خلية عبدالعزيز الخميس بإشراف الضابط مطر الرميثي الاماراتي
السياسية:
جند ضابط المخابرات الإماراتية مطر الرميثي خلية يترأسها المتعاون مع أبوظبي عبد العزيز الخميس بغرض محاولات التشويه لصورة خصوم الإمارات بحسب ما كشفت وثائق مسربة.
وتناولت الوثائق هذه المرة تفاصيل مسرحية مولتها وحركتها جهاز المخابرات الإماراتية للتحريض على دولة قطر باستغلال زوجة معتقل جنائي في الدوحة في العامين 2018 و2019.
وفضحت الوثائق استغلال الجاسوس الإماراتي الوكيل المتصل مع شركة الاستخبارات السويسرية “ألب سيرفيسز” وهو “مطر الرميثي” زوجة معتقل جنائي في قطر من أجل محاولة تشويه الدوحة في الأوساط الأوروبية بالاشتراك مع المتعاون مع أبوظبي عبدالعزيز الخميس.
يتعلق الأمر باستغلال “أسماء أريان”، زوجة طلال بن عبد العزيز آل ثاني المسجون على ذمة عدة قضايا تهريب مخدرات وقضايا احتيال ونصب في قطر.
وكانت أريان استغلت حادثة اعتقال زوجها وهربت إلى الخارج بالأموال التي سرقها، بحسب المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط.
وجرى إماطة اللثام عن الوثائق في إطار سلسلة تحقيقات “أسرار أبو ظبي ” التي تستند إلى وثائق سرية تم الحصول عليها من خلال اختراق لشركة الاستخبارات السويسرية (ألب سيرفيسز)، وتم تنفيذها من قبل أعضاء شبكة الإعلام الأوروبية للتحقيقات (EIC) بالتعاون مع عدة وسائل إعلام أوروبية.
وتكشف تحقيقات “أسرار أبو ظبي” عن العمليات الخاصة التي نفذتها ألب سيرفيسز نيابة عن دولة الإمارات بما في ذلك استخدام صحافيين مأجورين بغرض التحريض وتشويه السمعة.
وكانت المخابرات الإماراتية أوكلت الإشراف على استغلال وتحريك أريان إلى عبد العزيز الخميس الذي كان يشرف شخصيا على تنظيم فعاليات وهمية تتحدث فيها زوجة المعتقل القطري.
وكشفت الوثائق أن الجاسوس الإماراتي مطر الرميثي كان يتولى تحويل مبالغ مالية بشكل منتظم إلى الخميس من أجل شن حملات تحريضية على قطر بما في ذلك الفعاليات الخاصة بأسماء أريان.
وتم رصد الخميس وهو يعمل على تنظيم لقاءات صحفية وهمية لأسماء أريان في إطار محاولات تشويه سجل قطر الحقوقي بما في ذلك تلقينها نصًّا جاهزًا بالاستعانة بوسائل الإعلام المموّلة من النظامين السعودي والإماراتي ليجعل منها منصّات للهجوم على قطر وتشويه صورتها الحقوقية.
ولوحظ في حينه أنّ مقابلات أريان تقتصر على وسائل الإعلام المحسوبة على الرياض وأبو ظبي، ويتم تجاهلها بشكل كامل الإعلام العربي والدولي، فضلًا عن المنظمات الحقوقية الدولية.
وورد اسم أسماء أريان بشكل صريح في الوثائق المسربة من شركة Alp Services وربط ذلك مع الصحافي الفرنسي إيان هامل، الذي يعمل مع مجلة Le Point ومجلة Marianne.
تبدأ القصة مع جان بيير مارونجيو، رائد الأعمال الفرنسي المقيم في قطر. يدعي أنه وقع في فخ شريكه المحلي، واتُّهم زوراً على الرغم من أنه فقد كل شيء. وقد اعتُقل في عام 2013 عندما حاول الهرب من البلاد، وتم احتجازه من دون محاكمة لمدة خمس سنوات.
في عام 2017، تمكن من الاتصال بإيان هامل من داخل السجن. يقول إن كثراً من أفراد العائلة الحاكمة القطرية محتجزون معه، وهو ما قاله الصحافي في مقال نشرته مجلة Le Point، في حين تنفي السلطات القطرية ذلك.
بعد إطلاق سراحه في عام 2018، قام جان بيير مارونجيو برفقة إيان هامل، بتأكيد سبقه الصحافي الكبير. إذ قام بدعوته للقاء أسماء آريان. وبعد خمسة أيام فقط، وعلى الرغم من أنه لم يكن قد نشر شيئاً بعد، أرسل إيان هامل تقريراً إلى شركة Alp Services. يكشف فيه تفاصيل كواليس تحقيقه وهوية مصدريه، وهذا ينتهك قواعد الصحافة وأخلاقياتها.
تم نشر مقاله في مجلة Marianne بعد ثلاثة أسابيع فقط، في 14 كانون الأول 2018. وردت فيه أسماء أريان بشكل مجهول الهوية، قائلة إن طلال الثاني “يستطيع أن يشهد على أشياء مزعجة بالنسبة الى النظام القطري، مثل توزيع التمويل على منظمات إرهابية في الصومال ومنطقة الساحل وسيناء”. وطبعاً، تشكل هذه الاتهامات مصدر سعادة للإمارات.
في 7 آذار/ مارس، أرسلت شركة Alp تقريراً إلى الجاسوس الإماراتي مطر الرميثي تفصح فيه عن التفاصيل التي قدمها “وكيلها” إيان هامل، بما في ذلك هوية مصادره: جان بيير مارونجيو وأسماء آريان.
وقد نظمت أسماء أريان مؤتمراً صحافياً في جنيف بإشراف كامل من عبد العزيز الخميس، حيث التقطت صوراً مع أطفالها أمام مقر الأمم المتحدة. أجرت مقابلات عدة، مع إيان هامل لموقع Oumma.com أو لشبكة فوكس نيوز الأميركية.
وكشفت الوثائق أن أسماء آريان تلقت المساعدة من المحامي الأميركي مارك سوموس، الذي كان بدوره يكتب تقارير منتظمة عن عمله مع أسماء آريان إلى الجاسوس الإماراتي مطر الرميثي، الذي يعمل معه أيضاً في قضايا أخرى.
وبحسب الوثائق فإنه في 25 حزيران 2019، أرسل مارك سوموس إلى مطر الرميثي نسخة من مقابلة أجرتها أسماء آريان مع قناة “العربية”. يقول مستاء “لم أنصح بذلك”. ويندد بأنها اتهمت قطر بـ “التآمر”، ما يمكن أن يؤثر سلباً على قضيتها أمام الأمم المتحدة. “طلبت منها مرة أخرى أن تتوقف عن ارتكاب أخطاء في وسائل الإعلام. […] سنقوم بتدريب إعلامي جديد لها صباح اليوم”، يختم رسالته. “حسناً، من فضلك أطلب منها حقاً أن تتوقف عن ذلك”، يرد الشيخ مطر.
في حزيران 2019، سأل سوموس الجاسوس الإماراتي ما إذا كان موافقاً على تكلفة 650 يورو شهرياً التي اقترحتها شركة الأمن التي يجب أن تحمي أسماء آريان. “سأوقع العقد وأدفع من حسابي المصرفي الخاص. ليست له أي صلة بدولة الإمارات العربية المتحدة”، يوضح. “أرجو الاستمرار”، يجيب الشيخ مطر.
بعد ثلاثة أسابيع، يرسل المحامي إلى الجاسوس عقد إيجار سكن عميلته، ويقترح دفع الإيجار (3630 يورو شهرياً) من “حسابه الخاص”.
يزعم مارك سوموس “أن قطر استهدفت أسماء أريان وعائلتها وزملائي وأنا بحملة ترويع وتشويه سمعة، وهجمات سيبرانية تشمل تزييف رسائل البريد الإلكتروني وغيرها من الوثائق”.
ويشار إلى أن لوبي الإمارات في أوروبا تخلي لاحقا عن استخدام ورقة أسماء أريان بعد أن فشلت فيما جرى تنظيمه من فعاليات لها للتحريض على قطر، إذ ظهر دائما ضعف الحجج التي حاولت ترويجها وتركيزها على الهجوم على الدوحة من دون تقديم أي أدلة أو براهين مثبتة أو مقنعة.
* المصدر: موقع اماراتي ليكس
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر