السياسية:

نفذت الولايات المتحدة عمداً “استراتيجية النيص” في تايوان من خلال بيع الأسلحة إلى تايوان، وما تحتاجه هو تحويل تايوان إلى سفينة حربية ترفع العلم الأميركي.

تحدثت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية عن “النية الخبيثة للولايات المتحدة والمشاكل الممكنة” الناتجة عن إعلان إدارة بايدن نيتها تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 80 مليون دولار أميركي لتايوان.

فيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:

أعلنت إدارة بايدن في 30 آب/أغسطس، أنها ستقدم مساعدات عسكرية بقيمة إجمالية تبلغ نحو 80 مليون دولار لتايوان من خلال ما يسمى بـ “خطة التمويل العسكري للدول الأجنبية” لأول مرة.

وذكرت العديد من وسائل الإعلام الأميركية في تقاريرها أن “هذه الخطوة ستغضب الصين”. لذا، بما أن الولايات المتحدة تعلم أنها “ستستفز الصين”، فلماذا تفعل ذلك عمداً؟

يدل الأمر على أن واشنطن كانت دائماً مصممة على استفزاز الصين بشأن مسألة تايوان، ومن الواضح أن الولايات المتحدة تدرك جيداً أن هذه التحركات تشكل انتهاكات خطيرة لمبدأ “صين واحدة” والبيانات الصينية الأميركية المشتركة الثلاثة، وتعرف العواقب الوخيمة التي سببتها للوضع في مضيق تايوان.

تقوم الولايات المتحدة عمداً بوضع فخ خطر لتايوان وتضع الزهور والعسل لجذب سلطات الحزب الدمقراطي التقدمي إلى الفخ. استخدم الرئيس بايدن “سلطة الرئيس للاعتمادات” لتقديم المساعدات العسكرية لتايوان في نهاية تموز/يوليو لأول مرة، وفي نهاية آب/أغسطس، واصل تقديم المساعدات العسكرية لتايوان من خلال “برنامج التمويل العسكري للدول الأجنبية”، كلاهما يظهر أن واشنطن تطبق بفارغ الصبر نموذج المساعدات العسكرية لأوكرانيا إلى تايوان.

وتختلف هذه المرة عن السابق أن “خطة التمويل العسكري للدول الأجنبية” الأميركية قد تم تنفيذها عادة للدول المستقلة ذات السيادة، وهذه المرة تم تصديق الكونغرس الأميركي على ما يصل إلى ملياري دولار من المساعدات السنوية لتايوان على مدى السنوات الخمسة المقبلة. على الرغم من أن المبلغ هذه المرة ليس كبيراً، إلا أن طبيعة هذه المساعدات سيئة وخطيرة، مما يعني أن الولايات المتحدة قد تجاوزت خطاً أحمر جديداً في التدخل في مسألة تايوان.

لقد أفرغت الولايات المتحدة تدريجياً مبدأ الصين الواحدة بأساليب التدخل المتزايدة، وقوة هذا التدخل ستمثل عاصفة قاتلة تقترب من تايوان تدريجياً.

تظهر البيانات أن تايوان ظلت من أكبر مشتري الأسلحة الأميركية منذ عام 2020، ويمكن القول إن مبيعات الأسلحة الأميركية إلى تايوان تتصاعد باستمرار. والآن لعبت الولايات المتحدة خدعة جديدة، حيث إن المساعدات العسكرية المجانية لتايوان تشبه الهدية التي صممها بائع ذكي وشريرّ، لا يتطلع هذا البائع إلى الدولارات والذهب في جيب تايوان فقط، ولكن أيضاً للقيمة الجيوسياسية “لاستخدام تايوان لاحتواء الصين”.

ونفذت الولايات المتحدة عمداً “استراتيجية النيص” في تايوان من خلال بيع الأسلحة إلى تايوان، وما تحتاجه هو تحويل تايوان إلى سفينة حربية ترفع العلم الأميركي، وفوهة البندقية موجهة إلى البر الرئيسي للصين، والأمر ليس فقط لمواجهة عملية إعادة التوحيد للصين، بل أيضاً لتمكين المجمع الصناعي العسكري الأميركي من مواصلة كسب الأموال.

ومن الجدير بالذكر أنه سواء كانت مبيعات الأسلحة إلى تايوان أو ما يسمى بـ “المساعدات”، كلها من قرار الولايات المتحدة، فإن سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي لا تملك أي حق للتفاوض، حتى ليس لديها أيضاً الحق للمعرفة، ولا يمكنها فعل أي شيء سوى انتظار “الإعلان الرسمي” من واشنطن.

وفي السابق، قيل إن تايوان لا تعلم أنه تم حجز وشراء 4 طائرات بدون طيار إلا بعد قراءة الأخبار، واشتكى بعض الإعلاميين التايوانيين من أن “الولايات المتحدة قررت ذلك مباشرة، ودفعت تايوان ثمنها”. هل يوجد “عقد” أكثر سخافة من هذا في العالم؟

من التبسيط بعض الشيء القول ما إذا كانت الخطوة الأميركية “تستفز الصين”. إن استياء الصين القوي ومعارضتها الحازمة لأمرٌ واضح، لكن رد الصين على استفزازات الولايات المتحدة المستمرة بشأن مسألة تايوان لا يمكن أن يتوقف أبداً عند مجرد التعبير عن موقفها.

أحد الأسباب الرئيسية لعدم وعد الصين بالتخلي عن استخدام القوة العسكرية لحل مسألة تايوان هو لمواجهة قوات التدخل الأجنبية. وإن الاستثمار الأميركي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ محسوب بعناية ويعتبر “الاستثمار” الأكثر فعالية من حيث التكلفة، لكن حزم الصين القوي وإرادتها الثابتة للدفاع عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي لا يمكن “حسابه” أو ردعه بأي ضغط.

في كل مرة تبيع فيها الولايات المتحدة أو تعطى تايوان بعض الأسلحة القديمة من الجيش الأميركي، تكون سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي متحمسة كما لو أنها فازت باليانصيب وهي ممتنة جداً للولايات المتحدة. إن أطماع سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي في “الاعتماد على الولايات المتحدة من أجل الاستقلال” وشجاعتها في مقاومة إعادة التوحيد غير كافيين، وتحتاج إلى التشجيع المستمر من الولايات المتحدة، وإلاّ فإنها سوف تفقد شجاعتها بسرعة، حتى ولو كان سعر التشجيع الأميركي لكل مرة مرتفعاً للغاية. ومع ذلك، فإن التشجيع الذي توفره هذه الأسلحة هو في الواقع وهم خطير، فهي ليست مجرد بطاطا ساخنة، بل هي أيضاً قنابل يمكن تفجيرها في أي وقت، ومن المستحيل الاعتماد عليها لتغيير ميزان القوة العسكرية بين جانبي المضيق وعكس الاتجاه العام لإعادة التوحيد.

إن سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي تتجه إلى طريق مسدود، ويجب ألا يتم ربط أكثر من 23 مليون نسمة في تايوان بالعربة العسكرية من قبل الحزب الديمقراطي التقدمي وواشنطن.

* المصدر: موقع الميادين نت
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر