السياسية:

في ختام قمة الجماعة الاقتصادية لغرب أفريقيا “إكواس”، التي عقدت في نيجيريا لمناقشة الوضع في النيجر، تبنى قادة الدول نهجا أكثر دبلوماسية مع دعوتهم لاعتماد الحوار أساسا لنهج التدخل في الأزمة. وكانت “إكواس” قد هددت بالتدخل العسكري في النيجر في حال لم يتراجع المجلس العسكري عن الانقلاب، لكن المهلة التي وضعها التكتل انتهت الأحد الماضي دون أي حادث يذكر.

أعلن قادة دول غرب أفريقيا اليوم الخميس 10 آب/أغسطس، في ختام القمة التي عقدوها في نيجيريا، عن دعمهم الحازم لحل أزمة النيجر دبلوماسيا، في تراجع عن التهديد بالتدخل عسكريا بعد الانقلاب.

وقال الرئيس النيجيري بولا تينوبو الذي يترأس القمة الطارئة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إكواس” في أبوجا “نمنح أولوية للمفاوضات الدبلوماسية والحوار كأساس لنهجنا”.

تعمل “إكواس”، التي تضم 15 دولة، جاهدة من أجل وضع حد لسلسلة انقلابات عسكرية شهدتها أربع من الدول الأعضاء فيها منذ ثلاث سنوات.

ما هي مجموعة “إيكواس” التي هددت بالتدخل العسكري في النيجر؟

وتأتي القمة بعد أربعة أيام على انقضاء مهلة حددتها إكواس لقادة انقلاب النيجر لإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم الذي اعتقله حراسه في 26 تموز/يوليو إلى منصبه. لكن العسكريين تجاهلوا المهلة.

وأقر تينوبو أنه “للأسف، لم تفض المهلة المحددة بسبعة أيام التي أصدرناها في قمتنا الأولى إلى النتيجة المرجوة”.

وأضاف “علينا إشراك جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك قادة الانقلاب، في محادثات جادة لإقناعهم بالتخلي عن السلطة وإعادة الرئيس بازوم إلى منصبه”.

وتابع “من واجبنا استنفاذ كافة سبل الاتصال لضمان عودة سريعة للحكم الدستوري في النيجر”.

حكومة جديدة في النيجر

في سياق متصل، وفي إشارة إلى رفضهم الخضوع للضغوطات، أعلن قادة الانقلاب الخميس أيضا تعيين حكومة جديدة.

وسيتولى علي الأمين زين (مدني) رئاسة الحكومة الجديدة المكونة من 21 وزيرا، من ضمنهم جنرالين من المجلس العسكري الحاكم الجديد سيتوليان حقيبتي الدفاع والداخلية.

وأثار احتمال التدخل العسكري في النيجر، وهي دولة هشة تصنّف على أنها من بين الأفقر في العالم، الجدل ضمن دول “إكواس”، فضلا عن تحذيرات من الجزائر وروسيا.

كما أعلنت كل من مالي وبوركينا فاسو المجاورتين وحيث تتولى السلطة حكومتان عسكريتان استولتا على السلطة عبر انقلابين، بأن أي تدخل عسكري سيمثّل “إعلان حرب” عليهما.

بوادر حلول!

والثلاثاء، رفض قادة الانقلاب مسعى لإيفاد فريق يضم ممثلين عن “إكواس” والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى نيامي.

لكن في تحوّل ملحوظ الأربعاء، أعلن أمير سابق لمدينة كانو النيجيرية أنه التقى قادة الانقلاب للمساعدة في التوسط في الأزمة.

وأفاد سنوسي لاميدو سنوسي للتلفزيون النيجيري الرسمي بأنه تحدّث إلى قائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تياني، وسيوصل “رسالة” إلى الرئيس النيجيري تينوبو، رغم أنه ليس مبعوثا رسميا من الحكومة.

قبيل قمة حاسمة لرؤساء بلدان “إيكواس” … انقلابيو النيجر يلتقون بمبعوثَين من نيجيريا

وقال سنوسي المعروف بعلاقته الوطيدة مع تينوبو “قدمنا على أمل أن يمهّد وصولنا الطريق لمحادثات حقيقية بين قادة النيجر ونيجيريا”.

وتتبنى نيجيريا، التي تتولى رئاسة “إكواس” حاليا، موقفا متشددا حيال انقلاب الشهر الماضي، هو الخامس منذ استقلال النيجر عن فرنسا عام 1960.

وقبل توجهه إلى أبوجا الأربعاء، قال رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو إن مستقبل “إكواس” على المحك بعد أربعة انقلابات في أربع دول أعضاء هي مالي وغينيا وبوركينا فاسو والنيجر.

وأضاف أن باوزم ما زال الرئيس الوحيد المعترف به للنيجر بينما ينبغي منع الانقلابات.

كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه حيال بازوم (63 عاما)، مشيرا إلى أنه وعائلته يعيشون وفق التقارير في “ظروف مؤسفة”.

وذكرت “سي إن إن” الأربعاء بأن بازوم معزول ولا يأكل غير الأرز والمعكرونة.

مخاطر أمنية

تواجه بلدان منطقة الساحل تمرّدا جهاديا اندلع في شمال مالي عام 2012 قبل أن يمتد إلى النيجر وبوركينا فاسو عام 2015 ليثير المخاوف الآن في خليج غينيا.

كما واجهت النيجر تمرّدا جهاديا مزدوجا في شمال غرب البلاد وجنوبها الشرقي. وقتل آلاف المدنيين وعناصر الشرطة والجنود في مختلف أنحاء البلاد.

وساعد انتخاب بازوم عام 2021 النيجر على إقامة علاقات وثيقة مع فرنسا والولايات المتحدة اللتين تملكان قواعد رئيسية وتنشران جنودا في البلاد.

وسحبت فرنسا العام الماضي قواتها من مالي وبوركينا فاسو بعدما اختلفت مع قائديهما العسكريين، لتعيد تركيز استراتيجيتها ضد الجهاديين في النيجر.

* المصدر: موقع مونت كارلو
* المادة نقلت حرفيا من المصدر