السياسية/ تقارير: صادق سريع

تتعمد دول تحالف العدوان بقيادة السعودية والامارات تأخير استكمال مفاوضات الملف الإنساني المتعثر بانشغالهما بتأسيس كيانات لتفكيك وحدة اليمن في المحافظات الجنوبية المحتلة، بينما تتزايد معاناة المواطنين في التدهور الاقتصادي جراء ارتفاع صرف أسعار العملات الأجنبية مقابل الريال.

في الـ 26 من أبريل 2020، أعلن ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، إدارته الذاتية على المحافظات الجنوبية المحتلة، بحجة فشل ما تسمى حكومة الفأر هادي في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.

كما أُعلن في الـ 20 من يونيو 2023، من العاصمة السعودية الرياض، تأسيس ما يسمى مجلس حضرموت الوطني، وذلك وفقاً للمتغيرات السياسية وأهمية موقع حضرموت الجغرافي حسب ما ورد في اعلان بيان التأسيس.

 

مشاريع التفكيك
يرى الخبراء، أن اعلان ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية وتشكيل الرياض ما يسمى مجلس حضرموت الوطني، يعكس الصراع بين السعودية والإمارات وتوجهاتهم الاستعمارية لتفكيك وحدة اليمن.

أشاروا إلى أن إعلان ما يسمى المجلس الحضرمي في حضور السفير السعودي لدى اليمن محمد الجابر، يعد مؤشراً لمفاجآت قادمة يخطط لها المحتل السعودي في الجنوب الشرقي من اليمن.. مؤكدين إن اليمن أصبحت ساحة صراع نفوذ بين الرياض وأبو ظبي حيث يشكل كلا منها كيانات وفقاً لمصالحه، بينما يعاني اليمنيون ويلات الحرب والصراعات السياسية والغلاء المعيشي في ظل الحرب الظالمة والحصار الاقتصادي الجائر.

 

الوحدة خط أحمر

في السياق ذاته، عبرت حكومة صنعاء عن دفاعها عن وحدة اليمن ككل.. محذرة من المساس بالوحدة اليمنية أو بمقدرات اليمنيين.
وقال عضو الوفد الوطني المفاوض عبدالملك العجري: “إن الوحدة اليمنية أهم المكتسبات الوطنية فهي خط أحمر وأن دول العدوان لا تسعى للانفصال فقط بل لتفكيك اليمن”.
وأضاف العجري في تغريده له على حسابه بمنصة تويتر: “خاصموا أنصار الله وحكومة صنعاء قدر ما تستطيعون لكن الجمهورية والوحدة، أهم المكتسبات الوطنية في اليمن الحديث، خط أحمر دونه خرط القتاد وشت الرماد”.

 

أطماع الاحتلال

ويؤكد مراقبون، أطماع السعودية القديمة والراهنة في حضرموت بحكم قربها من حدودها الشرقية، وكونها المحافظة الأغنى ثروة والأكبر مساحة في الجمهورية اليمنية.. معتبرين أن اطماعهم المعلنة لا تخفي الأطماع الغربية والأمريكية والصهيونية الخفية الذين جعلوا من الاحتلال السعودي والإماراتي لجنوب اليمن واجهه لهم.

لم تكتف دولتي الاحتلال السعودي والإماراتي بتأسيس مجالس التفكيك، بل قامتا بتشكيل المليشيات التابعة لها وتسليحها بهدف إثارة الصراعات وإطالة أمد الحرب وتوسيع دائرة الانقسامات العشائرية والمناطقية وتفكيك وحده اليمن وفرض مشروع الانفصال.

في نظر الخبراء العسكريون فإن تصاعد الخلافات بين الكيانات والمليشيات المدعومة من تحالف العدوان في جنوب البلاد ينذر بمواجهات مسلحة أكثر حدة خلال الأيام القادمة حسب ما تمليه مخططاتهم الاستعمارية، والتي تنعكس اثارها على حياة المواطن أمنياً واقتصادياً واجتماعيا.

 

إنهاء الاحتلال
ويطالب ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، بإنهاء تواجد الاحتلال السعودي والإماراتي وحل المليشيات التابعة لها.. وحذروا من استمرار وتصاعد الصراع المسلح بين كيانات ومليشيات تحالف العدوان في المحافظات المحتلة.

إذ يطلق ناشطون يمنيون بين الحين والآخر على منصة تويتر، حملات إعلامية لكشف ممارسات الاحتلال السعودي والإماراتي في المحافظات الجنوبية المحتلة وفضح ما يتم نهبه من ثروات البلاد النفطية والغازية وتعمد الاحتلال في العبث بجغرافية الجزر اليمنية.. مطالبين بطرد دول الاحتلال من اليمن.

ودعا ناشطون ومراقبون، القوى والمكونات الجنوبية إلى الانتباه للمؤامرات التي تحاك ضد المحافظات الجنوبية وضد الوطن ككل والادراك بأن صراع السعودية والإمارات إنما هو صراع مصالح لتقسيم اليمن ونهب ثرواته.

إن ما تخطط له دول العدوان وفي مقدمتها السعودية والإمارات في جنوب اليمن المحتل، وتمارسه على الواقع، يثبت عدم الرغبة والجدية نحو السلام والخروج من اليمن.