الحرب في أوكرانيا.. أمريكا الرابح الأكبر
السياسية – وكالات :
بات العالم يدرك أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا غير متكافئ ولا متوازن في الحرب الجارية بالرغم من الدعم الغربي الكبير لها بالمعدات والأسلحة المتطورة وأنه يجب إنهاء الصراع هناك لتلافي الدخول في احتمال نشوب حرب نووية.
وتأتي بين الفينة والأخرى تحذيرات من اندلاع حرب نووية أو مخاطر وقوع حادث نووي وذلك مع تهديد أمن روسيا أو أوروبا او أمريكا أو حتى الدول الكبرى الأخرى وهو ما ينذر بكارثة عالمية.
وبالرغم من ذلك، فقد حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، الأحد، من أن الحرب في أوكرانيا ستستمر لفترة طويلة، فيما أشار إلى أن أوكرانيا ستصبح عضواً في الحلف.
واستبعد ستولتنبرغ في مقابلة له مع مجموعة “فونكه” الإعلامية الألمانية، أن تكون هناك نهاية سريعة للحرب الأوكرانية، في وقت تواصل فيه كييف شن هجومها المضاد ضد روسيا.
وقال: “معظم الحروب تستمر لفترة أطول من المتوقع عندما تبدأ للمرة الأولى”، محذرا “لذلك علينا أن نهيئ أنفسنا لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا”.
وبدأت روسيا عمليتها العسكرية الخاصة في فبراير 2022 فيما عادت الحرب إلى أوروبا للمرة الأولى منذ عقود.
وقد بدأ الهجوم الأوكراني المضاد في الرابع من يونيو الماضي، على عدة محاور جنوبي دونيتسك وزابوروجيه وأرتيوموفسك، حيث كان التركيز الأكبر للهجوم على محور زابوروجيه.
ويؤكد الروس أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة خلال الهجوم المضاد، ولم تنجح في أي محور.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في وقت سابق أن خسائر القوات الأوكرانية تجاوزت 150 ألف قتيل وجريح منذ فبراير 2022، مع تزايد رفض الكثيرين الالتحاق بالتجنيد ودفع الرشاوى في شعب التجنيد ومحاولة الفرار.
وبما أن وسائل الإعلام الغربية لم تعد تنقل مجريات الحرب في أوكرانيا ولم يعد الحدث الأبرز في تلك الوسائل فهذا يعني أن قوات كييف تخسر الصراع أمام روسيا.
ويرى بعض المراقبون أن حرب أوكرانيا أعادت تأهيل الناتو في أعين الشعوب الأوروبية، وبطريقة كاريكاتورية وهو ذراعها الواقي.
وبحسب المراقبين فإن الولايات المتحدة الأمريكية هي المستفيد الأكبر من الصراع بين روسيا وأوكرانيا فهي أبعد ما يكون عن ساحة المعركة وهي تجني مكاسب جيوسياسية واقتصادية وعسكرية وسياسية غير مسبوقة.
ومع ذلك لا تقتنع الولايات المتحدة بالمكاسب الجيوسياسية وحدها، فهي تريد أيضاً مكاسب تجارية وبهذه الطريقة يتسنى لها فعلاً تحقيق التفوق.
وبفضل التوترات الدولية التي أفرزتها الحرب فقد ارتفعت مبيعات السلاح حول العالم من الولايات المتحدة بما قيمته مليارات الدولارات سيتم تزويد زبائن أمريكا الآخرين بكميات وفيرة من السلاح، وها هم المشترون يصطفون في الطابور.
فعلى سبيل المثال، تم الإعلان عن العقود الكبرى مباشرة بعد العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا وكان أحدها مع ألمانيا لتزويدها بخمس وثلاثين طائرة مقاتلة من طراز “إف 35″، بتكلفة تزيد عن ثمانية مليارات دولار.
كما تخطط كندا لشراء 88 طائرة مقاتلة من طراز إف 35 بتكلفة تقترب من 15 مليار دولار، بينما أعلنت فنلندا في العام الماضي عن تقدمها بطلب شراء 64 طائرة بتكلفة تقترب من عشرة مليارات دولار.
كما أعلنت ألمانيا عن إقامة صندوق خاص بقيمة مائة مليار دولار لتحديث جيشها، ولا ريب أن ذلك سيشمل شراء الأسلحة والمعدات، وها هي الشركات الأمريكية الصانعة للسلاح تنتظر توافد الطلبات عليها.
وبفضل الحرب في أوكرانيا، ضاعفت الولايات المتحدة صادرات الغاز الطبيعي المسال الى أوروبا لتعويض الغاز الروسي ذي التكلفة الزهيدة بالغاز الأمريكي ذي التكلفة الباهظة خلال النصف الأول من عام 2022، متجاوزة بذلك كل الصادرات التي سجلت في عام 2021م.