غزة ـ السياسية: نضال أبو مصطفى

تتواصل التهديدات الصهيونية بشن هجوم عسكري على لبنان، “وإعادة لبنان إلى العصر الحجري” في حال ارتكب حزب الله “خطأ” وفقا لتصريح وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت، إلا أن عددا من المتابعين للشأن الصهيوني رأوا أن هذه التهديدات مجرد ظاهرة صوتية تفتقد للواقعية.

المختص في الشأن الصهيوني حسن لافي أكد أن خيار المواجهة العسكرية قد يكون آخر الخيارات المطروحة على الطاولة “الصهيونية” في ظل عدة عوامل تمنع الكيان من بدء مواجهة مع حزب الله.

وأضاف لافي في حوار خاص مع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ): إنه لا يمكن لـ كيان “إسرائيل” ان تذهب لمواجهة قد تتدحرج لحرب مفتوحة مع حزب الله في الجبهة الشمالية وقد تتدحرج الى حرب إقليمية، في وقت تعاني فيه كيان “إسرائيل” من أزماتها الداخلية الشديدة وانقسامات داخل المجتمع الصهيوني وانهيارات داخل منظومة الاحتياط في الجيش.

وتابع لافي: “البعض قد يرى ذلك خطوة للأمام لهروب نتنياهو من الإشكاليات الداخلية، ولكن هذه مغامرة غير محسوبة العواقب؛ لان الجبهة الداخلية وجهوزية الجيش الصهيوني منذ عام 2006 لم تكتمل وفقا لتقارير القيادة العسكرية والمحللين العسكريين”.

وأردف لافي أن هذا التوجه حتى لو حصل سيكون مقامرة كبيرة قد تطيح بكل القيادات السياسية والعسكرية الحاضرة وبالتالي لن يكون هذا القرار واقعيا.

وأشار المختص في الشأن الصهيوني إلى أن التهديدات قد تصل لمرحلة التلويح لاستعادة ما تآكل من قوة الردع الإسرائيلية ولكن خيار المواجهة العسكرية هو آخر الخيارات التي لن تذهب إليها كيان “إسرائيل” بشكل مبادر كما تهدد المنظومة العسكرية “الإسرائيلية” حاليا.

وقال لافي: المؤسسة العسكرية والجيش الصهيوني لن يقبل أن يكون ورقة بيد نتنياهو بعد كل ما حصل في 2006 وتقرير فينوغراد وخسارة رئيس الأركان الأسبق دان حالوتس مكانته وشرفه العسكري، لذلك لن يكرر رئيس هيئة الأركان “الصهيونية” الحالي هرتسي هاليفي نفس السيناريو، خاصة في ظل الأزمات التي يعاني منها الجيش بسبب نتنياهو نفسه.

وأكد لافي أن هناك رابط حقيقي بين تهديدات قادة الاحتلال والوضع الداخلي في الكيان.. لافتا إلى أن هناك من يفكر ان نتنياهو سيدفع الجيش الإسرائيلي للهروب للأمام من أجل إعادة اللحمة الداخلية، ولكن هذه مغامرة قد يدفع نتنياهو بشكل أساسي ثمنها الكبير.

يوافقه في ذلك، الكاتب والمحلل السياسي إيهاب زكي الذي رأى أن المواجهة في شمال فلسطين المحتلة هي آخر ما تفكر فيه قيادة العدو الصهيوني.

وقال زكي في حوار خاص مع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ): “إنه لا يمكن التعامل مع التصريحات “الاسرائيلية” إلا أنها من باب التسلية والإيناس، كالخائف الذي يمشي في الظلمة وحيدا فيحاول التغلب على خوفه من خلال الصراخ ليؤنس نفسه”.

وأضاف زكي: “الكيان المؤقت لم يكن ثرثارا حين كان يملك القوة القادرة على الانتصار وتحقيق الإنجاز، أما الآن فهو يعيش مرحلة العجز، ويستعيض عن القدرة بالثرثرة”.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي إلى أن التوصيات العسكرية والأمنية التي وصلت للمستوى السياسي في الكيان كانت تركز على الحل التفاوضي مع لبنان لإنهاء أزمة الخيمة، موضحا أن هذا هو الأمر الطبيعي حيث ان الاختلالات التي يعاني منها جيش العدو اختلالات مزمنة لا يمكن التغلب عليها.

واستذكر زكي وثيقة عسكرية صهيونية كتبها ضابط احيتاط صهيوني، كانت خلاصتها أن المواقع الحدودية مع لبنان ستنهار فورا أمام أي هجوم من قوة الرضوان.

وشدد زكي في ختام تحليله على أن الاشتباك في الشمال هو آخر ما يبحث عنه الكيان المؤقت، ولن يسعى إليه بكل ما أوتي من جهد ودهاء، مرجحا أن تبقى الأوضاع على حالها إلى أن يجد العدو المواجهة مفروضة عليه.

وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال قبل أيام إنّ المقاومة “تستطيع استعادة الجزء اللبناني من قرية الغجر من الاحتلال الصهيوني”، مضيفاً: “هذه الأرض لن تترك”.

وأعلن أنّ “شباب المقاومة لديهم توجيه بالتصرف، إذا وقع اعتداء صهيوني على الخيمة المنصوبة عند الحدود الجنوبية”.. مؤكداً أنّ هذ الأمر “لن يُسكت عنه”.

وأضاف السيد نصر الله: “ما يجري ليس ترسيماً للحدود البرية، بل عملاً لاستعادة الأراضي التي يحتلها العدو الصهيوني”.