السياسية:

كمائن محكمة، اسقاط طائرات مسيرة، سيطرة أمنية على المخيم من خلال الأنفاق وكاميرات المراقبة، اشتباكات من مسافة صفر، تحقيق إصابات مباشرة… تخوض كتيبة جنين ومعها مقاومين من مختلف الفصائل، حربًا كاملة وشاملة، بأسلحة فردية ورشاشة وعبوات صنعت بأيديهم داخل أزقة المخيم، مقابل “جيش”، جعل من منازل المواطنين العزّل والبنية التحتية هدفًا، بعد أن أفشل التصدي العسكري والصمود الشعبي الأهداف الكبرى للعدوان.

في حوالي الـ 48 ساعة سجّلت كتيبة جنين والمقاومة الفلسطينية داخل المخيم الذي لا تتجاوز مساحته الكيلو متر مربع، ما يقلب الموازين في مجمل الصراع مع الكيان المؤقت، فأهمية الرصاصة والعبوة في الضفة الغربية، وفي جنين اليوم تحديدًا، تكمن في أنها تخترق جيش الاحتلال وجنوده مباشرةً، وبالتالي تصيب “قلب” هذا الكيان.

أبرز أعمال المقاومة

1/ أسقطت كتيبة جنين، بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى، 4 طائرات مسيّرة للاحتلال (درون) والسيطرة عليها، وقد استخدمها الجيش في قصف مواقع داخل المخيم ولاسيما المنازل المدنية والمساجد.

2/ فجّرت وحدة الهندسة التابعة لكتيبة جنين عددًا كبيرًا من العبوات الناسفة بآليات الاحتلال المصفّحة وجرافاته – التي تعتدي على البنية التحتية للمخيم – في مختلف خطوط التماس ومحاور المخيم، ومن أهمها: محور الدمج والبيادر والحواشين.

3/ عمليات خلف الخطوط، فقد أعلنت كتيبة جنين أن وحدتها الخاصة تمكنت “من تنفيذ هجوم خلف خطوط قوات الاحتلال المتوغلة على محور الدمج وإمطارها بصليات كثيفة من الرصاص بشكل مباشر، وعودة المجاهدين لقواعدهم بسلام”.

4/ كمين مسجد أنصار، اذ أكّدت كتائب القسّام – الضفة الغربية أنها ” تمكنت من استدراج قوة صهيونية إلى كمين محكم واستهدافهم بوابل كبير من الرصاص بالقرب من مسجد الأنصار”.

5/ كمين الدمج، وحوله شدّدت كتيبة جنين أنها و”بمشاركة فصائل المقاومة قادت عملية نوعية من خلال إيقاع قوة صهيونية في كمين محكم على محور الدمج بمخيم جنين، واستهدفت بشكل متواصل وكثيف قوات الاحتلال بصليات الرصاص والعبوات الناسفة”.

6/ في حين عمدت قوات الاحتلال إلى استخدام المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية؛ لتقتحم بيوتهم وتقوم بفتح ثغرات في الجدران من أجل التقدم إلى داخل المخيم من خلالها، كانت كتائب القسّام بالمرصاد، اذ أعلنت عن “وقوع عدد من جنود الاحتلال في كمين محكم ومنسق بين السلاح العسكري في المخيم، أثناء محاولتهم التقدم عبر أحد المنازل”.

7/ أمّا كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري التابع لحركة فتح، فقد أعلن عن تمكّن مجاهديه من “استهداف حواجز الاحتلال الصهيوني في الضفة المحتلة بصليات كثيفة من الرصاص والاشتباك معها في نفس المكان”. وتشارك كتائب شهداء الأقصى كتفًا بكتف الى جانب كتيبة جنين في الاشتباكات المباشرة ضد قوات الاحتلال.

أنفاق ورشات تصنيع في المخيم!

المنعطف الأساسي الذي ينقل المقاومة في جنين الى مرحلة أكثر تقدمًا وتهديدًا لوجود الاحتلال، هو تمكّن المجاهدين ولاسيما من كتيبة جنين من حفر أنفاق تحت الأرض، ادعى الاحتلال أنه ضبطها تحت مسجد “الأنصار” وهي بطول أمتار تصل الى أراضي الداخل المحتل.

كذلك ادعى الاحتلال أنه وجد أيضًا ورشات لتصنيع العبوات الناسفة. وكانت كتيبة جنين قد أعلنت في معركة “بأس الأحرار” عن عبوتها “التامر” محلية الصنع، ثمّ تبعتها في هذه المعركة “بأس جنين” عبوة “طارق1” المحلية أيضًا.

تجدر الإشارة بأنّ هذه الأنفاق حفرت، والعبوات صنّعت، في ظل استمرار الاحتلال بتشديد الإجراءات الأمنية في الضفة الغربية ضمن “عملية كاسر الأمواج” المستمر منذ ما قبل شهر رمضان 2022، في ظل تصاعد العمليات الفردية والمنظّمة. وفي ظلّ استمرار التنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية، وحضورها في القمتين “العقبة” (في الأردن)، و”شرم الشيخ” (في مصر)، واجتماعها مع المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين، والاردنيين والمصريين من أجل تشديد قبضتها الأمنية على المناطق الواقعة تحت تصرفها حسب “اتفاق أوسلو”.

* المصدر: موقع الخنادق
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر