السياسية:

وذكرت وسائل إعلام فرنسية، اليوم الأربعاء، أنّ الاتحاد الأفريقي يرفض فكرة استخدام القوة واللجوء إلى التدخل العسكري في النيجر.

ونقلت صحيفة “لوموند” الفرنسية، عن مصادر متعدّدة، بأنّ مجلس السلم والأمن الأفريقي، وهو الهيئة المسؤولة عن البت في حلِّ النزاعات وتنفيذ القرارات داخل الاتحاد الأفريقي، قرّر عدم استخدام القوة ضد المجلس العسكري في النيجر، وذلك خلال اجتماعٍ للمجلس، الإثنين.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ المجلس قرّر تعليق مشاركة النيجر في أنشطة الاتحاد الأفريقي بشكلٍ مؤقت، وذلك بناءً على الأوضاع التي تشهدها البلاد.

فيما أوضحت مصادر دبلوماسية أفريقية للصحيفة الفرنسية، أنّ اجتماع المجلس اتّسم بأجواءٍ “متوترة”، واستمر لأكثر من 10 ساعات.

وصرّح مصدرٌ دبلوماسي من داخل مؤسّسات الاتحاد الأفريقي، “اخترنا عدم التدخل العسكري في النيجر، لأنّه قد يؤدي إلى إراقة الدماء، وسيسبب أضراراً أكثر من الموجودة حالياً”.

يأتي ذلك قبل يومٍ من اجتماعٍ مُقرّر لرؤساءِ المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إكواس”، والخاص ببحث التدخل العسكري المحتمل في النيجر.

وكشفت وكالة الصحافة الفرنسية، الثلاثاء، نقلاً عن مصادر خاصة بها، أنّ “رؤساء أركان مجموعة إكواس سيجتمعون في غانا، يومي الخميس والجمعة المُقبلين، لمناقشة التدخل العسكري المحتمل في النيجر.

يُذكر أنّ هذا الاجتماع، كان من المقرّر عقده، السبت الماضي، حيق تمّ تأجيله “لأسباب فنية”.

وتناولت “لوموند” في تقريرٍ منفصل، نشرته اليوم الأربعاء، ما سمّتها حالة “الانقسام بين الولايات المتحدة وفرنسا”، والتي كشفها المجلس العسكري في النيجر، بإظهار الاختلافات بين موقفي واشنطن وباريس.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ واشنطن تتخذ “خطاً أخفّ حدّة من باريس” بشأن قادة المجلس العسكري في النيجر، ولا سيما فيما يتعلق بمسألة التدخل العسكري المُحتمل من قبل دول غرب أفريقيا.

وأضاءت الصحيفة على أنّ الوقت المُنقضي حالياً، يُعتبر “في صف قادة الملجس العسكري الموجودين حالياً في السلطة في نيامي”، خصوصاً مع الانقسامات المتزايدة بشأن الخطوات المقبلة، والتي تنمو في جميع أنحاء القارة الأفريقية بين “المتشددين ضد قادة المجلس، وأولئك الذين يدافعون عن الحوار معهم، وازدياد الآراء المتباينة بين الدول الغربية، وخاصةً بين الأمريكيين والفرنسيين”.

وشدّدت الصحيفة الفرنسية على أنّ واشنطن وباريس تختلفان في موقفهما، حيث تطالب فرنسا ليس فقط بالإفراج عن بازوم، بل أيضاً بإعادته إلى المنصب الرئاسي الذي أطاح به الجيش منه. كما يدعم الفرنسيون الخيار العسكري الذي تنادي به بعض دول أفريقيا، ولا سيما نيجيريا وساحل العاج.

وفي واشنطن، أكّدت الصحيفة أنّ معظم صُنّاع القرار يعتقدون أنّه من الضروري “إبقاء الحوار مفتوحاً مع المجلس العسكري، حتى لو كان ذلك يعني النأي بأنفسهم عن فرنسا”.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ واشطن تحاول العمل على “التعاون مع المجلس العسكري”، حيث أرسلت الإدارة الأميركية نائبة وزير الخارجية الأميركي بالوكالة، فيكتوريا نولاند، إلى نيامي، في 7 آب/أغسطس الجاري، بينما تعتبر باريس التعامل المباشر مع المجلس العسكري أمراً مرفوضاً ومستحيلاً.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولٍ فرنسي اعتباره “خطوات واشنطن، طعنة في الظهر”، حيث قالت الولايات المتحدة إنّها ستُبقي على “الباب المفتوح لمواصلة الحديث”، وذلك لتجاوز ما وصفته نولاند في مؤتمر صحافي قبل مغادرة النيجر بـ”العقبة الحالية أمام النظام الديمقراطي”.

الدعم الشعبي للمجلس العسكري بلا حدود
هذا وأطلق سكان العاصمة النيجرية مبادرةً لمساعدة جيش البلاد في مواجهة التهديدات المتزايدة، ولا سيما بعد حشد “إكواس” لقوةٍ عسكرية، استعداداً لتدخلٍ عسكري محتمل في النيجر.

ودعا سكان العاصمة نيامي، اليوم الأربعاء، إلى تجنيدٍ جماعي للمتطوعين بهدف مساعدة جيش البلاد في مواجهة التهديدات المتزايدة من المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا “إكواس”، والتي أعلنت أنّها ستستخدم الخيار العسكري لإعادة الرئيس المخلوع، محمد بازوم، إلى منصبه، وذلك وفقاً لصحيفة “إندبندنت” البريطانية.

وفي التفاصيل، ذكرت الصحيفة، أنّ أحد مؤسسي المبادرة، هو أمسارو باكو، قال إنّ المبادرة التي “تقودها مجموعة من السكان المحليين، تهدف إلى تجنيد عشرات الآلاف من المتطوعين من جميع أنحاء البلاد، وذلك للتسجيل في متطوعي الدفاع عن النيجر، سواءً للقتال أو للمساعدة في الرعاية الطبية وتوفير الخدمات اللوجستية التقنية والهندسية”.

وبشكلٍ حازم، حذّر قادة المجلس العسكري في النيجر من أي تدخّلٍ ضدّ بلادهم، مؤكدين أنّ “أي تدخلٍ سيجعلنا مضطرين إلى الدفاع عن أنفسنا حتى آخر رمق”، وتابعوا: “نريد أن نذكّر مرةً أخرى المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا أو أي مغامر آخر بعزمنا الراسخ على الدفاع عن وطننا”.

واتّهم قادة المجلس العسكري فرنسا بالرغبة في التدخل عسكرياً من أجل إعادة المعزول بازوم إلى السلطة، وهو الموالي للباريس، كما أعلن المجلس إلغاءه عدداً من الاتفاقيات العسكرية مع باريس، إضافةً إلى إنهاء مهمات سفراء البلاد لدى كلٍ من فرنسا والولايات المتحدة ونيجيريا وتوغو.

وكان عسكريون في جيش النيجر أعلنوا في 27 تموز/يوليو الماضي، عبر التلفزيون الرسمي، عزل بازوم واحتجازه في مقر إقامته، وإغلاق الحدود، وفرض حظرٍ للتجوال، موضحين أنّهم “قرروا وضع حدّ للنظام الحالي، بعد تدهور الوضع الأمني، وسوء الإدارة الاقتصادية في البلاد”، ليعلنوا لاحقاً تأسيس المجلس العسكري الحاكم في البلاد.

* المصدر: موقع الميادين
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر