السياسية:

تحدّثت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية عن تزامن الزلزال الذي ضرب المغرب مع توتر العلاقات بين الرباط وباريس، واشتعال “أزمة صامتة” بين الطرفين، على خلفية عدد من الملفات.

فيما يلي نص المقال مترجماً إلى العربية:

يأتي الزلزال الذي ضرب المغرب في وقت تشهد العلاقة بين الرباط وباريس توتراً، منذ أكثر من عامين، مع الكشف عن فضيحة “بيغاسوس”، التي تشير تقارير إلى أنّها سمحت للسلطات المغربية بالتجسّس على الهاتف الشخصي للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عبر شركة إسرائيلية.

وإنّ عدم امتثال المغرب لاتفاقيات ترحيل الأجانب، الذين يتمتّعون بوضع غير نظامي على الحدود، وقبل ذلك الخلافات بشأن قضية الصحراء الغربية، هي قضايا أشعلت “أزمةً صامتةً” بين فرنسا والمغرب.

الرباط تعيب على باريس ما تعتبره “دعماً ناقصاً” في ملف الصحراء، إذ يرى الإليزيه أنّ خيار “الحكم الذاتي” مهم، تاركاً التوصل إلى حل عن طريق التفاوض للأمم المتحدة.

وفي غضون ذلك، حاول ماكرون “التقرّب” من نظيره الجزائري، عبد المجيد تبون، باسم “عمل ذاكرة” لحرب الاستقلال، وهو مشروع “لم يحقق نجاحاً كبيراً”.

أما إسبانيا، التي أيّدت أطروحات جبهة البوليساريو فترةً طويلةً، فاتّخذت المسار المعاكس، لتنحاز إلى موقف المغرب. وبدأت مدريد، بموافقة من الرباط، إرسال أولى فرق الإنقاذ إلى المواقع التي ضربها الزلزال في المغرب، وذلك باسم “التضامن بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط”.

و”للدبلوماسية الإنسانية” أسباب لا تخرج عن الحسابات. والعاهل المغربي، محمد السادس، كان في فرنسا، بعد إجازة قضاها في شمال بلاده، منذ بداية أيلول/سبتمبر، حيث يمتلك قصراً في منطقة بيكاردي، وفندقاً خاصاً في العاصمة باريس، لكنه عاد إلى الرباط في وقت متأخر من صباح السبت، قادماً من باريس.

وقبل ذلك بوقت قصير، تحدّث محمد السادس عبر الهاتف مع ماكرون، بحسب ما أكد النائب الفرنسي في حزب الرئيس الفرنسي “النهضة”، كارل أوليف، في اتصال هو الأول بينهما، منذ بداية الخلاف.

وكانت ردود أفعال عدد من قادة العالم سريعةً، وسبقت ردود العاهل المغربي، بما في ذلك الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والأميركي، جو بايدن، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتركي، رجب طيب أردوغان.

كذلك، عرضت الجزائر المساعدة على جارتها، معلنةً عن فتح مجالها الجوي، أمام الطائرات التي تحمل مساعدات إنسانيةً أو جرحى.

كما أطلقت الجزائر على منافستها الإقليمية اسم الدولة “الشقيقة”، وهي صفة “غير متوقعة”. وكانت الجزائر قد اتهمت الرباط بشكل تلميحي بأنّها مصدر للحرائق المدمرة التي شهدتها الجزائر في عام 2021. وقبل أيام قليلة، قُتل مغربيان من عشاق التزلج على الماء برصاص خفر السواحل الجزائريين في حادث حدودي.

أما كيان “إسرائيل”، “الحليف الجديد” للمغرب، الذي “يقلق الجزائر كثيراً” منذ تطبيع العلاقات بينها وبين الرباط عام 2020، والتوقيع على اتفاقات “أبراهام”، فقد عرضت خدماتها. حيث وجّه رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، “كل الهيئات والقوات الحكومية، بتقديم كل المساعدة الضرورية للشعب المغربي، بما في ذلك الاستعدادات لإرسال فريق مساعدات إلى المنطقة”.

وإنّ عدم تحدّث العاهل المغربي علناً بعد عودته إلى الرباط، مُكتفياً ببيان صحافي عقب اجتماع الأزمة الذي ترأّسه، يُعدُّ نوعاً من الصمت الذي لا يطمئن المواطنين المصدومين ويثير التساؤلات في الخارج.

وأعلن الديوان الملكي عن إجراءات ملموسة على الأرض مع تعزيز موارد وفرق البحث والإنقاذ، وتوزيع سلال غذائية وخيام وبطانيات لفائدة الضحايا.

وفي عام 2004، بعد أربعة أيام من زلزال الحسيمة الذي أودى بحياة 628 شخصاً، كان “الملك الشاب” حينها، قد نصب خيمته في المناطق المنكوبة، في مواجهة غضب الضحايا وشائعات حول اختلاس المساعدات.

* المصدر: الميادين نت
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر