السياسية- استطلاع: منى المؤيد

عندما يتواجد ثلة من شياطين الانس على أرض خلقها الله كما خلقهم، ويتنكرون ويتكبرون ويتحدون كتاب الله بإساءتهم له… فبماذا نصفهم وماذا نطلق عليهم…؟ هل هم يعلنون حرب عدائية للمسلمين والاسلام…؟! بل انهم يحاربون الله عز وجل.
جريمة نكراء كهذه لا تغتفر ولا يجوز السكوت عليها وتمريرها دون ردة فعل مزلزلة من قبلنا نحن المسلمين الغيورين على كتاب الله، والا نحن من سَنُحارب من قبل الله في حال لم نتحرك او لم يكن لنا موقف فعلي حيال ذلك.
وكما ذكر علم الهدى السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمته التي ألقاها بمناسبة يوم عاشوراء ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام، أن الأمة في هذا العصر تواجه الطغيان والشر والإجرام اليزيدي المتمثل في اللوبي الصهيوني وأمريكا وإسرائيل وحلفائهم وأعوانهم.
وقال السيد عبدالملك الحوثي “أصبحت حربهم صريحة ضد القرآن الكريم، وما يقوم به اللوبي اليهودي عبر عملائه في عدة دول غربية من إحراق وتمزيق للمصحف الشريف هو ذروة الكفر والاعتداء ضد الإسلام والمسلمين”.

موقع “السياسية” أجرى استطلاع مع بعض المفكرين العرب حول الانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها المصحف الشريف في دولتي السويد والدنمارك.

البداية كانت مع الأستاذ حسين نوح مسؤول الرصد والتوثيق في منتدى البحرين لحقوق الإنسان من البحرين الذي قال: إن تدليس ‫المصحف الشريف من خلال عميل للموساد في ‫السويد‬، من الطبيعي أن يثير حفيظة المسلمين ضد هذه الوقاحة والإساءة، و‏لن نقبل بأيّ مساس بقرآننا المقدس ونحن على استعداد لتقديم الدماء حفاظًا على ‫القرآن الكريم‬. 
ويضيف نوح أن السويد كدولة رسمية هي شريكة في هذا الاعتداء، من خلال تأمين الحماية للشخص الذي قام بحرق القرآن الكريم.. ومشيرا إلى ان السويد فتحت على نفسها مواقف عدائية مع المسلمين.
وتابع بالقول، للأسف الشديد لم نرى ردة فعل تتناسب مع هذا الفعل المشين من قبل بعض الدول الإسلامية، فندعو جميع الدول الإسلامية اتخاذ موقف جاد وصارم ضد السويد وأي دولة تحاول أن تتجاوز مقدسات المسلمين.

الكاتب والمحلل السياسي عدنان علامة من لبنان الشقيق، من جهته اعتبر أن تدنيس القرآن المتكرر في السويد والدانمارك عملا أجرامي وفقا لدستور الدولتين.
وقال علامة “أما الادعاء بعجزهم عن منع حرق القرآن بحجة أن ذلك من الحريات العامة التي كفلها الدستور فهو كذب واستخفاف بالدول الإسلامية، فالسويد والدانمارك بدعمهما لحرق القرآن وتدنيسه تكونا قد أعلنتا الحرب على الإسلام والمسلمين”.

 

بدوره، أشار الكاتب والصحفي إدريس عدار من دولة المغرب الشقيق إلى أن السماح بتكرار “إحراق” نسخ من المصحف الشريف جزء من الحرب الثقافية.

وقال “لا يخرج السماح بتكرار إحراق نسخ من المصحف الشريف بكل من السويد والدنمارك وهولندا عن سياق الحرب الثقافية، التي يخوضها الغرب ضد الآخر، فهو يعرف أن الحروب المسلحة لم تؤت أكلا بل كانت وبالا عليه حيث قادت إلى تحولات عميقة زعزعت هيمنته، وبالتالي هو أخرج اليوم سلاح الحرب الثقافية، وهو ليس بالمناسبة سلاح جديد، قاصد المواجهة”

ويرى عدار أن هذه المحاولات تقترن بالدعوى إلى تمكين “الشواذ” من الفضاء العام بل الدعوة إلى جعل الأمر طبيعيا.. مؤكدا أن هذا التناغم ليس سوى مدخل للحرب الثقافية الكبرى، التي ينبغي أن نخوضها بوعي كبير، من أجل وقف السيل الجارف مثلما تم العمل على وقف الحرب على مستوى الإبداع عبر رواية سلمان رشدي، التي رصدت لها المخابرات الغربية ملآيين الدولارات حينها.
وتابع حديثة: المواجهة الواعية والهادفة لابد أن تكون عن طريق الفعل الجماعي للأمة بعيدا عن المبادرات المتهورة لبعض الأشخاص التي تضر بالمواجهة وتعطي للآخر فرصة للانتقاص منا.
ولفت عدار، إلى أن الحرب الثقافية تستهدف اليوم كل القيم المحلية وتسعى إلى تعريتنا من الإيمان بالمقدسات كي تصل في النهاية إلى نزع قيمنا، ومن هنا ينبغي اعتبار المعركة متكاملة، معركة الدفاع عن المقدسات ومعركة الدفاع عن القيم.

فيما يرى الصحفي عدنان المحقق من إيران، أن واقعة حرق القرآن الكريم تمس كرامة المسلمين وتستهزئ بشعائرهم الدينية ولا تعن بأي حال من الأحوال حرية التعبير والرأي بل استهداف مشاعر وأديان الآخرين.
وأضاف المحقق: أن تلك الواقعة تتنافى مع احترام الأديان، وتؤجج الاحتقان وتغذي مشاعر الكراهية والتطرف والحقد.. مشيراً إلى أن هناك جهات تحاول أن تلعب على وتر النعرات الدينية والطائفية لضرب ليس فقط الاستقرار والأمن في دول أوروبا، وإنما لاستهداف الجاليات المسلمة في كل أنحاء أوروبا، لذا علی المسلمين والمسیحیین في أوروبا التنبه لهذا الفخ.

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي أشرف ماضي من مصر: لا شك إن ظاهرة حرق القرآن الكريم بهذه الصورة المسيئة للكتب السماوية لا ترضي المنصفين من أي دين سوى مسيحي او غيره، وما تعرض له القرآن الكريم في السويد هي بصمة عار في جبين أوربا كاملة وليس في جبين السويد فقط.
واضاف بقوله: لابد من الدول العربية والاسلامية ان تقف موقف حازم تجاه دولة السويد في طرد سفرائها وقطع العلاقات معها.
وتابع ماضي: ان العمل المشين تجاه القرآن الكريم اغضب اثنين مليار مسلم وهو العدد الأكبر بعد المسيحية على مستوى العالم.
وطالب ماضي، جامعة الدول العربية بتبني موقف صارم وجاد لنصرة الإسلام ونصرة القرآن، يعبر عن أراء الأمة العربية والاسلامية، وان عليها ألا تتفرغ فقط إلى انحياز ومحاباة أطراف دول أخرى ضد أطراف دول اخرى دون النظر الى ما يجمعنا كأمة عربية واسلامية وهو قرأننا الكريم.

 

اما السفيرة بركاني فرح ايناس من دولة الجزائر فتقول: باسمي شخصيا كسفير سلام دولي وعضو في أكاديمية سفراء السلام بالوطن العربي والعالم وباسم السادة الأشراف آل البيت في كافة أنحاء العالم، ندين بشدة ونستنكر هذا العمل الاجرامي ألا مسؤول، الرامي للنيل من رمزنا وكتابنا ودستورنا القرآن الكريم، ونطالب الدول العربية والاسلامية والمجتمع الدولي والمنظمات الانسانية بالتحرك السريع ضد هذا العمل الاجرامي الشنيع.

 

وفي حين قالت الدكتورة زيات من الجزائر أيضا باسمي أنا شخصيا كعضوة في أكاديمية سفراء السلام في الوطن العربي وباسم كل عضو في هذه الاكاديمية ندين ونستنكر وبشدة هذا التصرف الذي يسيء إلى ديننا والمصحف الشريف على مرأى ومسمع العالم كله من قبل الصهاينة وعملائهم في السويد .
ودعت الشعوب الإسلامية والأمة العربية إلى إدانة مثل هذه الأفعال المسيئة لديننا، ومقاطعة المنتجات السويدية وطرد سفراء السويد من جميع الدول الإسلامية حتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بمقدساتنا.
وأشارت إلى إن سكوت المسلمين على الانتهاكات المتكررة ضد المقدسات الإسلامية شجع هؤلاء على تكرار هذه الجريمة.