«بريمر» اليمني يخيّم في عدن المحتلة: نحو «حكومة إنقاذ» للجنوب؟
في ظل حالة الإرباك التي تعيشها حكومة المرتزقة الموالية لتحالف العدوان في عدن المحتلة، بعد عجزها عن الاستجابة لمطالب الشارع الجنوبي بوقف الانهيار الاقتصادي والمعيشي، تدخّلت الولايات المتحدة عبر سفيرها في اليمن، ستيفن فاجن، الذي يسعى حالياً بنفسه لترتيب الأوضاع في تلك المنطقة، بحيث شبّهه مراقبون بالحاكم المدني الأميركي للعراق، بول بريمر، بعد غزو 2003
السياسية:
رشيد الحداد*
صعّدت الولايات المتحدة وبريطانيا تحركاتهما المباشرة في مدينة عدن المحتلة خلال الأيام الماضية بعد فشل ما يسمى بـ«المجلس الرئاسي» وحكومته الموالية لتحالف العدوان في احتواء أزمة الخدمات وتداعيات تدهور سعر صرف العملة في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة. وبصورة استفزّت الرأي العام اليمني، اجتمع السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، الذي وصل إلى عدن الخميس الماضي على متن طائرة عسكرية أميركية بشكل فاجأ قيادات السلطات المحلية هناك، بمسؤولين موالين لـ«التحالف» في إطار ما يبدو أنها مهمة تهدف إلى عزل رئيس الحكومة المرتزق معين عبد الملك، وتشكيل أخرى لإدارة الأزمات التي تعيشها تلك المحافظات. وإذ تزامن هذا التحرك مع توجيه البنتاغون قوات من مشاة البحرية والسفن الحربية نحو منطقة خليج عدن، ذكرت وسائل إعلام تابعة للحكومة المرتزقة أن فاجن اجتمع مع مدير أمن مدينة عدن المحتلة مطهر الشعيبي، وعبّر له عن قلق بلاده من تدهور الأوضاع الأمنية، وتصاعُد أنشطة التنظيمات الإرهابية في عدد من المحافظات الجنوبية.
وفي حين كان يُتوقع أن يصل رئيس ما يسمى «المجلس الرئاسي»، المرتزق رشاد العليمي، ورئيس حكومته ومحافظ المصرف المركزي إلى عدن من الرياض، عاد رئيس ما يسمى بـ«المجلس الانتقالي” المرتزق عيدروس الزبيدي المدعوم من الإمارات والذي يشغل منصب نائب رئيس «المجلس الرئاسي»، إلى المدينة بطلب أميركي. وقالت مصادر مقرّبة من «الانتقالي» إن عودة الزبيدي جاءت تنفيذاً لتفاهمات جرى التوصل إليها خلال زيارة قام بها إلى واشنطن في الفترة الماضية. ووفقاً لأكثر من مصدر في «الانتقالي»، فإن هذه التفاهمات تقضي بعزل المرتزق معين، وتشكيل حكومة أخرى.
وفي ظلّ غياب «الرئاسي» وحكومته عن عدن، يقيم السفير الأميركي في القصر الرئاسي (المعاشيق) في المدينة منذ أيام، ويمارس مهامّ رئيس «المجلس الرئاسي»، إذ عقد عدداً من اللقاءات مع قيادات مدنية وعسكرية تابعة لـ«الانتقالي» الذي يدير الملف الأمني لعدن، كما التقى السبت بعدد من المسؤولين الحكوميين، أبرزهم وزيرا الصحة والكهرباء بحكومة المرتزقة ومحافظ عدن الموالي لـ«الانتقالي».
ما يقوم به السفير الأميركي في عدن يهدف لاستكمال السيطرة على مقدّرات الجنوب
وفي تعليقه على ذلك، رأى رئيس المكتب السياسي لـ«مجلس الحراك الثوري الجنوبي»، مدرم أبو سراج، في حديث إلى «الأخبار»، أن «فاجن يتعمّد انتهاك السيادة الوطنية في المحافظات الجنوبية. وتعيد تحرّكاته إلى الذاكرة تحرّكات السفير الأميركي السابق في العراق، بول بريمر، في أعقاب الاحتلال الأميركي عام 2003». وأضاف أن «فاجن يتحرك كحاكم أميركي في جنوب اليمن وسط صمت مطبق من قبل ما يسمى بـ “المجلس الرئاسي” وحكومته، ويقوم بزيارة مرافق عسكرية وأمنية في المدينة برفقة عناصر الاستخبارات الأميركية من دون اعتراض من أي جهة»، محمّلاً «المجلس الرئاسي» وحكومة المرتزق معين عبد الملك مسؤولية التفريط في السيادة الوطنية. واعتبر أبو سراج أن زيارة فاجن لـ«عدن تعكس ضعف ووهن تلك الحكومة التي تلتزم الصمت إزاء استباحة المحافظات الجنوبية من قبل القوات الأجنبية»، متابعاً أن «ما يقوم به السفير الأميركي منذ أيام في عدن، يأتي في إطار تبادل الأدوار بين دول الاحتلال لتدمير مقدّرات الجنوب واستكمال السيطرة عليها، ومن ضمنها موانئ عدن وجزيرة ميون ومضيق باب المندب وجزيرة سقطرى، ولا سيما في ظل تراجع دور السفير السعودي محمد آل جابر، منذ أواخر نيسان الماضي». وأعرب أبو سراج عن اعتقاده بأن «التحركات الأميركية الأخيرة المتزامنة مع استمرار الاحتجاجات الشعبية في شوارع عدن جراء انهيار الخدمات وتدهور الاقتصاد، تعكس مخاوف أميركا وكلّ دول العدوان والاحتلال، من تصاعد نطاق تلك الاحتجاجات، بعد أن رفع المشاركون فيها سقف المطالب برحيل دول الاحتلال وخروج كلّ القوى الأجنبية من المحافظات الجنوبية».
* المصدر: الاخبار اللبنانية
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر ولا تعبر عن رأي الموقع