روسيا باتت المصدر الرئيس للقمح في العالم
السياسية:
وفقاً لتوقعات وزارة الزراعة الروسية، ستكون أرقام صادرات الحبوب أقل هذا العام، إذ ستصل إلى 123 مليون طن، منها 78 مليون طن من القمح، لكن هذا الرقم لا يزال كافياً ليبقى الاتحاد الروسي المصدر الأول للقمح في العالم.
كيف باتت روسيا المصدر الأول للقمح على مستوى العالم؟ ومن هم المشترون؟ ولماذا انخفضت أسعار الحبوب؟ يتناول المحلل الاقتصادي في صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” المسكوفية، فلاديمير مازينكو، هذه الأسئلة في مقالة له، متطرقاً إلى مدى إمكانية تأثير الاتحاد الروسي في الأسعار في الأسواق العالمية.
فيما يلي نص المقال كاملاً منقولاً إلى العربية:
كان الاتحاد السوفياتي يعتمد بشكل كامل على واردات الحبوب؛ ففي عام 1985، على سبيل المثال، كان على البلاد شراء 47 مليون طن، لكن لحسن الحظ، تلك الحاجة باتت شيئاً من الماضي. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت روسيا منتجاً ومصدراً عالمياً رئيساً للحبوب. وفقاً لوكالة “روسستات”، بلغ محصول الحبوب في البلاد رقماً قياسياً عام 2022، إذ بلغ 153.8 مليون طن.
في العام الحالي، وفقاً لتوقعات وزارة الزراعة، ستكون الأرقام أكثر تواضعاً، وستصل إلى 123 مليون طن، منها 78 مليون طن من القمح، لكن هذا الرقم لا يزال كافياً ليبقى الاتحاد الروسي المصدر الأول للقمح في العالم.
لا شك في أن هذا الوضع يصب في مصلحة الاتحاد الروسي، ذلك أن زيادة الصادرات تجلب دخلاً إضافياً للبلاد. وفي هذا الإطار، قال وزير الزراعة ديمتري باتروشيف إن صادرات السلع الزراعية قدمت للبلاد ما قيمته 28 مليار دولار، وهو ما يزيد بنسبة 25% عن العام الماضي. من ناحية أخرى، تشير وكالة “بلومبيرغ” إلى أن “فائض مخازن الحبوب في روسيا والصادرات الروسية القياسية أديا إلى انخفاض أسعار الحبوب إلى أدنى مستوياتها في السنوات الثلاث الماضية”.
بالفعل، قفزت أسعار صرف القمح في ربيع عام 2022 إلى 13 دولاراً للبوشل (وحدة وزن الحبوب – نحو 27.2 كلغ) وأعلى، إلا أن تداوله الآن لا يزيد على 6 دولارات، وهو أدنى سعر يُسجل في السنوات الثلاث الماضية. لماذا انخفضت أسعار الحبوب فجأة، وبكل هذا القدر من الخطورة، هذا العام؟ وهل تستطيع روسيا، بصفتها مستفيدة من مكانتها كمنتج رئيس، أن تؤثر في الأسعار؟
يقول رئيس اتحاد الحبوب الروسي أركادي زلوتشيفسكي: “إن سياسة العقوبات تضع ضغوطاً خطرة للغاية على الأسعار وهي تنخفض. نعم، نحن المورد الأول في سوق القمح العالمي، ولكن في الوقت نفسه حصتنا 20% فقط، فلو كانت لدينا حصة تزيد على 50%، فإن كل شيء سيعتمد علينا. ولكن هل يمكن تغيير هذه النسبة؟ ما الذي يعمل عليه منافسونا بجدية. لماذا بدأت الأسعار بالانخفاض الموسم الماضي؟ لأن احتمالات الحصاد الجديد في العالم زادت بشكل كبير. أضاف المنتجون العالميون مساحات واستثمارات في إنتاج القمح. ولولا الطقس الذي ساعدنا هذا العام، لكانت الأسعار قد انخفضت بشكل أكبر”. ووفقاً لأركادي زلاتشيفسكي، فإن المشترين الرئيسيين للقمح الروسي الآن هم: مصر وتركيا والسعودية وإيران والجزائر.
نقلاً عن مصادرها الخاصة، تدعي “بلومبيرغ” أن السلطات الروسية تحاول الآن فرض حد غير رسمي على أسعار تصدير الحبوب التي لا تنصح شركاتنا ببيعها في الخارج إذا تجاوزته، لكن وزارة الزراعة لا تعلق على هذه المعلومات.
وقال رئيس مجلس إدارة الاتحاد الروسي لمصدري الحبوب إدوارد زرنين للوكالة إن المصدرين الروس ملتزمون بأسعارهم التي يمليها ارتفاع تكاليف الإنتاج. ولنتذكر أن أسعار الوقود بالجملة في روسيا سجلت هذا العام ارتفاعاً حاداً، فقد قفزت تكلفة وقود الديزل، على سبيل المثال، الذي تستخدمه الآلات الزراعية بنسبة 50% خلال أشهر الصيف.
* المصدر: موقع الميادين نت
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر