بقلم: برانكو مارسيتيك
ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”
يبحث السعوديون عن «معاهدة أمنية متبادلة على غرار الناتو» مع الولايات المتحدة الأمريكية ولن يغلق الرئيس جو بايدن الباب عليها، وذلك بحسب مراسل صحيفة نيويورك تايمز.

تبدو الأخبار غير منطقية في ضوء التوبيخ والازدراء الدبلوماسي الذي ألحقه النظام الملكي السعودي بالرئيس الأمريكي.

ومع ذلك، لم يتوقف أبداً عن رؤية المملكة العربية السعودية كشريك حيوي في منطقة الشرق الأوسط والعمل من أجل تقاربها مع “كيان إسرائيل”.

مثل هذا التحالف لن يؤدي إلا إلى زيادة خطر التصعيد العسكري في المنطقة.

في السنوات الأخيرة، نفذت الحكومة السعودية عملية اغتيال مروعة بحق الصحفي في صحيفة الواشنطن بوست، المعارض الأمريكي الجنسية سعودي الأصل جمال خاشقجي، وجر الولايات المتحدة الأمريكية إلى حرب جوار مروعة مستمرة منذ سنوات، كما أهان الرئيس الأمريكي وهدده مراراً وتكراراً بينما تعاون مع منافسيه العالميين الرئيسيين – كل ذلك مع الاستمرار في فرض قمع العصور الوسطى على النساء والمثليين، وتكثيف عمليات إعدام المعارضين على مستويات غير مسبوقة.

علاوة على ذلك، ليس هناك شك في أن أعضاء الحكومة السعودية كانوا متواطئين بشكل مباشر في الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر 2001…

ومع ذلك، وفقاً للكاتب، توماس فريدمان، المطلع بشكل عام على البيت الأبيض والمقرب من الرئيس، فإن الرئيس جو بايدن «يتساءل عما إذا كان ينبغي عدم النظر في إمكانية إبرام اتفاقية أمنية متبادلة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية» والتي يصفها بأنها «معاهدة أمنية متبادلة على غرار الناتو تتطلب من الولايات المتحدة الدفاع عن المملكة العربية السعودية في حالة وقوع هجوم عليها – وعلى الأرجح من قبل إيران».

كانت صحيفتا نيويورك تايمز وول ستريت جورنال قد ذكرتا في وقت سابق بالفعل وجود مثل هذا المشروع، ولكن ربما يكون هذا هو الكشف الأكثر وضوحاً عن الطبيعة الدقيقة لـ «الضمانات الأمنية» التي طلبتها الحكومة السعودية.

يدعو السعوديون الولايات المتحدة إلى المساعدة في تطوير برنامج نووي مدني – وهو نفس الطموحات التي من المفترض أن تتعرض لها من قبل النظام الإيراني، وتفرض عليها عقوبات وتقصف على أساس منتظم، على الرغم من اعتراف البنتاغون والمخابرات الأمريكية صراحة بعدم وجودها.

كما يريدون تخفيف القيود المفروضة على مبيعات الأسلحة للحصول على معدات أكثر تطورا – بينما لا تزال حربهم الوحشية على اليمن مستمرة.

ماذا سوف تكسب الولايات المتحدة؟
من ناحية أخرى، وفقاً لفريدمان، سوف تقود الحكومة الصهيونية الحالية إلى تقديم تنازلات «من شأنها الحفاظ على إمكانية حل الدولتين».

ثانياً، من شأنه تطبيع العلاقات السعودية الصهيونية، وهو جهد بدأ في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وكافح جو بايدن لإغلاقه – كجزء من استراتيجية لعزل إيران في المنطقة، والذي تعتبره وزارة الأمن الداخلي نفسها خطيراً- لأنه من المرجح أن تزيد المشاعر المعادية لأمريكا في المنطقة.

من المفيد النظر في مدى تافهة «الفوائد» المذكورة إن حمل كيان إسرائيل على الوعد بـ «الحفاظ على إمكانية» حل الدولتين يبدو على الأقل بسيطاً.

ولكن نظرا في ظل استمرار الاحتلال ونهب الأراضي الفلسطينية لعقود من الزمن، فمن المشكوك فيه أن تبقى في هذه المرحلة «إمكانية» الحفاظ على أي شيء!

وعلاوة على ذلك، يبدو أن هذا الحل التوفيقي لا يعني أي التزام من جانب كيان إسرائيل بهجماتها المنتظمة و العشوائية على المدنيين الفلسطينيين.

علاوة على ذلك، يأتي ذلك في الوقت الذي انهار فيه الدعم الشعبي لاتفاقيات إبراهيم، التي وقعتها كيان إسرائيل ودول الخليج في العام 2020 – ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى نفس العنف.

من المرجح أن تؤدي هذه الصفقة إلى إضعاف الموقف العام للولايات المتحدة في وقت يسخر فيه الكثير من العالم بالفعل من خطابها.

من شأن هذه الخطوة أن تؤثر بشدة على التطورات الإيجابية الأخيرة في المنطقة، وتحديداً الوساطة الصينية الناجحة للتقارب بين الحكومتين السعودية والإيرانية.

سوف يكون لهذا الاتفاق تأثير معاكس: فقد تشعر كيان إسرائيل، التي تعززت في موقفها، بأن لديها حرية شن الهجوم المنسق الذي كانت تعلن عنه لسنوات ضد إيران – وهي الحرب التي من شبه المؤكد أن تجر الولايات المتحدة إلى ديناميكيتها.

أخيراً، يبدو أن الآثار المترتب على مثل هذا التحالف العسكري بالنسبة إلى الولايات المتحدة، في منطقة عدائية بشكل خاص، قد تم تجاهله.

في الوقت الحالي، البلد ملزمة قانوناً بحماية ما لا يقل عن 51 دولة في القارات الخمس – حتى على حساب دخول الحرب.

وهذه مجرد اتفاقيات مختومة بالمعاهدات: هذا الرقم لا يأخذ في الاعتبار تحالفات التقليد مثل تلك التي تمت مع كيان إسرائيل.

أليس هناك خطر من أن يؤدي انتشار التحالفات العسكرية إلى نتائج عكسية على الهدف المنشود : منع الحروب؟ خاصة بالنظر إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر قوة عسكرية في العالم، وتميل إلى الانجرار إلى العديد من الحملات الصليبية في الخارج…

يجب أن نضيف أنه بالنسبة لدولة صغيرة تروج للحرب، فإن الحماية المضمونة قانوناً لجيش عملاق يمكن أن تكون حافزاً لتعزيز طموحاتها التوسعية ، على سبيل المثال: طموحات الحكومة السعودية في اليمن.

ولهذا السبب بالذات، كان مسؤولو الناتو وراء الكواليس، كما تظهر البرقيات الدبلوماسية التي كشفها موقع ويكيليكس، قلقين للغاية بشأن السماح لجورجيا بقيادة القومي ميخائيل ساكاشفيلي بالانضمام إلى الحلف.

وقال مسؤول تركي إن وزير خارجية البلد «أخبره أن جورجيا تأمل في استخدام عضوية الناتو كرافعة لموقف تبليسي» في صراعاتها الإقليمية مع روسيا.

كان الرد التركي حازماً: «لا يمكن النظر إلى عضوية الناتو على أنها وسيلة لحل مثل هذه الصراعات، وتأسف [الحكومة التركية] لأن تبليسي، في غضون ذلك، لم ترغب حتى في النظر في طريقة الحوار» مع واحدة من المناطق الانفصالية.

هذا سبب للنظر بحذر في أي تحالف عسكري جديد للولايات المتحدة مع دولة داعية للحرب…

يكفي أن ننظر بحذر في أي تحالف عسكري جديد للولايات المتحدة مع دولة داعية للحرب …

* موقع “لو فون سو ليف- “Le vent se lève الفرنسي
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع