د. يوسف الحاضري*

أهم أركان اكتمال الدين عند المؤمن ومن يطبقهن كما أراد الله فقد أتم الله عليه نعمته وهذه اركان تدرجت في شهر ذي الحجة حيث بدأ الله بأمره للمسلمين متمثلين في نبي الله إبراهيم عليه السلام بالتسليم له (إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين) وهي ايضا وصيته لأبناءه ووصية ابناءه ابناءهم وهكذا (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب)، (التسليم يعتبر الإعداد البشري).
ثم يأتي أمر البراءة من اعداء الله والدين والبشرية اجمع وهذه المرحلة التالية للتسليم ومن أهميتها جعلها الله (الحج الأكبر) او في يوم عرفة وبصوت عالي أسماه الله (أذان) حيث قال (وأذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر ان الله بريء من المشركين ورسوله) حيث تقدمت على الولاء لأن من لا يتبرأ وينظف قلبه من الميول والحب والتودد للاعداء (#أمريكا و #اسرائيل) وكل من يدور في فلكهم فلن يجد في قلبه متسع ليوالي اولياء الله لذا وضحها الله بقوله (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم).
(البراءة يعتبر المعرفة الكاملة للشعوب الاخرى والنفسية البشرية معرفة كاملة واتخاذ المواقف للتعامل معهم).
وبعد ان تسلم قلبك وحياتك وتحركك وكل تفاصيلك لله وتتبرأ بقوة وعزة من الاعداء سيتترجم كل ذلك في الركن الثالث والهام جدا وهو (الولاية) والذي جاء زمنيا بعد البراءة وذلك في ال١٨ من نفس الشهر عندما أوقف الله نبيه محمد (خاتم رسالة جده إبراهيم عليهم السلام) وهو عائد من حجة الوداع بعد ان أعلن براءته في صعيد عرفة يوم الحج الاكبر بأن يبلغ ما انزل إليه من ربه وهو موضوع الولاية لأنه لولم يقم بذلك فسيصبح الدين ناقصا مختلا ولا يجب ان يكون دين الله عبر نبيه مختلا لذلك قال الله (وان لم تفعل فما بلغت رسالته) اي ان كلما قمت به خلال ال٢٣ سنة من عمرك سيكون هباء منثورا ولا اهمية له ، لذلك قام الرسول بتأسيس امر ولاية أمر المسلمين في يوم الغدير عندما أعلن ولاية الإمام علي عليه السلام خير البشر بعد رسول الله صلى الله عليه واله كون هذا الركن هام جدا وينبغي الا يكون الا مثله كعلم من اعلام الولاء .
(الولاء يعتبر الإدارة الحاكمة للمجتمع ) لإكتمال الدين كامل وحفظ نعمة الله على البشر لذلك جاء قوله تعالى بعد ذلك مباشرة بقوله (اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
فهل لنا ان ندرك ونعي أهمية الأركان هذه لنؤسسها في نفوسنا وألسنتنا وحياتنا وتحركاتنا ليكون لها اثر ونتائج في الحياة البشرية كأساس من أسس الإستخلاف البشري كون الإخلال في شيء من هذه الجوانب ابتعاد كامل وشامل عن اكمال الدين واتمام النعمة الإلهية وعدم رضا لما رضيه الله لنا من الإسلام.

  • كاتب وباحث في الشئون الدبنية والسياسية
    abo_raghad20112@hotmail.com