الذهب اليمني الأصفر.. عودة للازدهار رغم الحصار
السياسية:
سراء جمال الشهاري*
“اليمن موطن العسل” شعار رفعه نحّالو أرض السعيدة بالمهرجان الوطني الثاني للعسل اليمني، الذي نظمته وحدة إنتاج العسل في اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة بحكومة الإنقاذ الوطني، بالتنسيق مع وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية بأمانة العاصمة.
حظي المهرجان بمشاركات واسعة من شركات ومؤسسات القطاع الخاص، ومنتجي العسل والنحالين عامةً، وتضمن عروضًا متنوعة، وبرامج ثقافية متعددة واكبت انتاج العسل اليمني، ووفرت فرصةً تسويقية هامة.
مثّل المهرجان برنامجًا توعويًا وسوقًا تجارية واسعة، وتظاهرة إعلامية استثنائية لإحياء مكانة العسل اليمني في المحافل الدولية مجددًا، ولتسويق العلامات التجارية للعسل اليمني عالميًا، وإشهار الأصناف عاليةِ الجودة.
يعد هذا المهرجان ميدانًا من ميادين الصمود الاقتصادي ضد حصار دول التحالف، ويشير المهندس الأستاذ يوسف القديمي – عضو وحدة العسل باللجنة الزراعية والسمكية العليا ورئيس جمعية نحالي المنيرة – في تصريحٍ خاصٍ لموقع “العهد” الإخباري الى أن “دول العدوان تسعى جاهدة لإنهاء كل مقومات وموارد الشعب اليمني وليس فقط العسل، ولكن الحمد لله بفضل السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، وجهود الجهات الرسمية واللجنة الزراعية والسمكية العليا، هناك عمل متنامٍ للارتقاء بكافة المنتجات المحلية وبالأخص العسل”.
عسل اليمن أصالة الأمس.. وازدهار الغد
تطرقت برامج المهرجان الثقافية إلى بعض الخصائص المميزة للعسل والنحل اليمني عن غيره في العالم. فسلالة نحل اليمن تختلف عن بقية الطوائف الأخرى بإنتاجها العالي الجودة، وقدرتها على التأقلم في الظروف المناخية القاسية.
وللعسل اليمني مميزات لا تحصى، أهمها أنه ينتج في مناطق طبيعية خالية من الكيماويات، والنحالون اليمنيون لا ينتزعون غذاء الملكات من العسل، مما يجعله محتفظًا بكامل خصائصه الطبيعية، إلى جانب تنوع البيئات الزراعية التي أدت إلى تنوع الأعسال اليمنية.
وقد أشارت النقوش التاريخية، إلى أن تجارة العسل كانت تحتل المرتبة الرابعة في مملكة حضرموت، خلال القرن العاشر قبل الميلاد. وشهرة العسل اليمني العالمية لم تأتِ من فراغ.
وبحسب القديمي فإنه “يتم تصدير العديد من الأعسال اليمنية المتنوعة للخارج على الرغم من قيود الحصار والعدوان، وأبرزها عسل السدر، إذ يتم تصدير أكثر من ١٠ ألف طن من عسل السدر اليمني “. ويعمل في قطاع العسل ما يقارب ١٠٠ ألف نحال، ناهيكم عن التجار والمصدرين وغيرهم.
ويواجه النحال اليمني العديد من العوائق التي اصطنعها حصار التحالف وعدوانه المستهدف للذهب اليمني الأصفر بشتى الوسائل والطرق، في هذا الإطار، يشير القديمي لموقع “العهد” الإخباري الى أن “العدوان والحصار أثّرا بشكل كبير على تصدير العسل اليمني ومنتجاته، إلى جانب غلاء الأسعار، وصعوبة التنقل بسبب ارتفاع تكلفة المواصلات وانعدامها في أحيانٍ كثيرة، مع افتعال دول الحصار أزمات المشتقات النفطية”.
ويؤكد القديمي “أن هناك استراتيجيات للنهوض بهذا المورد الهام تعتمد على تكاثر النحل اليمني، وتعدد المصدر الوارد كالعسل والغذاء الملكي وغيره”.
واجه ذهب اليمن الأصفر خلال سنوات الحرب استهدافًا مباشرًا بالقصف والنار، ودمرت قوى التحالف العديد من المناحل، والحصار لعب لعبته الخبيثة في استكمال عملية الإبادة، لكل مورد وكل منتج. إلا أن نحالي اليمن لم يثنهم الحصار ولا الدمار عن الحفاظ على هذا العسل اليمني، بل ومواصلة وتطوير العملية الإنتاجية له، متجاوزين كل المعوقات بنصرٍ وشموخ.
* المصدر: موقع العهد الاخباري