السياسية – متابعات:

     

بعد أكثر من عام على تشكيل مايسمى مجلس القيادة الرئاسي، إثر إجبار هادي على التنحي، أقدمت السعودية، قبل أيام، على تشكيل مجلس حضرموت الوطني.
ويعد هذا المجلس هو الثالث في الجنوب، إلى جانب مايسميا
مجلس القيادة، والمجلس الانتقالي الجنوبي المحسوب على الإمارات.
ووفق الأهداف المعلنة، تم تشكيل المجلس ليكون حاملا للقضية الحضرمية، التي تبلورت في ظل تصاعد التوتر بين الرياض والمجلس الانتقالي أو أبوظبي، على خلفية النفوذ في جنوب اليمن.
الظروف التي تشكل فيها مايسمى بالمجلس الحضرمي، أثارت تساؤلا حول جدية السعودية في تقديم الدعم له، وتمكينه من الإدارة الذاتية للمحافظة، خصوصا وأن تجربتها مع مجلس القيادة الذي شكلته هي لا تبعث على التفاؤل.
فعلى سبيل المثال، غضت السعودية الطرف عن عرقلة المجلس الانتقالي لعمل مايسمى مجلس القيادة في مدينة عدن، وكذلك عن استفراد مايسمى الانتقالي بالنفوذ والسيطرة والأمنية والعسكرية على المحافظات الجنوبية المحتلة، بل دعمته ضد حلفائها إبان اجتياحه لمحافظتي أبين وشبوة.
ولم تتحرك السعودية ضد مايسمى الانتقالي إلا بعدما سعى لتوسيع دائرة نفوذه من خلال التقدم عسكريا نحو المحافظات الشرقية التي تعتبرها الرياض مناطق نفوذ لها.
وعلى رغم أن تشكيل هذا المجلس في مناطق نفوذ السعودية يعني أنها قد تحرص على دعمه، على اعتبار أن الهدف من تشكيله هو حماية تلك المناطق من تقدم مايسمى الانتقالي، إلا أن تقديم الدعم لا يعني تمكينه من الإدارة الذاتية للمحافظة. ومن غير المستبعد أن يفضي الدعم العسكري السعودي إلى اقتتال أهلي.

ـ ملفات مفتوحة:
في السياق، يعتقد محلل سياسي يمني، أن السعودية ستخذل
مايسمى مجلس حضرموت الوطني، كما خذلت مجلس العليمي، وكل حلفائها.
ويضيف المحلل الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في حديث إلى “عرب جورنال”: عودتنا السياسة السعودية على خذلان حلفائها سواء في اليمن أو في بلدان أخرى، في اليمن مايسمى المجلس الرئاسي بعد تشكيله في الرياض أبريل 2022، لم يحصل على دعم حقيقي يمكنه من حل المشاكل في مناطق سيطرته ومناطق نفوذ التحالف، وخصوصا المشاكل الاقتصادية.
ويوضح: مايسمى مجلس حضرموت من هذا المنطلق قد يواجه أزمة لاحقاً أمام مايسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، لأن الرياض تترك كافة الملفات مفتوحة وقابلة للانفجار ولن يحصل حلفاؤها على دعم حقيقي يمكنهم من تأكيد وجود إيجابي لهم في المناطق الخاضعة لنفوذهم.
ويتابع: كل الأهداف التي تعلنها السعودية، من بينها أهداف تشكيل
مايسمى مجلس حضرموت الوطني، تخفي خلفها مشاريع خطيرة، تهدد وحدة اليمن وأمنه واستقراره.
وبحسب المحلل السياسي، فإن مايسمى مجلس حضرموت الوطني، وُجد ليلعب دورا سعوديا، ولا يختلف عن مايسمى مجلس القيادة في هذا الجانب، بغض النظر عن نوايا قياداته الحضرمية.
ويختم حديثه بالقول: الأخطر هو أن يتم تشكيل مليشيات تابعة للمجلس في حضرموت، لأن هذا سينتهي إلى حروب أهلية، لأن السعودية أرادت تشكيل كيان في الشرق موازٍ مايسمى بالانتقالي في الجنوب في كل شيء. على حد قوله.

* المصدر: عرب جورنال
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع