أمريكا وسياسة العبث بالسلام في اليمن
السياسية : المحرر السياسي
لا تريد أمريكا وقف الحرب في اليمن بل تسعى إلى استمراريتها لأن ذلك يعد استراتيجية أمريكية قديمة جديدة في إدارة الصراعات على مستوى العالم.
على مدى تاريخها الطويل كدولة استعمارية لم يذكر لنا التاريخ أن الولايات المتحدة قد كانت في أي يوم من الأيام دولة تسعى إلى تحقيق السلام في أي صراع، والأمثلة على ذلك كثيرة وواضحة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وحتى في أوروبا حيث حلفائها المقربين.
في الأصل أمريكا تنتهج منهجاً استعمارياً عدوانياً وهذا نقيض للسلام؛ مصالحها كدولة استعمارية تفرض عليها هذا النهج القبيح الذي اكتوت بناره شعوب كثيرة، لا تعبأ ولا تقيم وزناً لمصالح الشعوب ولو كان ذلك على حساب حياة الآلاف، كما حصل في العراق وأفغانستان وتشيكو سلوفاكيا سابقا والبوسنة والهرسك.
وفي اليمن لا تريد أمريكا تحقيق السلام لأن لها مصلحة مزدوجة في استمرارية الحرب؛ الأولى من خلال مبيعات السلاح لدول العدوان (السعودية والإمارات) وغيرهما من دول الخليج، والثانية من تواجدها بالفعل في البلاد، وذلك من خلال الزيارات المكوكية التي يقوم بها سفيرها (ستيفن فاجن) برفقة طقم استخباراتي وعسكري كبير يسمون أنفسهم (بالمستشارين) إلى أكثر من محافظة كان آخرها إلى مدينة عدن قبل بضعة أيام، وقبلها إلى المكلا والمهرة وجزيرة سقطرى.
زيارات منتظمة ومشبوهة تمهد لعملية احتلال، تؤكدها أيضاً الزيارات المتكررة لقادة الأساطيل الأمريكية لمحافظات عدن وحضرموت والمهرة وبناء قواعد عسكرية في جزيرتي سقطرى وميون وغيرهما من الجزر اليمنية.
يأتي هذا كله بعد أن شعرت الولايات المتحدة بأن وكيليها السعودية والإمارات قد فشلا في تنفيذ المخططات الأمريكية الصهيونية في السيطرة الكاملة على المضايق البحرية والجزر اليمنية في المحيط الهندي والبحرين الأحمر والعربي.
لم يأتِ تلويح رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط في خطابه بمحافظة المحويت مؤخراً من استخدام القوة على القواعد العسكرية التابعة لدول العدوان في الجزر اليمنية من فراغ بل من فهم عميق لما تقوم به أمريكا والكيان الصهيوني ودول العدوان من بناء قواعد عسكرية في الأراضي اليمنية، وأن مواجهة ذلك حق مشروع تكفله كل القوانين على الأرض ومن حق اليمن أن يستخدم كل ما لديه من قوة لدحر المستعمر وتدمير قواعده وإنهاء تواجده على أراضيه.
سبأ