السياسية: بقلم: أليكس شامبلون*

أصبح الحج إلى مدينة مكة المقدسة، الركيزة الخامسة للدين الإسلامي، باهظة الثمن بالنسبة لمواطني بعض البلدان، حيث بلغ 5.500 يورو

فريدة سيدة مصرية متقاعدة، أبنائها متزوجون، وبالتالي رفعت مسؤولياتها الاجتماعية والمالية عنهم، ولذلك فقد حان الوقت أخيرا لتحقيق «حلمها»: الذهاب لتأدية فريضة الحج.

الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة، حيث يتطلب من المسلمين الحج إلى منطقة مكة بالمملكة العربية السعودية، مرة واحدة على الأقل في حياتهم، إذا كانوا قادرين من الناحية الجسدية والمالية، وهذه هي المشكلة هذا العام وذلك بحسب ما أشار اليه تقرير صادر عن هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

تقول فريدة، التي فضلت أن تغير “بي بي سي” اسمها في المقال حتى لا يتم تحديدها على أنها تنتقد السلطات المصرية: ” كل مدخراتي ليست كافية لدفع تكاليف ثمن الرحلة، وعندما رأيت قائمة الأسعار، صدمت”.

تخفيض كبير في الإعانات الحكومية:

قامت فريدة بالفعل بأربع إقامات مؤقتة في مكة، لكن الحج يبدأ بالفعل في اليوم الثامن من الشهر الثاني عشر من التقويم الإسلامي والذي يتوافق في التقويم الميلادي هذا العام مع 26 يونيو.

يستمر الحاج من خمسة إلى ستة أيام، وعادة ما يجذب ما بين 1.5 و 2 مليون حاج كل سنه.

وهذه النسخة لعام 2023 هي النسخة الأولى التي من خلالها استعادت “مكة” قدرتها الكاملة منذ انتشار الجائحة، لكن بخلاف الحصص، يرتفع حاجز جديد هذا العام أمام الحجاج: السعر.

دعونا نأخذ مثال أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم، إندونيسيا والتي يبلغ عدد سكانها 270 مليون نسمة، حيث يمكنها إرسال 221 ألف حاج، وذلك بحسب الحصص التي قدرتها الحكومة السعودية.

ففي العام 2022، كلف أداء فريضة الحج 2660 دولارا ( أي حوالي 2500 يورو) للحاج الإندونيسي.

وهذا العام، قررت السلطات الإندونيسية خفض دعم الحج من 60٪ إلى 50٪، وبالتالي تم رفع السعر إلى 3320 دولارا ( أي أكثر من 3000 يورو).

لا القرب الجغرافي ولا الصعوبات الاقتصادية والسياسية تعمل على خفض ثمن التكلفة: بالنسبة للحجاج القادمين من اليمن، الجار الجنوبي للمملكة العربية السعودية، والذي يعاني من حرب أهلية وكارثة إنسانية استمرت قرابة عشر سنوات، بلغت تكلفة الحج ما يقرب من 3000 دولار.

قال صحفي يمني: “في العام 2016، كانت تكلفة الحاج أقل من نصف هذا السعر بقليل، والآن الأمر مكلف للغاية بالنسبة لي”.

في مصر، تبلغ تكلفة أرخص تكلفة لأداء فريضة الحج، برعاية الحكومة، حوالي 6000 دولار (5500 يورو)، وهو ضعف ما كلفته العام الماضي.

في الوقت نفسه، يقدر البنك الدولي أن أكثر من 30٪ من سكان البلد يعيشون تحت خط الفقر الذي حددته الحكومة قبل جائحة كوفيد 19.

ويرجع ذلك إلى التضخم السنوي الذي بلغ 40٪ في مايو، والذي تفاقم بسبب الانخفاض الحاد في قيمة العملة المصرية مقابل الدولار (50٪ من قيمتها منذ مارس 2022).

ومن أجل تحقيق حلمها، كان على فريدة تجاهل النظام: بدلاً من أخذ تأشيرة الحاج، حصلت على تأشيرة سياحية لمدة ثلاثة أشهر […] “وهذا هو الحل الوحيد الذي عُرض عليّ”.

وبهذه الطريقة، فإن رحلة فريدة إلى مكة أصبحت أرخص بنسبة 80٪ مما لو كانت قد أخذت الحزمة التي ترعاها حكومتها.

* باريس، 13 ذو الحجة 1444، الموافق 1 يوليو ٢٠٢٣ (صحيفة” سلايت – slate” الفرنسية، العمود كوري، المخصص للاقتصادات الجديدة – ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع