إغلاق “يوتيوب” للقنوات الوطنية.. استهدافاً للإعلام اليمني ومحاولة لإسكات الصوت الحر
السياسية / تقارير: عبدالخالق الهندي
بعد فشل تحالف العدوان الأمريكي الصهيوني السعودي الاماراتي في تحقيق أهدافه بالسيطرة على اليمن لجأ الى اسكات الحقيقة عن جرائمه التي ارتكبها منذ مارس 2015 عبر حذف القنوات اليمنية من موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب.
حيث أقدمت شركة “يوتيوب” في يوليو الماضي على إغلاق 13 قناة تتبع المركز الإعلامي لأنصار الله بدون أي مخالفة لما يسمى “معايير يوتيوب”، وبدون أي مبررات؛ في إجراء وصفه المركز الإعلامي بالـ “تعسفي” يكشف زيف شعار حرية التعبير وازدواجية ما يدعيه من معايير.
ودعا المركز في بيان أصدره مطلع أغسطس الجاري أحرار الشعب اليمني إلى مقاطعة يوتيوب وغيره من المنصات، التي تستهدف الأصوات اليمنية الحرة.
كما دعا المركز الجهات المعنية في الجمهورية اليمنية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هذه المنصات التي تحارب الشعب اليمني، وتنحاز بشكل واضح إلى تحالف العدوان الأمريكي السعودي.
كما أقدمت إدارة شركة “فيسبوك” في الشهر نفسه، على إغلاق صفحة وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”.
وأكدت الوكالة والمركز الإعلامي لأنصار الله أن إغلاق منصاتهما يأتي في إطار ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها إدارتا “فيسبوك” و”تويتر” باستهداف الأصوات المناهضة للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، حيث سبق وأن تعرضت صفحات وحسابات الوكالة والمركز ووسائل إعلام يمنية وحسابات ناشطين يمنيين على فيسبوك وتويتر للإغلاق والحظر أكثر من مرة دون أي مبرر.
وقوبلت تلك التصرفات باستياء واستنكار رسمي وإعلامي وحقوقي، حيث أدانت وزارة الإعلام، إقدام إدارة شركة “يوتيوب” على إغلاق وحذف قنوات الإعلام اليمني الوطنية.
واعتبرت الوزارة في بيان صادر عنها، إغلاق “يوتيوب”، للقنوات الوطنية، استهدافاً متعمداً للإعلام اليمني ومحاولة لإسكات الصوت اليمني الحر، وحجب الحقيقة عن الرأي العام العالمي إزاء ما يتعرض له الشعب اليمني من انتهاكات وجرائم يندى لها الجبين من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي منذ ما يقارب تسع سنوات.
وأكد البيان أن هذا الاستهداف يأتي ضمن مؤامرة تحالف العدوان الهادفة إلى تكميم الأفواه وإسكات المنابر الإعلامية الحرة والمناهضة لقوى الهيمنة والاستكبار العالمي.. لافتا إلى أن إغلاق عشرات القنوات اليمنية على يوتيوب، اعتداء على حرية التعبير والنشر المكفولة.
وطالبت وزارة الإعلام، الجهات المعنية وذات العلاقة باتخاذ الإجراءات اللازمة والحاسمة تجاه استهداف الإعلام اليمني من قبل شركة “يوتيوب”.. داعية الوسائل الإعلامية الحرة إلى التضامن مع القنوات الإعلامية اليمنية وتبني مواقف موحدة ضد السياسات العدائية التي تتبناها شركة “يوتيوب”.
اتحاد الإعلاميين اليمنيين بدوره نظم في السادس من أغسطس الجاري، لقاءً للإعلاميين والمثقفين والكتاب، لمناقشة تصعيد مواقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب وفيسبوك” ضد الإعلام اليمني بحظر وحصار وحذف القنوات اليمنية وسبل الرد عليها.
وفي اللقاء أكد رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” نصر الدين عامر، أن حذف القنوات اليمنية من موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب لم تكن سابقة، وإنما امتداداً لخطوات تمت منذ سنوات.
وأشار إلى أن العدوان يتعمد حجب كل ما يتم توثيقه من جرائم بحق الإنسانية في اليمن.. لافتاً إلى أن الباحث من الخارج عندما يريد البحث عمّا تعرضت له اليمن خلال سنوات العدوان لن يجد وثائق لمجازر وجرائم العدوان بحق الشعب اليمني وما لحق بنيته التحتية ومقومات التنمية من تدمير واستهداف طال الحجر والبشر.
كما أكد عامر أن حذف القنوات اليمنية على اليوتيوب عمل مخطط ومدروس من قبل العدوان بهدف تشويش مظلومية اليمنيين ويقدّم الطرف السعودي كوسيط ولم يرتكب أي مجازر بحق اليمن وشعبه.
واعتبر أن حذف القنوات اليمنية الوطنية، مفصل بمقاسات سعودية ومالها المدنس حيث تضمن بعد حذف القنوات إرسال إيميل بأن القنوات تدعم منظمة عنيفة وليس هناك أي معايير تتحدث عن مشاهد مخلة أو غير قابلة للعرض.
وشدد رئيس مجلس إدارة وكالة “سبأ” على ضرورة اتخاذ موقف قوي تجاه حذف القنوات اليمنية من “يوتيوب”، وإعادة الأرشيف الذي تضمنته القنوات للعلن عبر شبكة الانترنت في المواقع الخاصة وعدم السماح بأن تمحى هذه المرحلة التاريخية سواء من بطولات وتضحيات الشعب اليمني وتمريغ أنف السعودية في التراب.
من جانبه، استعرض رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين عبدالرحمن الأهنومي، تقريراً عمّا يتعرض له الإعلام اليمني في منصات التواصل الاجتماعي “يوتيوب – فيسبوك”.
وأكد الأهنومي في التقرير أن شركة “يوتيوب” حذفت مؤخراً 70 قناة يمنية منها 50 تابعة للمؤسسات الإعلامية اليمنية والإعلام الحربي والمراكز الإعلامية اليمنية، و20 قناة يمنية تابعة لإعلاميين يمنيين ومنشدين ومكاتب إعلامية في المحافظات.
وأوضح أن عدد المشتركين في هذه القنوات بلغ أكثر من 8 ملايين مشترك، بينما مشاهداتها تصل إلى مئات الملايين.. مبيناً أن شركة يوتيوب حذفت قنوات ثقافية تقدّم محتوى ثقافياً، وأزالت محتويات من قنوات أخرى مع إزالة معظم المحتوى الذي يوثق جرائم تحالف العدوان عن المنصة، وتقييد وصوله والحد من انتشاره.
واعتبر التقرير هجمة الحذف للقنوات اليمنية الأخطر حيث بلغت الحذف النهائي نسبة 60 بالمائة من القنوات اليمنية في اليوتيوب.. مبينا أن تحالف العدوان بالتزامن مع الهجمة على المحتوى اليمني من قبل “يوتيوب – فيسبوك” يصّعد من حربه الإعلامية التضليلية، وتسخير ماكينته الإعلامية الهائلة لتزييف وقلب الحقائق.
وقال التقرير: “إن شركة يوتيوب تشترك مع تحالف العدوان في جرائمه بشكل واضح من خلال سعيها إزالة أي محتوى يوثق جرائهم العدوان بحق اليمنيين”.. مضيفا أن إدارة فيسبوك حذفت 80 بالمائة من حسابات الإعلاميين اليمنيين، ومعظمهم يضطرون إلى إنشاء حسابات أخرى بشكل متكرر.
وطالب تقرير اتحاد الإعلاميين بمخاطبة وزارة الاتصالات رسميا باسم جميع الإعلاميين اليمنيين بحظر وحجب موقعي “يوتيوب وفيسبوك”، وتوجيه رسالة باسم الإعلاميين إلى النائب العام باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية الأمن القومي لليمن، وإغلاق هذه المنصات.. مؤكدا أهمية البحث عن بدائل وطنية مناسبة لهذه المواقع.
من جانبه، اعتبر رئيس الوفد الوطني المفاوض – رئيس مجلس إدارة شبكة المسيرة الإعلامية محمد عبد السلام أن قرار حجب بعض القنوات الإعلامية اليمنية المواجهة للعدوان “قرارا تعسفيا”.
وأشار عبدالسلام في حديث خاص لقناة “الميادين” إلى أن قرار شركتي “يوتيوب وفيسبوك” يثبت فشل الآلة العسكرية والإعلامية والسياسية والحرب الاقتصادية على الشعب اليمني الذي يواجه هذا العدوان الغاشم منذ سنوات.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم اغلاق القنوات الوطنية المجابهة للعدوان على اليمن بتواطؤ من السعودية، حيث كشف اتحاد الإعلاميين اليمنيين في إحصائية أصدرها مطلع مايو الماضي، عن الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة للإعلام اليمني الوطني.
وأوضح الاتحاد في بيان صادر عنه بمناسبة اليوم العالمي للصحافة الثالث من مايو، أن تحالف العدوان استهدف وسائل الإعلام والعاملين فيها بشكل ممنهج، ما أدى إلى استشهاد 337 صحفيا وإعلاميا.
وأضاف البيان أن 23 مؤسسة إعلامية وصحفية تعرضت للقصف والتدمير من قبل العدوان، إلى جانب استهداف وتدمير 30 برج إرسال واستقبال إذاعي.
وأشار إلى أن انتهاكات العدوان بحق وسائل الإعلام، شملت ست حالات استنساخ وتزوير لقنوات ومواقع إلكترونية، وثمان حالات إيقاف بث القنوات، وسبع حالات حجب وتشويش على القنوات، وثلاث حالات اختراق مواقع إلكترونية.
وبيّن الاتحاد أن من ضمن الانتهاكات إيقاف صحيفتين رسميتين عن الصدور، ومنع أكثر من 143 صحفيا دوليا من دخول اليمن، إلى جانب إيقاف وحذف حسابات إعلاميين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، يوتيوب).
وحسب الإحصائية، فقد أوقف بث القنوات اليمنية الرسمية، “اليمن” و”سبأ” و”الإيمان”، على قمر “نايلسات” في 26 مارس 2015، يوم اندلاع العدوان على اليمن، وبعد نحو شهرين، وتحديداً في 15 مايو، أوقف بث قناة “اليمن اليوم”، على القمر نفسه.
وفي 8 نوفمبر 2018، تم حجب قناة “المسيرة” الفضائية على قمر “نايلسات” أيضاً، وذلك للمرة الثالثة خلال شهر واحد.
أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أوقفت حسابات القناة على موقع “تويتر”، في 8 أكتوبر عام 2020، بالإضافة إلى حسابات عدد من العاملين فيها.