السياسية : فهد صلاح

يستعد أبناء محافظة إب لرسم لوحة إيمانية في ذكرى المولد النبوي الشريف، بتزيين الشوارع والأحياء والمساجد والمنازل والحدائق والساحات والأماكن العامة بالأنوار الخضراء، واللافتات والشعارات واللوحات المضيئة.

وتتدلى من المباني قناديل النصر وتنسدل على واجهاتها عقود العزة بالانتماء لهذه الأمة، وعبارات العشق للنبي والولاء له ولآل بيته إيذانا ببدء طقوس هذه المناسبة الغالية ودنو مهرجان الفرح الأكبر.

يقول وكيل المحافظة عبدالفتاح غلاب : “إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فرصة للمسلم يجدد فيها محبته لسيد الخلق ويغذيها، مع زيادة التشوق له، فلا يتصور أن يكون في الدنيا مسلماً آمن بالله وبنبوة نبيه ثم لم يُصبح قلبه وِعاءً لمحبة الرسول الذي اصطفاه الله وأرسله رحمة للعالمين”.

وأضاف أن ما جاء به رسول الله من قيم دينية وأخلاقية أحدث تأثيرا كبيرا في وجدان وضمير الإنسان، وانطباعا روحانيا منقطع النظير ومتصلاً بالهوية الإيمانية، والموروث الشعبي عبر الأجيال وأنتج إرثاً ثقافياً وفنياً كبيراً من القصائد والموالد والأناشيد النبوية”.

من جانبه أكد وكيل المحافظة عبدالرحمن الزكري أن ذكرى المولد ليست حدثاً عابراً، يمكنُ أن يَمُـرَّ بسلام، فاليمنيين وعلى مدى عقود من الزمن كانوا يحتفلون بيوم مولد الرسول الأكرم، ويستجلبون البركات بمدحِه صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِه إمَّا بالصلاة عليه، أَو إنشاد شعر مديحه.

وقال : “لم تقتصر مظاهر الزينة على ساحات الفعاليات المركزية، وإنما تزدان الشوارع والأحياء بالأنوار واللافتات والشعارات واللوحات المضيئة، وتعتلي عبارات الترحيب بمولد الرسول الخاتم قمم الجبال لتشكل في مجملها حلة خضراء جمالية تشع روحانية”.

وأضاف “منذ ذلك التاريخ، حفر اليمنيون مكانةَ الرسول في جدار قلوبهم؛ حباً ووداً، واتِّباعاً، وأسوة حسنة في جميع مجالات الحياة، ولذلك فَـإنَّهم يحيون هذه المناسبة المقدسة بكل حفاوة ليس من منطلق المذهبية، وإنما من منطلق الوعي والتمسك بالنبي محمد ورسالته -صلوات الله عليه وآله”.

من جهته بين مستشار المحافظة عمار الشعيبي أن الاحتفال بالمولد يشكل موسما سنويا لمزيد من الدعوة إلى الاقتداء بسنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، والسير على خطاه ونهجه، والله تعالى أمرنا بذلك، بقوله ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ).

واستغرب من مبدعي الاحتفال بالمولد النبوي وهم يدركون جيدا بأن الله سبحانه وتعالى هو من أمرنا بذلك، فالرسول الكريم هو هدية وفضل من الله ورحمة قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ).

نائب مدير مكتب الأشغال طه عبدالمغني، قال إن من مظاهر الاستعدادات التي تشهدها المحافظة في ذكرى ميلاد خير الأنام تشمل أيضاً اللقاءات والاجتماعات والفعاليات الفنية والخطابية إلى جانب التحشيد والتهيئة لضمان نجاحها.

وأكد أن الاحتفال بالمولد لا يقتصر على الطقوس، بل أصبح محطة للتراحم والتكافل والعطف على الفقراء والمساكين ومساعدة المحتاجين وتجسيد المبادئ القرآنية والأخلاق النبوية التي كان يتحَرّك على أَسَاسها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله.

ويقول عاقل مديرية الظهار مسعد فاضل : “بمولد خير البرية أضاء ما بين المشرق والمغرب وتزينت السماء واحتفت الملائكة ابتهاجا وفرحا وسعادة بولادة خير من وطأ الثرى، من كرمه الله وباهى به بين ملائكته، فهل كانت تلكم الآيات و المظاهر الاحتفالية الربانية بدعة” ؟!! .

واستطرد “ألم يخرج الأنصار بالدفوف والأهازيج والأناشيد وهم يستقبلون الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فرحا بوصوله مهاجرا من مكة إلى المدينة، فلماذا لم ينكر عليهم القيام بذلك”.

فيما قال منسق مؤسسة بنيان بمديرية بعدان أكرم ظافر: “يكفينا فخراً كشعب يمني، بأن سميت السنة الهجرية بهذا الاسم إشارةٌ إلى الهجرة النبوية المباركة لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث يقطن أجدادنا الأنصار”.

وأوضح أن اليمنيين أسلموا برسالة من دون قتال وهم أول من احتفلوا بقدوم النبي محمد، وهو حي يرزق، حين استقبله الأنصار بأبيات علّقت في أذهان كل المسلمين: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع/ وجب الشكرُ علينا/ ما دعا لله داع/ أيها المبعوثُ فينا جئتَ بالأمرِ المطاعِ/ جئت شرّفتَ المدينة مرحباً يا خيرَ داع.

وعن أبرز المظاهر الاحتفالية بالمحافظة يقول الأسير المحرر خالد الرعيني “إن تزيين جدران المنازل والبيوت والأحياء والشوارع والطرقات والجبال بالأنوار الخضراء، ترسم لوحة جمالية بديعة تزين سماء المحافظة”.

ويشير إلى تميز اليمنيين عن غيرهم في مظاهر الاحتفال عبر التحضير المبكر وتعليق الزينات والعبارات الترحيبية وطلاء المركبات، مؤكدا تصدر الشعب اليمني للشعوب العربية والإسلامية في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، تجسيدا لمقولة النبي الكريم الإيمان يمان والحكمة يمانية.

ويقول ممثل أحفاد بلال بمديرية السدة عبده الشجيبي إن اليمنيين هم أهل الإيمان والحكمة وهم ألين قلوباً وأرق أفئدة يبذلون كل هذا وهم في ظل العدوان والحصار.

وتابع متسائلاً: كيف لو صادف هذا المولد الشريف ونحن في أمن واستقرار إذاً لأقام اليمنيون احتفالاً يذهل العالم ويشد أنظاره إليه، ومع ذلك فالاحتفال في ظل العدوان دليل قوة ارتباط أبناء هذا الشعب بنبيهم وعلى صمودهم وثباتهم .

بدورها قالت وكيلة مجمع عائشة للبنات أماني الأشول “على مدى عقود خلت، لم تستطع أي أمة من الأمم، أن تنازع أبناء اليمن مشاعر الحب والارتباط برسول الإنسانية، الذين ظلوا عبر التاريخ شعب المدد، كما وصفهم النبي”.

وأضافت “تجوب المواكب الشوارع والطرق ويخرج الأهالي مبتهجين يعتلون أسطح المنازل والمناطق المرتفعة لرؤية المشهد العظيم الذي يعكس مظاهر الفرحة البهيجة بذكرى المولد النبوي الشريف.”

ولأطفال إب حضورهم وطريقتهم الخاصة للاحتفال بهذه المناسبة، إذ يعبرون عن ذلك بأجمل الأساليب المحببة إليهم من خلال الرسم على الوجوه، وكتابة اسم النبي “محمد” و”لبيك يا رسول الله” وأجمل الكلمات التي ترتسم على وجوههم، وتصدح بها حناجرهم.

وستبقى الأنظار معلقة نحو اليمن إقليمياً ودوليا لمعرفة كيف سيبدو في احتفالية المولد النبوي وأي رسائل سيبعث بها في ظل استمرار الحصار، وداخلياً تتجه الأنظار نحو ساحات الفعاليات المركزية للمولد المبارك في جميع المحافظات.

سبأ