السياسية : نضال أبو مصطفى

تتسارع الأحداث في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة بعد سلسلة من الغارات التي شنتها الطائرات الصهيونية تحت جنح الظلام، على أماكن تواجد المقاومين، أعقبتها اقتحامات واسعة للمدينة ومخيمها بأكثر من 200 آلية مصفحة، وانتشار للقناصة، ما أدى لاستشهاد تسعة مواطنين واصابة أكثر من 50 آخرين، عشرة منهم وصفت جراحهم بالحرجة وفق الإحصائية الأخيرة لوزارة الصحة الفلسطينية.

ووسط اشتباكات عنيفة خاضتها كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين برفقة عشرات المقاومين من الفصائل الأخرى، اعترف جيش العدو بإصابة عدد من جنوده بفعل العبوات المتفجرة، وأعلنت الكتيبة عن اسقاط ثلاث طائرات مسيرة للجيش وإعطاب عدد من الآليات، في حين اشتعلت الأراضي الفلسطينية غضبا ونصرة لمدينة جنين، حيث نفذت القوى الوطنية والإسلامية عدة مسيرات ووقفات غاضبة نصرة لجنين.

المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم أكد في مؤتمر صحفي بغزة تابعته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على وحدة الموقف المقاوم في مخيم جنين على كل المستويات السياسية والعسكرية والميدانية.

وقال قاسم: إن جنين لن تكون وحدها ولن تقاتل بمفردها في هذه المعركة.. داعيا المقاومين في كل الساحات للاستعداد والجهوزية للرد على الاحتلال في حال قرر مواصلة العدوان والتمادي في جرائمه.

وأضاف قاسم: “ندعو الجماهير الفلسطينية في الضفة والقدس وغزة والداخل المحتل والشتات إلى تنظيم أوسع فعاليات احتجاجية مساء اليوم دعما واسنادا لجنين”.

وشدد على أن المقاومة في كل الساحات لن تسمح للاحتلال بالتغول على المواطنين في جنين.. مشيرا إلى أن العدو الصهيوني سيفشل تماما في تحقيق أهدافه من هذا العدوان، كما أن بسالة المقاومة في الميدان ستبدد أوهامه وأحلامه.

بدوره، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف: إن كل ما تقوم به حكومة العدو الصهيوني في جنين هو تجاوز لكل الأعراف والقوانين والشرائع الدولية بالقتل المجاني والميداني بواسطة آلة الدمار الصهيونية.

وصرح خلف في حوار خاص مع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بالقول: “نقف اليوم لأجل دعم واسناد أهلنا في جنين الذين يتعرضون إلى عدوان همجي بربري من الحكومة الصهيونية اليمينية تنفيذا لبرنامج الاستيطان والقتل والتدمير الذي تنتهجه هذه الحكومة اليمينية المتطرفة”.

ولفت خلف إلى أن العدوان المتواصل يتطلب من السلطة الفلسطينية التخلص من اتفاقية أوسلو والتنسيق الأمني مع الاحتلال، ويُملي على الأجهزة الأمنية أن تقف إلى جانب المقاومين والدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني واستخدام كل ما بيدها من سلاح.

وأشار عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى أن الجريمة في جنين تستدعي موقف دولي حازم باتجاه محاسبة قادة الاحتلال على هذه الجرائم المتكررة بحق الشعب الفلسطيني.

وفي الوقت الذي يعترف فيه جيش العدو الصهيوني بقوة الاشتباكات وبسالة المقاومين في جنين تتخوف قيادة العدو من انضمام المقاتلين في قطاع غزة للمواجهة ما دفعه لإعلان الاستنفار ونشر منظومة القبة الحديدية في مستوطنات غلاف غزة.

الجدير ذكره أن طائرات العدو الصهيوني تجدد قصفها بين الفينة والأخرى لعدة مواقع في مخيم جنين، ما يؤدي إلى وقوع عدد من الإصابات الجديدة بين صفوف المواطنين، في حين تشهد سماء جنين ومخيمها تحليقا مكثفا لطائرات الاحتلال الحربية والطائرات المسيرة.

سبأ