السياسية: بقلم: جاكوب ماجد ولازار بيرمان *

ألمح الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة إلى إحراز تقدم محتمل في اتفاقية التطبيع بين كيان إسرائيل والمملكة العربية السعودية، بعد يوم واحد من ذهاب كبار مسؤولي البيت الأبيض إلى جدة لإجراء مناقشات بشأن اتفاق يتضمن تعزيزاً هائلاً للعلاقات الأمنية بين الرياض وواشنطن، وتنازلات صهيونية كبيرة للفلسطينيين تهدف إلى الإبقاء على آفاق حل الدولتين.

أكد متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض لصحيفة تايمز أوف كيان إسرائيل أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان وصل إلى المملكة العربية السعودية، لكنه لم يقل صراحة أن الغرض من الزيارة هو مناقشة اتفاق توحيد محتمل بين كيان إسرائيل والسعودية.

كتب توماس فريدمان من صحيفة نيويورك تايمز في عمود يوم الخميس أن منسق الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، بريت ماكغورك، قام بالرحلة أيضاً.

وفي حديثه إلى الناخبين في حملة إعادة انتخابه للعام 2024 في حدث أقيم في مدينة مين، قال الرئيس جو بايدن، كما نقلت رويترز، «قد يكون التقارب جارياً» ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس بايدن لم يتخذ موقفاً بعد بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاقية التطبيع بين كيان إسرائيل والمملكة العربية السعودية، والتي من المحتمل أن تتطلب اتفاقية أمنية قوية بين الولايات المتحدة والمملكة السعودية، لكنه مع ذلك أرسل سوليفان وماكغورك لمناقشة شروط صفقة محتملة.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه خلال زيارة سابقة قام بها سوليفان في مايو المنصرم، أعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن استعداده المتزايد للتوصل إلى اتفاق بشأن التطبيع مع كيان إسرائيل، مما دفع بايدن إلى إطلاق «جهد كامل».

تعهد جو بايدن خلال حملته الانتخابية لعام 2020 بمعاملة المملكة العربية السعودية على أنها «منبوذة» بسبب مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركيه مطلع أكتوبر من العام 2018.

وكرئيس، هدد المملكة الخليجية بـ «العواقب» بعد أن أخذ زمام المبادرة لخفض أسعار النفط في ظل منظمة أوبك – وهي تصريحات أغضبت الرياض.

ثم تحسنت العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة الصحراوية في العام 2022، عندما زار الرئيس جو بايدن كل من كيان إسرائيل والمملكة العربية السعودية في رحلة لتأمين عدد من الاتفاقيات، بما في ذلك زيادة إنتاج النفط لتعويض أسعار الغاز، وتعزيز التحالف في مشهد جيوسياسي متغير في منطقة الشرق الأوسط وآسيا.

كما سعت واشنطن إلى الترويج لاتفاقية تطبيع بين كيان إسرائيل والمملكة العربية السعودية، مع مراعاة فوائد الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية.

أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض سوليفان، يوم الخميس أنه سوف يلتقي بن سلمان «لمناقشة القضايا الثنائية والإقليمية».

وتشمل هذه المناقشات «التقدم الكبير الذي تم إحرازه في المحادثات لجني ثمار أتفاق وقف إطلاق النار في اليمن على مدى الأشهر 16 الماضية، فضلاً عن مبادرات لدفع رؤية مشتركة لمزيد من السلام والأمن والازدهار والاستقرار».

وكجزء من اتفاق محتمل، تسعى الرياض إلى إبرام معاهدة أمنية متبادلة على غرار حلف شمال الأطلسي والتي تطلب من الولايات المتحدة إنقاذها في حالة وقوع هجوم؛ وبرنامج نووي مدني تسيطر عليه وتدعمه الولايات المتحدة الأمريكية؛ وإمكانية شراء أسلحة أكثر تقدماً من واشنطن مثل نظام الدفاع المضاد للصواريخ الباليستية “ثاد- “THAAD والذي يمكن استخدامه لمحاربة ترسانة الصواريخ الإيرانية المتنامية.

في المقابل، تتوقع الولايات المتحدة من الرياض تقديم حزمة مساعدات غير مسبوقة للمؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية، للحد بشكل كبير من علاقاتها المتنامية مع الصين والمساعدة في إنهاء الحرب الأهلية في اليمن.

في الوقت نفسه، سوف تطالب المملكة العربية السعودية، كيان إسرائيل كذلك باتخاذ خطوات مهمة للحفاظ على حل الدولتين لضمان توقيع اتفاقية التطبيع.

كتب فريدمان أن هذه الإجراءات يمكن أن تشمل وعداً رسمياً من كيان إسرائيل بعدم ضم الضفة الغربية أبداً (كجزء من اتفاقية التطبيع لعام 2020 مع الإمارات العربية المتحدة، وافق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على عدم الوفاء بوعد الضم حتى العام 2024)، والالتزام بعدم إنشاء مستوطنات جديدة أو توسيع حدود المستوطنات القائمة، والالتزام بعدم إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية غير القانونية والتخلي عن بعض الأراضي الفلسطينية المأهولة بالسكان في المنطقة (ج) من الضفة الغربية، التي تسيطر عليها إسرائيل بموجب اتفاقات أوسلو.

كما تكهن فريدمان بأن نتنياهو قد يضطر إلى التخلي عن أعضاء حكومته اليمينيين المتطرفين الذين سوف يعارضون هذه الشروط وينحازون إلى القوى السياسية الوسطية للمعارضة.

في غضون ذلك، يجب على السلطة الفلسطينية، التي كانت متحفظة بشأن اتفاقيات التطبيع العربية الأخرى الأخيرة مع إسرائيل، الموافقة على الاتفاقية الأخيرة مع المملكة العربية السعودية.

يعترف فريدمان بأن القادة السعوديين «ليسوا مهتمين بشكل خاص بالفلسطينيين ولا يعرفون تعقيدات عملية السلام».

سوف يواجه الرئيس جو بايدن صعوبة في توقيع اتفاق لا يتضمن تنازلات كبيرة من كيان إسرائيل على هذه الجبهة.

كما سوف يكون من الصعب بالفعل على الرئيس جو بايدن بيع مثل هذه الاتفاقية إلى الكونجرس الأمريكي، لكن يمكنني أن أؤكد لكم أنه سوف تكون هناك معارضة ديمقراطية قوية لأي اقتراح لا يتضمن أحكاماً ذات مغزى، محددة بوضوح وقابلة للتنفيذ للحفاظ على خيار حل الدولتين وتلبية طلب الرئيس بايدن نفسه بأن يتمتع الفلسطينيون والصهاينة بحرية وكرامة متساوية.

وقال السناتور الأمريكي كريس فان هولين لصحيفة نيويورك تايمز «هذه العناصر ضرورية لأي سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط».

وشدد فريدمان على أن التفاوض على مثل هذه الاتفاقية سوف يستغرق على الأرجح شهوراً وأنه لا يزال «هدفاً بعيداً، في أحسن الأحوال».

قال الرئيس جو بايدن ذلك بنفسه لشبكة ” سي أن أن- “CNN في وقت سابق من هذا الشهر: نحن بعيدون جداً عن اتفاق مع المملكة العربية السعودية، حيث لا يزال لدينا الكثير لنتحدث عنه”.

من جانبه، سعى رئيس الوزراء نتنياهو منذ فترة طويلة إلى ما يعتبر اتفاقية تطبيع بعيدة المنال مع السعوديين، ووصفها مراراً وتكراراً بأنها إحدى الأولويات الرئيسية لحكومته الجديدة، مما قد يؤدي إلى إنهاء الصراع العربي الصهيوني والصراع الصهيوني الفلسطيني..

ومع ذلك، حذر المسؤولون الأمريكيون في الأشهر الأخيرة من أن سياسات كيان إسرائيل في الضفة الغربية والنهوض بإصلاحها القضائي جعلت من المستحيل فعلياً إبرام اتفاقية تطبيع مع المملكة العربية السعودية.

* تل أبيب، 13 محرم 1445، الموافق 31 يوليو 2023(صحيفة “تايم أوف إسرائيل – times of israel” الصهيونية – ترجمة: أسماء بجاش- الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع