صراع السعودية والإمارات يزيد معاناة مواطني المحافظات المحتلة
السياسية: عبدالخالق الهندي
زادت حدة الخلافات والصراع المتواصل بين دولتي العدوان السعودية والإمارات في المحافظات الجنوبية المحتلة وسط تزايد معاناة المواطنين الذين يدفعون ثمن صراع قيادة العدوان ومرتزقته.
بعد أن شكلت السعودية كيانا سياسيا جديدا مواليا لها في حضرموت يوم 20 يونيو 2023، تحت مسمى المجلس الحضرمي، تسعى الإمارات في محاولة إفشال مخطط الرياض بإثارة الشارع الحضرمي عبر مرتزقتها فيما يسمى المجلس الانتقالي.
ويتوقع خبراء ان يقوم الاحتلال السعودي بإشهار كيانات سياسية أخرى في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة لمواجهه سياسات ومخططات الامارات ومرتزقتها.
وتشهد عددا من المدن في محافظة حضرموت المحتلة وقفات احتجاجية ومسيرات غاضبة تندد بتردي الخدمات الأساسية وانخفاض سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
ونظم أبناء مديرية القطن وتريم وقفات احتجاجية مناهضة تدعو لتحسين الأوضاع الخدمية وايقاف تدهور المرافق وفساد حكومة المرتزقة بالمحافظة.
وشهد محيط مبنى الإدارة المحلية في مدينة سيئون بوادي حضرموت، وقفة احتجاجية شعبية تنديدا بحكومة المرتزق معين عبدالملك.
وتأتي الاحتجاجات تلبية لدعوة ما تسمى بالهبة الحضرمية التابعة لما يسمى المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا ردا على تشكيل السعودية ما يسمى المجلس الوطني الحضرمي حيث اعتبرته الكيانات الموالية لأبو ظبي تفريخ للمكونات الجنوبية.
ولا يختلف الوضع في عدن عن حضرموت، حيث يعاني سكان الأولى من ارتفاع كبير في درجة الحرارة مع انقطاع الكهرباء لأكثر من ست ساعات في اليوم وخصوصا في فصل الصيف وسط تجاهل حكومة المرتزق معين واللجنة السعودية للوضع القائم بسبب نقص الوقود الذي التزمت بتوفيره الرياض منذ وصول قواتها إلى عدن عقب عام من العدوان على اليمن في مارس 2015.
وحمل رئيس ما يسمى المجلس الأعلى للحراك الثوري المدعوم من الرياض فؤاد راشد، تحالف العدوان وما تسمى حكومة المرتزق معين عبدالملك، مسؤولية الانهيار المتواصل للعملة المحلية في مدينة عدن وباقي المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة.
وأشار راشد في تغريدة على حسابه في “تويتر” إلى أن تلك المحافظات على حافة انهيار اقتصادي متكامل الأركان وسط تجاهل تحالف العدوان والحكومة المدعومة منه.
ووصف راشد قيادات ما تسمى بحكومة الارتزاق بمجموعة من القوى السياسية والعسكرية الفاسدة التي شكلت عقب مشاورات الرياض بين حكومة الفار هادي والمجلس الانتقالي.
ووصفت مصادر سياسية ما يجري في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة بالخطير.. مؤكدة أنه يهدّد بخروج الوضع عن السيطرة حيث تسعى الإمارات إلى إسقاط ما تسمى بحكومة المرتزق معين عبدالملك، وعرقلة ما يسمى المجلس الرئاسي المدعوم من الرياض وإسقاط وادي حضرموت والمنطقة العسكرية الأولى المحسوبة على جماعة الإصلاح المتحكمة بالمجلس وحكومته.
وفي المقابل تواجه السعودية المساعي الإماراتية القائمة على تحريك القوى والمكوّنات السياسية والقبلية والشعبية المدعومة من أبو ظبي لإثارة الشارع والمطالبة بإسقاط حكومة المرتزق معين وتحميلها مسؤولية تردي الخدمات وتدهور الأوضاع الاقتصادية جراء سياسية تحالف العدوان منذ أكثر من سبع سنوات.
في السياق، كشف تقرير ألماني عن تصاعد الصراع السعودي الإماراتي في عدن ومناطق الجنوب اليمني المحتل.
وأشار التقرير الذي نشره موقع ” دويتشه فيله” الألماني الأسبوع الماضي إلى مساع سعودية لتوسعة نفوذها في مدينة عدن الواقعة تحت سيطرة ميليشيات ما يسمى المجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات.
وتحدث التقرير عن تشكيل كيان سياسي في عدن على غرار ما يسمى “مجلس حضرموت الوطني” الذي شكلته السعودية، ككيان مناوئ لما يسمى المجلس الانتقالي الموالي للإمارات.
وتوقع التقرير أن يتفاقم التناحر الداخلي والتدخلات الإقليمية في جنوب اليمن المحتل، ويزداد المشهد السياسي تعقيداً خلال الفترة المقبلة.
وفي العاشر من يوليو الجاري، هدد رئيس ما يسمى بـ “المجلس الانتقالي” المرتزق عيدروس الزبيدي، باستخدام القوة لحماية ما وصفها بـ “تطلعات المجلس” المتمثلة بانفصال محافظات جنوب اليمن واستعادة الدولة المزعومة.
وأكد المرتزق الزبيدي وهو نائب ما يسمى بالمجلس الرئاسي المدعوم من تحالف العدوان خلال اجتماع موسع لقيادات عسكرية وأمنية موالية للإمارات أن ما سماها “القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الجنوبية ستقوم بحماية حضرموت من الإرهاب الذي يستهدفها في إشارة إلى ما يسمى المجلس الوطني الذي شكلته الرياض وقوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية لجماعة الإصلاح والمدعومة من السعودية.
واتهمت قيادات فيما يسمى المجلس الانتقالي جماعة الإصلاح بالسعي إلى تفجير الأوضاع في حضرموت، عبر تشكيل ما يسمى مجلس حضرموت الوطني.