ضربة أخرى للمرتزقة في اليمن.. تمرد قبائل مأرب على حزب الإصلاح
السياسية:
في حين أن حركة أنصار الله اليمنية لم تتخذ أي إجراء جاد ضد التحالف السعودي المعتدي في العام الماضي وأعلنت عن استعدادها لإنهاء الخلافات، إلا أن السعوديين ليس لديهم أي رغبة في حل هذه الأزمة التي صنعوها بأنفسهم على عكس ادعائهم الظاهر.
وبعد تشكيل ما يسمى “مجلس حضرموت الوطني” للسيطرة على هذه المحافظة الغنية بالنفط، الآن في محافظة مأرب هناك تحركات من قبل مرتزقة تابعين للسعودية، ما وضع تحديا جديدا أمام حكومة صنعاء. وحسب وسائل إعلام عربية ، فإن “حزب الإصلاح” ، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين في مأرب، أخذ السلام من قبائل هذه المنطقة ويحاول تحويل هذه المدينة إلى قاعدتها في اليمن. ويقال إن التيار الإخواني يغتال مشايخ مأرب المعارضين لحزب الإصلاح لإزالة أكبر عقبة أمام احتلالهم.
وفي هذا الصدد، مؤخرًا الشيخ مبارك بن طالب أحد زعماء عشائر مأرب، قتل على يد عناصر ما تسمى “قوات الأمن”.
ولقد كشفت العديد من المصادر الإخبارية، أنه بعد هذه الاحداث، ازداد غضب القبائل يوما تلو آخر ضد ذراع إخوان اليمن السياسية في مأرب، على خلفية قمع قواته الأمنية قبائل المحافظة وهذا التطاول الإخوانية فجر مجددا، السبت والأحد، اشتباكات عنيفة بين القبائل والقوات الأمنية الإخوانية في مفرق حريب في مأرب، رغم الهدنة القبلية التي تنتهي في عاشر أيام العيد بين الطرفين، بموجب وساطة قبلية. وكشفت مصادر قبلية لـ”العين الإخبارية” أن سبب عودة الاشتباكات، بين قبيلة “آل فجيح” إحدى قبائل “عبيدة” الكبيرة والقوات الأمنية التابعة لحزب الإصلاح الإخواني، يعود إلى استقدام تعزيزات جديدة وانقلاب الإخوان على الوساطة القبلية.
وذكرت المصادر أن القوات الأمنية الإخوانية دفعت بتعزيزات كبيرة إلى بلدتي “المعبد” و”مفرق حريب”، ما أجبر القبائل على السيطرة على حاجز أمني بالقرب من “المعبد” ومحاصرة القوات الخاصة للإخوان في “مفرق حريب” قبل أن تتدخل وساطة قبلية لاحتواء الموقف.
وحسب المصادر فإن المواجهات خلفت قتيلا وعشرات الجرحى بصفوف القبائل، فيما لم تكشف القوات الأمنية الإخوانية عن عدد الضحايا بصفوفها وهم بالعشرات. ويسود اليوم الإثنين هدوء حذر في وادي “عبيدة” بمأرب بعد الوساطة القبلية لإيقاف المواجهات بين قوات أمن الطرق والقوات الخاصة التابعة للإخوان وقبيلة “آل فجيح” شرق المدينة الغنية بالنفط والغاز.
ما القصة؟
يرجع تاريخ بدء الاشتباكات بين قبائل آل فجيح تحديدا وقوات الأمن التابعة لحزب الإصلاح إلى 23 يونيو/حزيران عندما أقدمت قوات أمنية لحزب الإصلاح على نصب حاجز أمني في بلدة “مفرق حريب” بادعاء ملاحقة خلايا إرهابية. آنذاك، أقدمت القوات الخاصة والطرق التابعة للإخوان على تصفية شاب يدعى “حسن مبارك بن طالب بن عقار” ما دفع والده وهو الشيخ مبارك بن طالب للتدخل، إلا أنه هو الآخر تعرض للاغتيال ما أثار غضبا واسعا وسط القبائل. عقب ذلك ردت القبائل بسرعة على الجريمة الشنيعة واحتشدت وهاجمت بالفعل موقع الحاجز الأمني، وطالبت برفعه بشكل عاجل من مناطقها قبل أن تتدخل السلطة المحلية بتحكيم قبلي، ويتم التوقيع على هدنة تمتد حتى عاشر العيد، وفق مصادر قبلية.
حرب بيانات
عقب التحكيم القبلي لجأت شرطة مأرب التابعة للإخوان لإصدار بيان، وتنصلت من مقتل الشيخ مبارك بن طالب، وزعمت أن طرفا ثالثا (خلايا لمليشيات إرهابية) يقف خلف تصفية الشيخ القبلي ونجله. وبرر الإخوان نصب حاجز أمني في مناطق “آل فجيح” إلى “النشاط الإرهابي على امتداد الخط الدولي (مفرق حريب – صافر – العبر) من خلال زرع عبوات ناسفة من قبل خلايا حوثية راح ضحيتها عشرات المدنيين والأبرياء المسافرين”.
قبلية “آل فجيح” بدورها ردت في بيان على لسان الشيخ علي بن مبروك بن عقار، واتهمت شرطة مأرب بارتكاب جريمة وحشية قتلت على إثرها 10 أفراد، و30 جريحا من أبناء “آل فجيح” جلهم ممن شاركوا في الحرب. وجاء في البيان: “لم نكن ضد الإجراءات الأمنية التي تحفظ لجميع المواطنين دماءهم وأموالهم، ولكن كانت إجراءات قوات الأمن التي تدعيها همجية وعدوانية ولم يكن في الشرع أو القانون التهجم على المواطن داخل محلاته وفي أرضه وقتله دون أي سبب سابق، كما أن القانون يمنع التهجم على المواطن إلا بحكم من النيابة إذا كان عليه ما يكلف ذلك، ولذا فالحدث عدواني وواضح”.
وأكدت في بيانها أن انتفاضة شبابها كانت “ردة فعل على الجرائم الشنعاء التي ارتكبتها عناصر قوات الأمن المركزي والطرق التي تدعي حماية الناس من الإرهاب وتمارس الإرهاب والقتل في نفس الوقت، وما قتلها الشيخ المسن “مبارك عقار” بعد عدم اكتفائها بجرمها بحق نجله “حسن” سوى دليل على ذلك”. واعتبرت القبيلة هذه الممارسات بأنها “ليست إلا تصرفات عصابات دموية، وليست تصرفات قوات أمنية يفترض أن تحمي المواطن من الإرهاب والقتل لا أن تمارسه بحقه”.
وكشف البيان عن استخدام سلطات الإخوان الأمنية “الطيران المسير والقناصة ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص، فيما عدد الجرحى يتجاوز الثلاثين جريحا”. وأضاف “إننا نحب أن نوضح للجميع بأننا في نفس الوقت طالبنا بالجناة المتسببين بهذه المجزرة الوحشية والدامية، ونجدد التأكيد بالمطالبة بالجناة من أجل احتواء الموقف وحقن الدماء، محملين قيادة قوات الأمن المركزي والطرق المسؤولية الكاملة”. في السياق، قال الأمين العام لما يسمى مجلس شباب سبأ في مأرب خالد بقلان لـ”العين الإخبارية”، إن شرطة مأرب تستخدم “خلايا الإرهاب” كشماعة لاستهداف قيادات المقاومة ورموزها.
وقال إن “بيان الشرطة جاء بعد أن قدمت السلطة بمأرب تحكيما لقبيلة “آل فجيح” واستهدف تأجيج الموقف وتحميل طرف آخر مسؤولية ما ارتكبه الجناة الذين هم من استهدفوا بن عقار، وهو قيادي في قوات المرتزقة”. ويرى مراقبون أن قبائل مأرب تستشعر أنها عالقة بين فكي الإخوان ومليشيات الرياض، حيث هناك علاقة تخادم واضحة بينهما، وهذا ما يجعلها تتأنى في أي خطوات تصعيدية أو انتفاضة ضد القوات الإخوانية وردع جرائمها.
وقالوا إن الفوضى الإخوانية وإشعالها المعارك مع قبائل مأرب في المحافظة النفطية، يستهدف إسقاطها من الداخل لصالح مرتزقة الرياض. ويسعى الإخوان ومرتزقة العدوان على حد سواء لاستنزاف قبائل مأرب في الجبهات، كما حدث مع قبائل “مراد” و”جهم” و”الجدعان” و”بني جبر” التي سلم الإخوان مناطقها بخيانات مخزية للمليشيات فيما لا تزال قبيلة “عبيدة” حارس عرين سبأ تقاتل بصلابة ضد المليشيات الإخوانية
ولقد توعدت كبرى قبائل محافظة مأرب، الأحد الماضي، بطرد فصائل الإصلاح من مناطقها في المحافظة النفطية. وقالت قبائل وادي عبيدة، في بيان، تنديداً بالهجوم الأخير الذي شنته قوات الحزب على القرى القبلية في مديرية الوادي، إن مناطقها أصبحت غير آمنة بسبب ما وصفتها بالهجمات العدوانية لفصائل الإصلاح. وأكدت القبائل، بأنها ستتخذ إجراءات صارمة للدفاع عن مناطقها وممتلكاتها حتى تفرض الأمن والاستقرار ، في تهديد صريح بطرد فصائل الإصلاح من مديرية عبيدة.
وكانت فصائل حزب الإصلاح هاجمت الجمعة تجمعات لقبيلة آل فجيع في منطقة مفرق حريب بمديرية الوادي، على خلفية رفض القبيلة استحداث نقاط تفتيش داخل مناطقهم. وقالت المصادر أن فصائل حزب الإصلاح استخدمت الأسلحة الثقيلة والمدرعات، ما أدى إلى سقوط تسعة قتلى من أبناء قبائل عبيدة وهم: الشيخ مبارك ابن طالب ابن عقار البالغ من العمر 80 عاماً وحسن مبارك طالب عقار ومبارك ناصر حقنان العراده وسلطان مبارك محسن العراده ومحسن مبارك ناصر طعيزان وعقار ناجي محمد علي سيف عقار وصالح علي ناصر لشرم وعبدالله مبارك ناجي قربان وعزالدين صالح فرحان.
وحسب المصادر فقد سقط ستة قتلى من عناصر حزب الإصلاح ، فيما أصيب 18 آخرين من الطرفين. وتأتي التهديدات، في ظل توترات مستمرة بين قبائل مأرب وفصائل التحالف، مع مساعي الأخيرة لضرب وتفكيك اللحمة القبلية للسيطرة على مقدرات المحافظة النفطية.
* المصدر: موقع الوقت التحليلي
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر