بقلم: هولي مكاي

ترجمة: انيسة معيض-سبأ:

 

في الوقت الذي يستقر فيه الدخان في خليج عُمان في أعقاب الهجوم على ناقلتي النفط  في مضيق هرمز – والتي ألقى الرئيس ترامب بشأنهما اللوم بشدة على إيران يوم الجمعة بعد تقييم المعلومات الاستخباراتية – هناك قلق متزايد بشأن التوترات بين إيران وعدوها اللدود داخل اليمن السعودية مع وجود الأسلحة الأمريكية في المقدمة.

 

قال فيليب ناصيف، مدير الدفاع لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، لصحيفة فوكس نيوز “”Fox News: “أن هذا الموضوع يتطور ويتم تسليم هذه الأسلحة إلى مجموعة واسعة من الميليشيات” و”هناك الكثير من الأسلحة المتدفقة في اليمن  وهذه ليست قضية جديدة فقد رأينا هذا يحدث على مدار سنوات في أجزاء من العالم”.

 

أثارت مشاركة الولايات المتحدة في النزاع الذي طال أمده في اليمن ، والذي امتد لأكثر من خمس سنوات، غضباً كبيراً بين البيت الأبيض والكونغرس, في حين أن الأخير سعى باستمرار إلى إصدار قرارات من شأنها وضع حد للولايات المتحدة لتوقف تسليح حلفائها الخليجيين في المنطقة، تهربت إدارة ترامب من الاعتراضات بإعلان حالة الطوارئ الوطنية من أجل ان المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تحتاج للحصول على اسلحة اخرى بقيمة 8 مليارات دولار.

 

انخرطت الرياض في البداية في المعركة في أوائل عام 2015 في الأشهر التي تلت سيطرة المتمردين الحوثيين على العاصمة صنعاء، والتي اعتبرتها الرياض بمثابة توغل فرضته طهران, ومنذ ذلك الحين، راجت السوق السوداء في اليمن جميع الأشياء العسكرية.

 

وقال ناصيف: “كل أنواع الأسلحة يتم شراؤه وبيعه بالإضافة إلى دروع الجسم والمخدرات.  “هذه موجودة في الأسواق المفتوحة وليست في الخفاء وهي مثيرة لعميق القلق”. “هل يمكن أن نثق في عدم تسليم الأسلحة وبيعها؟ يمكن أن تصل هذه الأسلحة الى مناطق أخرى, مثل تشاد أو النيجر”.

 

 

 

في حين أن منظمات حقوق الإنسان والمسؤولين الحكوميين والمجتمع الدولي الأوسع يرفعون أصواتهم بشكل روتيني فيما يتعلق استهداف التحالف الذي تقوده السعودية لأهداف مدنية، ويحتمل أن يكون ذلك بمساعدة أسلحة أمريكية، فقد قيل القليل عن احتمال وقوع هذه الأسلحة في أيدي العدو في مسرح الحرب الفوضوي والغير القانوني من إيران والميليشيات السنية المتطرفة.

 

في الواقع، اليمن هو مزيج من الفصائل المتحاربة مع ميليشيات الحوثي الشيعية المتمركزة في الشمال والميليشيات التابعة لتنظيم القاعدة والتي تهيمن على المناطق الشرقية من البلد.

 

في الماضي، ظهرت مجموعة من الصور والتقارير تشير إلى أن كلا من الحوثيين والقاعدة قد استولوا على شكل من أشكال الأسلحة الأمريكية، والتي تضم مركبات MRAP وصواريخ  TOW المضادة للدبابات و قاذفات الصواريخ والبنادق والقنابل اليدوية.

 

 

 

تعد الولايات المتحدة  أكبر مورد للأسلحة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وفي الفترة بين عامي 2013 و 2017 فقط، اشترت السعودية أسلحة بقيمة 112 مليار دولار.

 

وعلى الرغم من وجود قواعد خاصة بالبنتاغون مفادها أن عمليات نقل الأسلحة لا يمكن ان تتم إلى طرف ثالث دون ترخيص، فإن النقاد يقولون بأن مراقبة أو تطبيق مثل هذه اللوائح ليست شاملة بما فيه الكفاية.

 

وكذا قال زميل منظمة “أولويات الدفاع” والنقيب السابق في مشاة البحرية “جيل بارندولار”: “أنه عندما تخرج هذه الأسلحة من قبضة الولايات المتحدة، فأنه في النهاية من غير الممكن السيطرة على المكان الذي تتجه إليه”.

 

وأكد أيضاً على أنه “يكاد يكون مؤكداً” أنه قد ينتهي بشحنات الأسلحة الأمريكية المطاف في ترسانة الحوثيين، وبشكل افتراضي لخدمة المصالح الإيرانية والتي يمكن أن تشكل تهديدًا للقوات الأمريكية الموجودة حاليًا في المنطقة.

 

يُعتقد أن طهران تطلع عن كثب على التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، التي غالباً ما تحاول تقليدها وترفع شعارات حمراء أخرى, كما يتهم الحوثيون منذ فترة طويلة، بالرغم من انكارهم لتلك التهم والتي تتمحور حول استخدام الجنود الأطفال, والذي يعتبر انتهاك صارخ للقانون الدولي.

 

كما أشار بارندولار إلى أن هناك سببًا إضافيًا يدعو للقلق يتمثل في أن الأسلحة قد تقع في  أيدي المنتسبين للقاعدة وغيرها من الجماعات السلفية المتشددة, حيث اكد على أن التدخل العسكري للولايات المتحدة الامريكية يطيل آمد الصراع, وقال إن إنهاء مبيعات الأسلحة الهجومية سيشجع السعوديين على الهدوء.

 

لقد غزا التحالف اليمن منذ أكثر من أربع سنوات, على الرغم من التباين الهائل في التكنولوجيا والقوى، فقد سيطر الحوثيون على المدن المركزية ممتدا إلى العاصمة صنعاء, وعلى الرغم من كل قوتهم العسكرية التي وفرتها الولايات المتحدة ونفقاتهم التي تزيد عن 4 مليارات دولار شهريًا على هذه الحرب، إلا أن هناك القليل من الأدلة على أن التحالف الذي تقوده السعودية يمكنه إنهاء هذه الحرب بنجاح “.

 

اعترف جيم فيليبس ، زميل الأبحاث في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة التراث ، أنه بينما تم الحصول على المركبات والأسلحة الأمريكية الصنع من قبل الحوثيين في المعركة، فإن القلق الأكبر هو “النقل غير المشروع للأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، بما في ذلك الصواريخ،  والطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية التي استخدمت لمهاجمة أهداف مدنية”, وقال “إن عمليات نقل الأسلحة الإيرانية التي تعتبر غير قانونية بموجب قرارات متعددة لمجلس الأمن الدولي، تشكل تهديدًا أكبر بكثير من الأسلحة الأمريكية بالنسبة للمدنيين في اليمن وأماكن أخرى في شبه الجزيرة العربية”, أضف إلى أن الجهات الفاعلة الأخرى من غير الدول المناهضة للغرب، ولكنها اضطلعت بمهمة مكافحة الحوثيين المرتبطين بإيران ، استفادت من “تسرب” الأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة.

 

كما استرسل في حديثة, حيث أشار إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى التأكد من أن القوات العسكرية السعودية والإماراتية التي اشترت هذه الأسلحة لا تقوم بنقلها في انتهاك شرط الاستخدام النهائي” ، ولكنه أكد أنه في النهاية لا يعتقد أن الأسلحة الأمريكية تديم آمد الحرب الكارثية.

 

دافع فريق ترامب بشدة عن بيع الأسلحة المثير للجدل من خلال الدعوة إلى أن الحلفاء العرب بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم ضد التهديد المتزايد لإيران، إلى جانب المضي في تعزيز الاقتصاد الأمريكي من حيث المال والوظائف من اجل صناعة دفاع.

 

وأشار فيليبس إلى أنه “إذا تم قطع هذه الأسلحة، فإن الحكومة اليمنية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ستواصل محاربة الحوثيين المدعومين من إيران، والذين يواصلون مهاجمة أهداف مدنية في تلك البلدان بأسلحة متطورة تعمل طهران على تزويدهم بها, وستواصل تلك الحكومات القتال لحماية نفسها، لكن باستخدام الأسلحة المستوردة من روسيا أو الصين، بدلاً من الولايات المتحدة، وبالتالي يمكن أن تشكل تهديدات أكبر للمدنيين اليمنيين”.

 

وقال محمد عبد السلام ، المتحدث باسم الحوثيين، لقناة فوكس نيوز إنهم تلقوا في وقت مبكر من الحرب مساعدة ضئيلة من طهران، لكن العلاقة نمت إثر النزاع وكثافة القتال من قبل السعودية.

 

في غضون ذلك، نفذ المتمردون الحوثيون في اليمن هجوماً بطائرات بدون طيار على مطار أبها السعودي، وهو ثاني هجوم من نوعه هذا الأسبوع, حيث أصيب في هجوم الأربعاء 26 شخصا.

 

وفي أواخر الشهر الماضي, تم استهداف خط أنابيب النفط في السعودية – مما أدى إلى خروجه عن خدمة بشكل مؤقتً. وقبل ذلك، حدث تخريب آخر لأربع ناقلات نفط، اثنتان منها تمتلكها السعودية.

 

 

 

*تعمل هولي ماكاي كمراسلة لفريق شبكة فوكس نيوز ديجيتال منذ عام 2007. وقد قامت بتغطية تقارير على نطاق واسع من مناطق الحرب بما في ذلك العراق وسوريا واليمن وأفغانستان وباكستان وبورما وأمريكا اللاتينية, كما عملت في التحقيقات في النزاعات العالمية وجرائم الحرب والإرهاب في جميع أنحاء العالم.

صحيفة”فوكس نيوز” الامريكية