السياسية ـ وكالات:

وصل امس الأحد في 16 تموز/ يوليو 2023 مبعوث الولايات المتحدة للمناخ جون كيري إلى الصين لاستئناف المحادثات المتوقفة بين أكبر دولتين ملوّثتين للمناخ في العالم. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن هدف هذه الزيارة الرئيسي هو البحث المعمّق بشأن قضايا التغيرات المناخية الكبرى.

تأتي زيارة جون كيري إلى الصين، وهي ثالث زيارة له إلى هذا البلد، في ظل إحدى أسوأ موجات الحرّ العالمية، حيث بلغت درجات الحرارة أرقاماً قياسية في جنوب غرب الولايات المتحدة وأوروبا والصين وأماكن أخرى من العالم.

ما أن وطئت أقدام جون كيري أرض العاصمة الصينية بيجينغ حتى طالعته أجواء ساخنة جداً في أحد فصول الصيف الأكثر حرّاً في هذه المدينة حيث بلغت درجة الحرارة 40 درجة مئوية بعد 11 يوماً متواصلاً من ارتفاع قياسي في درجات الحرارة. وغادر كيري بلده أيضاً في أسوأ موجة حرّ تعرفها الولايات المتحدة حالياً حيث بلغت درجات الحرارة 50 درجة مئوية في مناطق عديدة من الولايات المتحدة.

بغض النظر عن الخلافات بشأن قضايا عديدة بين العملاقين، فإن أزمة التغيرات المناخية الكبرى يمكن لها أن تكون أرضية تفاهم بينهما لاسيما أنهما يتشاركان الأضرار الناجمة عن هذه الأزمة على الكرة الأرضية، يقول خبراء المناخ.

وقال لي شو، كبير مستشاري السياسة العالمية في منظمة السلام الأخضر بالصين: “إذا كان هناك من شيء تتفق فيه الولايات المتحدة والصين، إنما هي الأزمة المناخية التي تجمع بين هذين البلدين”.

كانت محادثات المناخ الثنائية قد توقفت العام الماضي بين الولايات المتحدة والصين بعد أن زارت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي في آب/ أغسطس الماضي، جزيرة تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي وأثارت غضب بكين التي تعتبر الجزيرة أراضيها.

وتشكل انبعاثات الصين الملوثة التي تتسبّب بارتفاع درجة حرارة الكوكب ضعف تلك الصادرة عن الولايات المتحدة، لكن البلدين مسؤولان عن ما يقرب من 40 بالمئة من الانبعاثات العالمية.

وأكثر المجالات الملوثة التي من المتوقع التباحث فيها خلال هذه الزيارة هي الوقود الأحفوري الذي لايزال يُستخدم بشكل كبير في إنتاج الكهرباء، حيث لاتزال الصين تنتج الكهرباء من الطاقة الأحفورية بشكل واسع، حسب ما أشارت إليه مؤسسة استثمار الطاقة الصينية.

ويشير وانج، الخبير في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إلى إن سرعة انتقال الصين من الفحم ستكون موضوعًا رئيسيًا للمحادثات بالنسبة لكيري في ظل تباطؤ الصين في الانتقال إلى الطاقة النظيفة، بعد أن قامت ببناء عدد كبير من محطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم بسبب المخاوف المتجددة بشأن أمن الطاقة بعد أشهر من نقص الطاقة في عامي 2021 و 2022.

وكثفت الصين من استخدام الطاقة الشمسية وأصبحت الآن أكبر مستخدم للطاقة الشمسية من بقية دول العالم مجتمعة، وفقًا لدراسة أجرتها Global Energy Monitor غير الربحية.

بالنسبة للعديد من الحكومات المحلية، لا يزال يُنظر إلى الفحم على أنه الحل الأسهل والأرخص لانقطاع التيار الكهربائي بحسب ما يقول خبراء الطاقة الذين يعتبرون أن الأمن الطاقي والحصول على دعم كافٍ للطاقة المتجددة لا يزالان وراء استمرار الاعتماد على الفحم الحجري بدرجة عالية.

وصرّح جون كيري بشأن زيارته أن ما يجب القيام به هو محاولة إيجاد طرق يمكن من خلالها التعاون مع الصين لمعالجة أزمة المناخ بشكل فعّال، كون الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مصدر للانبعاثات أيضاً في العالم. واعتبر أنه من سوء التصرّف السياسي والعقلاني أن تقطع الولايات المتحدة حبل التواصل مع الصين.

من المتوقع أيضًا أن يثير جون كيري جهود التمويل الدولي للمناخ لحث بكين على لعب دورٍ أكبر في هذا المجال، وسيتحاور مع المسؤولين الصينيين في ما يتعلق بالتحضير لمحادثات المناخ COP28 التي ستجريها الأمم المتحدة في نوفمبر المقبل في الإمارات العربية المتحدة والتي ستجتمع فيها ما يقرب من 200 دولة من أجل مناقشة طرق التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيراته على البشرية.