هل يمكن ان يعود الاستقرار لليمن ؟
بقلم : شيخ دينج
( صحيفة “لوكورييه دو سوار- lecourrier-du-soir” الفرنسية , ترجمة: وائل حزام – سبأ )
في الـ 21 من سبتمبر 2014، استولى الحوثيين على العاصمة صنعاء، ومن ثم على مدينة عدن في اوائل العام 2015, وبسبب قلقهم بشأن عدم الاستقرار السياسي في اليمن وبناءا على طلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي، اطلق ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان عملية عسكرية اطلق عليها اسم “عاصفة الحزم”، بمساعدة تحالف عربي مكون من عشر دول وبدعم من الولايات المتحدة الاميركية.
“عاصفة الحزم” في السياق الجغرافي السياسي :
لقد كانت العملية العسكرية التي اطلق عليها اسم “عاصفة الحزم” بقيادة السعودية، في سياق عملية عسكرية تهدف من خلاله المملكة العربية السعودية إلى مواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الاوسط.
فسقوط الرئيس العراقي صدام حسين في العام 2003 وتمكين واشنطن السلطة للغالبية الشيعية في العراق، سمح لإيران بتعزيز قوتها في المنطقة, كما سمح هذا الحدث ايضاً لإيران بتأمين حدودها واحتواء العراق في محورها الاستراتيجي الذي يمتد من طهران الى ميناء صور اللبناني عبر بغداد ودمشق, ومع الدعم الايراني للنظام العلوي في سوريا، وكذلك سياسية النفوذ الايراني في لبنان عبر حزب الله اللبناني، لا يمكن للملكة العربية السعودية السماح للمتمردين المدعومين من طهران بالسيطرة على اليمن بأكمله.
ومع ذلك، فان هذا الصراع الذي تشهده اليمن سمح بزيادة انتشار الجماعات السلفية المحلية وتقوية المنظمات الإرهابية المحلية .
في الواقع، استفادت الجماعات السلفية في جنوب اليمن من دعم الامارات العربية المتحدة لها ضد الهجوم الحوثي, فدعم الجماعات السلفية جعلها مترابطة مع الخط السياسي الذي تريده الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في قيادتها لليمن وذلك لمحاربة التقدم السياسي للفرع اليمني لجماعة الاخوان المسلمين (حزب الاصلاح) .
دعم الحركات الجهادية :
لقد دفعت الفوضى الأمنية في اليمن تنظيم الدولة الإسلامية الى التنافس مع هيمنة تنظيم القاعدة ,على امل منها ان تصبح اكبر شبكة اسلامية مهمة في البلاد.
وفيما تدور حرب دموية بين الجماعتين الارهابية، زاد تنظيم الدولة الاسلامية من تصعيد هجماته ضد اعضاء تنظيم القاعدة، فيما تسعى هذه الاخيرة والمنظمين لها البحث عن زعيم تنظيم الدولة الاسلامية في اليمن والقضاء عليه.
إضعاف نظام الملالي للحد من نفوذ الايرانيين في اليمن :
ان استقرار الشرق الأوسط يتطلب تشديد العقوبات الاقتصادية ضد ايران وذلك من اجل الحد من قدرة طهران على اظهار مصالحها في جميع أنحاء المنطقة. وفي الواقع، فان الدعم المالي والعسكري للمتمردين الحوثيين سمح لهم بارتكاب هجمات ليس فقط في اليمن ولكن ايضا في المملكة العربية السعودية، حيث هاجم الحوثيين، في الـ 14 من مايو الماضي، خط انابيب النفط السعودي ما ادى الى قفزة دولار واحد في سعر البرميل من سعر النفط الخام البرنت، وبالتالي تجاوز سعر البرميل 71 دولارا.
وعلى صعيد متصل، اعلنت السعودية في الـ 27 من مايو الماضي، اعتراضها صاروخين باليستيين اطلقها الحوثيين باتجاه أراضيها .
اذا، بدون شك، ان إضعاف إيران من خلال فرض العقوبات الجديدة سيكون له تاثيرا على قدرة المتمردين الحوثيين في شن هجماتهم في اليمن والمنطقة، وكذلك سيسمح للرئيس هادي بالعودة الى البلد وتشكيل الحكومة, ومع ذلك، سيكون من الضروري ان تتوقف الامارات عن دعم الميليشيات السلفية في جنوب البلد، حتى يكون لدى اليمن أمل في استعادة الاستقرار.