس هناك مشكلة في ان تصبح المرأة رئيسة للجمهورية او رئيسة للحكومة .
وفي الاخير، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، لا تزال اسرائيل تمثل “التهديد الرئيسي ” في غالبية الدول التي شملتها الدراسة او الاستطلاع، وتحتل الولايات المتحدة الاميريكية المركز الثاني، بينما بين المسؤولين السياسيين الأجانب, ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، نال استحسانا واسع النطاق ومتقدما عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واكثر ايضا من الرئيس الاميركي دونالد ترامب .