عشرات الضحايا منذ بدء الهدنة: صعدة لا تعرف «السلام»
السياسية- رصد:
رشيد الحداد
في الثاني من نيسان 2022، أعلنت الأمم المتحدة بدء سريان الهدنة الإنسانية في اليمن، والتي توقّفت معها المواجهات العسكرية في مختلف الجبهات، وعُلّق التصعيد الجوي المتبادل بين صنعاء والرياض. ومع ذلك، لم يتوقّف التصعيد السعودي العسكري في المناطق الحدودية الواقعة في نطاق محافظة صعدة، مذّاك وحتى الآن. إذ وفقاً لتقارير أمنية رسمية، سجّلت خروقات وقف إطلاق النار في مناطق شدا ومنبه ورازح الواقعة في المحافظة المذكورة، المرتبة الأولى على مستوى المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء.
ويفيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في صنعاء، أنيس الأصبحي، في حديث إلى «الأخبار»، بأن ذلك التصعيد أدّى، حتى نهاية الشهر الماضي، إلى مقتل 293 مدنياً وإصابة 1935 آخرين، بعضهم إصاباتهم جسيمة، بنيران حرس الحدود السعودي الذي يستخدم قذائف «الهاون» المدفعية، والأسلحة الرشاشة الأخرى والقناصة في اعتداءاته على المدنيين. ويضيف الأصبحي أن استمرار القصف ألحق أيضاً أضراراً نفسية ومادية جسيمة بالمواطنين وممتلكاتهم.
وكانت دانت وزارة الصحة في صنعاء، الثلاثاء الماضي، التصعيد السعودي المتكرّر في المناطق الحدودية، واصفةً ما يجري هناك بـ«جرائم الحرب متكاملة الأركان»، ومعتبرةً أنه «يتنافى مع متطلّبات السلام». كذلك، دانت وزارة حقوق الإنسان ومنظمات محلّية التصعيد السعودي، مطالبة الأمم المتحدة بـ «إدانة هذه الجرائم ومغادرة مربع الصداقة» مع المملكة.
وليس المدنيون اليمنيون وحدهم ضحايا تلك الانتهاكات، بل إلى جانبهم أيضاً المهاجرون غير الشرعيين – ومعظمهم أفارقة -، الذين يتخذون من الأراضي اليمنية محطّة عبور للتسلّل إلى جيزان السعودية بحثاً عن فرص عمل. إذ بدعوى «منع تسلّل الحوثيين»، «يقتل الجيش السعودي بشكل يومي عدداً من هؤلاء، كما يرفض السماح بنقل جثثهم، أو تقديم أيّ إسعافات أولية للمصابين منهم»، وفق مصدر حقوقي في منطقة الرقو في صعدة، وهي إحدى المناطق التي يقصدها المتسلّلون.
ويضيف المصدر نفسه، في حديث إلى «الأخبار»، أن «ثمّة يومياً نحو قتيلَين أو ثلاثة في مناطق العبور الممثّلة بالرقو، والعفرة التابعة لرازح الحدودية، وكذلك منطقة القهر»، لافتاً إلى أن «مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة في المناطق الحدودية تستقبل الكثير من المُصابين برصاص الجيش السعودي». ويُقدّر المصدر «ضحايا العبور بالمئات في خلال العامين الماضيين»، كاشفاً عن «وجود عشرات الجثث المرميّة في العراء في المناطق الحدودية، حيث لم تسمح السلطات السعودية بدفنها أو انتشالها».
من جهتها، أعلنت «المديرية العامة للمفوضية الأوروبية لعمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية»، مطلع الشهر الفائت، أن الجيش السعودي قتل وأصاب أكثر من 300 مهاجر أفريقي على الحدود اليمنية – السعودية، خلال الثلث الأول من هذا العام، مشيرةً إلى أن المهاجرين يتعرّضون لانتهاكات مُمنهجة وواسعة النطاق من قِبل الجانب السعودي.
واتهم «مركز الهجرة المختلطة»، وهو مركز دولي مهتمّ بالهجرة، بدوره، مطلع الشهر الفائت، مسؤولي الأمن السعودي بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق أعداد كبيرة من العمال المهاجرين، مُعتبراً أن «الرياض تمارس القتل بشكل متعمّد، والاعتداءات الأخرى بشكل منهجي ضدّ المهاجرين». كذلك، كشف عن وجود عدد من المقابر السرية الجماعية في المناطق الحدودية والتي تعود إلى مهاجرين قُتِلوا برصاص الجيش السعودي، لافتاً إلى أن روائح الجثث المتعفّنة تفوح على امتداد الشريط الحدودي بين محافظة صعدة شمالي اليمن، ومنطقة جيزان جنوبي السعودية.
- المصدر: الاخبار اللبنانية
- المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع