بقلم: داليا حسن

ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”

 

منازل مدينة صنعاء القديمة هي شاهد مميز على أيقونة وتحفة فنية غير عادية، تقدم المدينة من خلال مناظرها الطبيعية جودة فنية وتصويرية رائعة.

على الرغم من تراجع وتيرة العمليات القتالية بشكل كبير في معظم أنحاء اليمن- الذي لا يزال يصطلي بنيران الحرب التي بدأت في سرد فصولها المأساوية أواخر مارس من العام 2015- بفضل اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العام 2022، إلا أن موقع التراث العالمي لليونسكو يواجه تهديدات مباشرة جراء الضربات الجوية والتهديدات غير المباشرة جراء نقص عمليات الصيانة.

في متجره الواقع بالقرب من بوابة باب اليمن، في قلب المركز التاريخي للمدينة، يعمل صلاح الدين على إثراء تاريخ الأجداد.

لقد خدمت مطحنتها الكبيرة أجيالًا وأجيال من أخصائي الأعشاب قبله، لاستخراج الزيوت الطبية الثمينة وإدامة التقليد: “هذه المهنة، لأنها قديمة، تشبه تراث هذا البلد، يجب تشجيعه، يجب على الناس تشجيع هذا النوع من العمل (…) إنه ليس فقط مصدر دخل، إنه أيضاً شيء يظهر للناس من نحن”.

تقع مزرعة عبدالله عصبة بالقرب من مبنى دمرته إحدى الغارات الجوية التي يشنها التحالف العربي العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية، لكن أسرة عبد الله التي تمتهن الزراعة من عقود، تواصل زراعة هذا الحقل على أمل إعادة تأهيله.

تعمل عائلة عبد الله بجد وحب خالص، حيث يتعاملون مع نباتات الطماطم والثوم والكراث والريحان بكل لطف وحنان.

لا يزال عبد الله، ذو 28 ربيعاً، يتذكر ماضي المدينة المجيد: “كانت هذه المزرعة ذات يوم مثل الجنة، يمكنني أن أريكم صوراً لما كانت عليه من قبل، لقد كانت بمثابة جنة الله في ارضه، لا يمكنك حتى المشي هنا أوهناك لأن هذا الحقل كان مزروعاً بالكامل، كان كثيفاً ووفيراً، كان كله أخضر قبل اندلاع هذه الحرب”.

تم تصنيف مدينة صنعاء القديمة على أنها «في خطر» منذ العام 2015، حيث واجهت المساجد ومنازل الأبراج المبنية من الطوب المحروق في المنطقة حروباً وكوارث طبيعية.

ولا تزال جهود الحفظ والإصلاح، التي كثيرا ما تقع على عاتق الأفراد أو المعونة الدولية، غير كافية.